بسبب تغير المناخ.. "الأغذية والزراعة": التنوع الكبير للآفات النباتية جعل التنبؤ بالأمراض مستحيلا

 

يؤثر تغير المناخ في توزيع الآفات والأمراض وتدفقات تجارة المنتجات الزراعية بطرق لا يمكن التنبؤ بها بسهولة؛ وهو ما تؤكد عليه منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، في تقرير لها، عام 2018، حول: تجارة المنتجات الزراعية وتغير المناخ والأمن الغذائي؛ وقد يقتضي تغير المناخ من أعضاء منظمة التجارة العالمية تكييف تدابير الصحة والصحة النباتية القائمة أو وضع تدابير جديدة للتصدي للتغيرات الناشئة على صعيد مخاطر الآفات والأمراض، وتزايد المخاوف بشأن تلك المخاطر، مما يساهم في زيادة النشاط التنظيمي؛ وذلك وفقا للتقرير ذاته.

 

وتتوقع منظمة الأغذية والزراعة، فيما يتعلق بصحة النبات، أن يؤدي تغير نطاق المحاصيل وتغير أنماط الرياح وأحوال الطقس القصوى إلى تغير في توزيع الآفات؛ فقد تسمح درجات الحرارة الأكثر دفئا، على وجه التحديد، ببقاء بعض الآفات، وفي بعض الحالات قد تكون هناك زيادة في حدة الآفات وتغير في ديناميكيات تجمعات الآفات، مما يؤدي إلى أضرار على نطاق أوسع؛ وفقا لتحذيرات المنظمة، في تقريرها، المشار إليه.

 

أما آثار تغير المناخ غير المباشرة، مثل القضاء على أشجار المانجروف  والغابات الطبيعية، فقد تؤدي إلى نفشي الآفات والأمراض، وما يترتب على ذلك، من انتقال الآفات عبر الحدود؛ وذلك ما يوضحه تقرير منظمة الأغذية والزراعة؛ وبالتالي، فإن صحة النبات معرضة بشدة لآثار تغير المناخ، نظرا إلى التنوع الهائل في أنواع النباتات والآفات، والتفاعلات المعقدة بين العوائل والآفات والنظم الإيكولوجية، وأنشطة الإنسان للتصدي لتلك المشاكل.

 

وأكدت منظمة الأغذية والزراعة في تقرير تجارة المنتجات الزراعية وتغير المناخ والأمن الغذائي، أن تنوع الآفات النباتية كبير جدا لدرجة أن التنبؤ بقوة الأنواع على التسبب بالأمراض؛ وأصبح توزع تلك الأنواع وعلم الأوبئة، صعبا للغاية، إن لم يكن مستحيلا، بحسب المنظمة. 

 

وفيما يتعلق بصحة الحيوان، فإن توزع الأمراض التي تحملها نواقل وإيكولوجيا النواقل ومعدل تطور مسببات الأمراض، تعتمد بشدة على الظروف البيئية؛ وقد لوحظت بالفعل تلك الآثار مع توزع مرض اللسان الأزرق عند المجترات، ويرجع ذلك عموما إلى تغير المناخ، وفقا لما تؤكده منظمة الأغذية والزراعة، في تقريرها حول: تجارة المنتجات الزراعية وتغير المناخ والأمن الغذائي.