نقابة الأطباء.. من يحمي «بالطو الإخوان» الأسود؟
الجمعة، 19 يونيو 2020 04:14 م
لسنوات طويلة عانت نقابة الأطباء المصرية من سيطرة أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، الذين استغلوا مجلس النقابة في العمل السياسي، رغم أن النقابات من المفترض أن تحكمها الأيديولوجيات التى تؤثر على حقوق الأطباء وعملهم.
وعلى مدار 28 عاما، حكمت الجماعة نقابة الأطباء، ومقرها الشهير «دار الحكمة» في شارع قصر العيني بوسط القاهرة، قبل أن تنجح قائمة «تيار الاستقلال» في إزاحة أعضاء الإخوان والهيمنة على أغلبية مجلس النقابة العامة، وذلك خلال انتخابات التجديد النصفي بنقابة الأطباء في عام 2013.
ويقول محللون، إن جماعة الإخوان كانت لديها مشكلة قديمة هي الاستغلال السياسي للعمل النقابي، فهم لم يستطيعوا في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك ممارسة السياسة في الشارع، فلجأوا إلى تسييس النقابات المهنية، مشيرين إلى أن الإخوان فقدوا تعاطف غالبية المصريين معهم، كونهم يحملون شعارات دينية.
ويشير المحللون، أن اللجوء إلى سياسة القمع والإقصاء مع الإخوان وإبعادهم عن الحياة السياسية قبل أحدث 25 يناير، منحهم الفرصة في الإدعاء بأنهم الأكثر كفاءة والأجدر بالحكم، بينما ثبت بالتجربة أن لا يصلحون سوى لترديد الشعارات ودغدغة المشاعر بالهتافات الدينية، لافتين إلى انتخابات نقابة الأطباء في عام 2013، أكدت حينها إمكانية إزاحة الإخوان بالصندوق.
ورغم إزاحة جماعة الإخوان الإرهابية من حكم البلاد في ثورة شعبية في 30 يونيو عام 2013، يبدو أن طابور الجماعة «الخامس»، لا يزال ممسكا بزمام الأمور في مجلس نقابة الأطباء، التي تحولت بين عشية وضحاها، إلى بوق إعلامي إخواني بامتياز، يردد شائعات الجماعة، ويعاونها- بقصد أو دون قصد- في تنفيذ مخطاطتها لإثارة الفتنة والذعر داخل المجتمع.
وتسببت ممارسات مجلس نقابة الأطباء، خلال أزمة تفشي وباء كورونا المستجد وما قبلها، لغزا حير كثير من الخبراء والمحللين، إذ أن توجهات الكثير من أعضاء المجلس تميل إلى اليسار، المعروف بعدائه للتيارات الإسلامية السياسية، لكن- وبحسب الخبراء، فإن «الميكافيلية» على ما يبدو تجمعهما، إذ يعادي الاثنين نظام الحكم في الدولة، حتى لو كان هذا العداء مستترا وعلى استحياء من جانب بعض أعضاء مجلس النقابة.
يقول محللون، إن أزمة الأطباء التي أثيرت في الأسابيع الماضية أجابت على العديد من التساؤلات فيما يخص وجود علاقة من عدمه، بين بعض أعضاء مجلس النقابة وجماعة الإخوان الإرهابية، مؤكدين أنه قد لايكون هناك تواصل مباشر بين المجلس والجماعة، لكن بالتأكيد هناك اتصالات سرية من قبل بعض المنتمين للجماعة من داخل الجهاز الصحي في البلاد.
وفي وقت سابق، حاولت جماعة الإخوان إثارة فتنة بين الأطباء والدولة، بعد وفاة طبيب بأحد المستشفيات جراء إصابته بفيروس كورونا المستجد، لكن قطعت الحكومة المصرية الطريق على تلك المحاولات الإخوانية، بعد أن أعلن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، استجابته لمطالب الأطباء في مقدمتها توسيع إجراء تحاليل الـ «بي سي آر»، للأطقم الطبية ومعاملة ضحاياهم من مصابي كورونا (كوفيد-19) معاملة الشهداء.
ويرى المحللون، أن تصرفات منى مينا، عضو مجلس نقابة الأطباء السابق، الغريبة، وسياسة التحريض والافتراءات التي تتبعها ضد الدولة المصرية، تشير إلى وجود حلفاء لها داخل مجلس النقابة، إذ بالتزامن مع محاولاتها تحريض الأطباء على الانقسام والإضراب، اتخذ مجلس النقابة موقفا مشابها إلى حد ما، مؤكدين أن مجلس النقابة بحاجة إلى معرفة الفرق بين الدفاع عن حقوق الأطباء والمزايدة على الوطن في الأزمات، متساءلين: من يحمي بالطو الإخوان الأسود داخل النقابة؟