أرخص من «اللانجيري».. محتالون يبيعون كارنيه «الصحافة» على «market place» بجنيه واحد (صور)

على المتجر الإلكتروني «Market place» المدعوم من موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، ستجد إعلانات  لبيع وشراء عقارات وسيارات ومفروشات وملابس داخلية وخارجية «لانجيريهات»، والجديد نصابين ونصابات يبيعون مهنة الصحافة بأرخص ثمن يتخيله ذهنك.. 1 جنيه. 

 

بالصدفة البحتة خرج لنا إعلان على موقع التبادل التجاري سالف الذكر، لفتاة اسمها شيماء تعلن عن عرض مغري للشباب والشابات، كان نصه: «مؤسسه أخبار العالم العربي الدولية بالتعاون مع النقابه العامة للصحافة والإعلام بتقدم بعرض كارنيه النقابه،  كارنيه الصحافه، ماده علميه ، شهادة خبرة في مجال الصحافه ، شهره خبرة في مجال الإعلام ، و3 لقاءات تلفزيونية في الاستوديو مجانا ☺️، وإمكانية تغير مهنة البطاقه👍 لعضو عامل في نقابة الصحافة والإعلام أو مقدم برامج في القنوات الفضائية الخاصه ، بيفيدك في اي كل دا تواصل معايا واتس اب». 

 

 

 

أول ما يجذب العين في هذا الإعلان أنها كتبت في خانة السعر «1جنيه»، نعم الصحافة والإعلام بجنيه واحد ولك الحق في أن تأخذ فكرة وتشتري بكرة،  وفي حقيقة الأمر أن العرض كان مغرياً، حتى أننا لم نفوت الفرصة للتواصل معا الأستاذة شيماء، والتي من الناحية النظرية تعمل مندوبة إعلانات بمؤسسة أخبار العالم العربي الدولية المزيفة، ومن الناحية العملية تقوم بمهام نقيب للصحفيين، الذين تحتال عليهم وتضمهم لكيانها الوهمي.  

 

رداً على رسالتنا الاستفسارية على الإعلان سالف الذكر، ردت شيماء برقم هاتفها الخاص للتواصل عبر تطبيق آخر، وهنالك قدمت عرضها كاملاً، بعد أن عرفت نفسها بأنها صحفية، وهو الأمر الذي تأكدنا من كذبه، وانتحالها تلك الصفة.  

 

 

قالت شيماء في تسجيل صوتي ننشره كاملاً، إن مؤسسه أخبار العالم العربي الدولية، بالتعاون مع النقابة العامة للصحافة والإعلام الالكتروني، تقدم عرضاً مميزاً، وهو الحصول على عضوية النقابة وكارنيه النقابة وكارنيه الصحافة، وكارنيه صحفي ومراسل صحفي ومصور صحفي، وشهادة خبرة في مجال الصحافة وشهادة خبرة في مجال الإعلام، وشهادة خبرة في مجال الإعلام، و 3 لقاءات تليفزيونية. 

 

 

أكملت شيماء عرضها متسائلة: «وده هيفيد حضرتك في ايه»، لتجيب على نفسها قائلة: «بتعدي في الحظر، بتسافر بتروح وبتيجي، بتدخل مؤتمرات ولقاءات وندوات، وبتسلم على ظباط ومحافظين ووزرا، وخدمات طول السنة في السفارات والصالونات، ودار الأوبرا المصرية». 

 

 

حاولت شيماء تجميل بضاعتها، فأضافت: «حضرتك عارف ان الصحافة ليها وضعها في البلد، وبتعدي في أي حاجة، وفيه إمكانية كمان لتغيير مهنة البطاقة لو حضرتك حابب لعضو في النقابة العامة في الصحافة والإعلام أو مقدم برامج تليفزيونية خاصة، بس حضرتك لازم تكون مسجل على الأقل 3 لقاءات معانا في استوديوهاتنا، وده بيكلف المؤسسة عشان تقدر تديك البطاقة، ويبقى وضعك كله قانوني».

 

 

وأكملت، قائلة: «لو حابب تشترك معايا في العرض بتبعتلي صورة البطاقة وش وضهر وصورة شخصية، وانا هعملك كل الورق، وتيجي تستلمها من مقر المؤسسة في الدقي». 

 

ثمنت شيماء كل ما عرضته من خدمات وكارنيهات بـ 1200 جنيه فقط، إلا أنها اشترطت رسوماً إضافية لتغيير مهنة البطاقة، على حسب المهنة التي يريدها الزبون، فمهنة مقدم برامج تليفزيونية على القنوات الخاصة سعره 6 آلاف جنيه، ومهنة عضو النقابة العامة للصحافة والإعلام سعره 3 آلاف جنيه ونصف، على أن يتم تجديد الكارنيه سنوياً بقيمة 200 جنيه، ولمن يريد أن يحصل على المعاش أن يدفع مبالغاً أخرى، إلا أنه يبدو أن النقابة والمؤسسة المزيفة لم تحددها بعد. 

 

 

 

 

عمرو بدر، عضو مجلس نقابة الصحفيين والمخول من قبل المجلس بجملع المعلومات هذه الكيانات المزيفة وتعقبها، قال إن هذه الكينات تستغل بعض الشباب الحالمين بالحصول على بطاقة أو كارنيه مكتوب فيها المهنة صحفي، وتبيع لهم ذلك الوهم، محققين من خلالهم أموالاً طائلة، إلا نقابة الصحفيين تتعقبهم منذ فترة ولن تترك كياناً وهمياً يبيع الوهم باسم الصحافة إلا وستصل به إلى النيابة العامة، لتتخذ معه الاجراءات القانونية اللازمة. 

 

 

وتابع «بدر» في تصريح خاص لـ«صوت الأمة»: «وصل عدد الكيانات الوهمية التي تتعقبها النقابة حتى هذه اللحظة 24 كياناً واسماً، فلا يشترط في المحتال أن يكون نقابة أو صحيفة، فبعض المحتالين يبيعون للشباب الوهم  بشخصهم فقط، ولازال عندنا قائمة طويلة سنعمل على إغلاقها والقبض على من يديرونها بعد انتهاء الحظر بسبب انتشار جائحة كورونا»، داعياً الشباب إلى عدم التورط مع هذه الكيانات، التي قد تودي بهم إلى السجن، بتهمة انتحال صفة.

 

يذكر أن الكيانات الإعلامية والصحفية الوهمية،  تمثل منذ فترة طويلة صداعاً في رأس القائمين على المهنة والغيورين عليها من أبنائها، لمخالفتها للدستور، واستغلالها حاجة الشباب الحالمين بالعمل في الحقل الإعلامي والصحفي والنصب عليهم. 

 

ولوحظ خلال الفترة الماضية وبعد تشديد نقابة الصحفيين الخناق عليهم، الفرار من القاهرة إلى المحافظات والقرى والنجوع، لتكون بعيدة عن الأعين والرقابة المركزية، وتقدم للنقابة أكثر من 10 بلاغات حتى الآن ضد كيانات صحفية وهمية تم تأسيسها خلال العامين الماضيين بالأقاليم والمحافظات.