أستاذ البابا شنودة.. ذكرى الاعتراف بـ«الأرشيدياكون حبيب جرجس»
السبت، 20 يونيو 2020 04:54 م
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم ، بتذكار اعتراف المجمع المقدس بقداسة الأرشيدياكون حبيب جرجس ، ومنحه لقب "القديس" وهو من العلمانيين أى لا يحمل رتبة كهنوتية، فكلمة علمانية فى المسيحية تعنى المسيحيين الذين لا يرتدون زى رجال الدين، ولا تعنى كلمة علمانية المعنى المتعارف عليه بفصل الدين عن السياسة.
حبيب جرجس هو من أنشأ المدرسة الإكلريكية بمهمشة وعمل على تطويرها والمفارقة أن نظير جيد - الاسم العلمانى للمتنيح قداسة البابا شنودة- كان تلميذا لحبيب جرجس حيث تخرج في الكلية الاكلريكية عام 1949م وكان من أوائل خريجي القسم الذى يستقبل خريجى الجامعات.
كما أنشأ حبيب جرجس مدارس الآحاد وفى نوفمبر سنة 1941، دعا إلى عقد أول مؤتمر لأعضاء اللجنة العامة لمدارس الأحد والخدام العاملين بها لترتيب العمل بها والمفارقة أن البابا شنودة كان من طلابها ثم معلما بها.
أرشيدياكون أو أرشيذياكون هي كلمة يونانية مكونة من مقطعين "أرشي" بمعني رئيس و"ذياكون" بمعني شمامسة فيكون المعني "رئيس شمامسة" وتكتب في بعض المراجع: أرشيدياقون، أرشي دياقون".
عين حبيب جرجس، مدرسا في الكلية عام 1898، وناظرًا للإكليريكية بخطاب من البابا كيرلس الخامس في 1918، كما عاصر 4 بطاركة هم البابا كيرلس الخامس، ويؤانس التاسع عشر، ومكاريوس الثالث، ويوساب الثاني.
الأرشيدياكون حبيب جرجس
الأرشيدياكون هو رئيس الطغمة ويجلس عن يسار الأسقف أو البطرك ويناول الدم ويخدم الأيتام ويهتم بالمتعبدين ويبكت غير المتأدبين وينظم الأكليروس ويتلو الصلوات عند تجليس البطاركة والأساقفة. يسمونه المنذر والمعلن لكل صلاة وبدايته.
وفي رتبة الشمامسة خمس درجات وهي كما يلي بالترتيب التصاعدي: "الإبصالتيس – الأغنسطس – الإيبوذياكون – ذياكون – أرشيذياكوزن" وفق كتابات كنسية.
البابا شنودة صف حبيب جرجس بـ"الرجل الحكيم السليم يأتي لظروف معينة أحاطت بالكنيسة مثلت بظهور جرجس نورا".
يقول البابا شنودة :" في أوائل 1893 وقف يوحنا بك باخوم في مدرسة الأقباط الكبرى ليختار 12 طالبًا ليكون نواة لإنشاء المدرسة الإكليركية، وكان حبيب جرجس أول من لبى النداء، لكن مدارس الكنيسة نفسها، لم يكن بها مدرس للدين لمدة ثلاث سنوات، ليتم تعيين حبيب جرجس مدرسًا للدين.
ويلفت البابا شنودة، إلى إن ميخائيل بك عياد في تقريره إلى المجلس الملي، إن المدرسة الإكليريكية قبل حبيب جرج كانت في مكان صغير خرب تفوح منه الروائح الكريهة، وكان الطلاب يرتدون جلاليب غير متناسقة، ويؤمون المدرسة بدون شهادات ولا مراعاة سن".
كما أصدر الانبا مارتيروس كتابا بعنوان "نور اشرق في الظلمة" قال فيه عن القديس حبيب جرجس "انه شخص جدير بالإعتراف به ليكون أحد قديسي الكنيسة القبطية من طبقة العلمانيين، الذي وهب حياته للنهوض بأبناء الأمة القبطية ليكونوا علي مستوي جيد من التعليم اللاهوتي والعقيدي والطقسي، وحفظ تراث الكنيسة بمجمله، إنه إستطاع أن يقود دفة التعليم في السنوات الأولي من القرن العشرين وحتي منتصفه".
يتابع:"وإستطاع أن يقود هذا العمل من خلال المؤسسة الإكليريكية ومؤسسة مدارس الأحد لتعليم النشئ متسلحاً بالفضائل العظيمة التي جعلت منه نموذجاً جيداً أمام الرعاة والخدام، وفي مشواره الطويل الذي إمتد إلي الخمسون عاماً، تكبد التجارب الشديدة والمحن التي أضنت قواه، حتي سلم روحه الطاهرة في ليلة عيد السيدة العذراء مريم عام 1951م، عن عمر يناهز الــ 76 عاماً، وإن إعتراف المجمع المقدس برئاسة حضرة صاحب القداسة والغبطة البابا تواضروس الثاني، بقداسة الأرشيدياكون حبيب جرجس، هو بمثابة أعظم تاج وضع علي جبين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فكل أباء الكنيسة ومطارنتها، وأساقفتها، وخدامها، وخادماتها، والشعب القبطي منذ بداية القرن العشرين هم أبناء الأرشيدياكون حبيب جرجس".
ويذكر أن الأرشدياكون حبيب جرجس ولد 1876بمنطقة الفجالة بالقاهرة وتوفي في 21 أغسطس 1951هو سليل عائلة قبطية مشهورة في بلدة "أولاد إلياس، مركز صدفا، محافظة أسيوط".