فيروس كورونا يضرب اقتصاد إفريقيا.. القارة السمراء تسجل الركود الأشد عالميا بانكماش 2.8%
الخميس، 11 يونيو 2020 06:00 ص
ضرب فيروس كورونا الذي أصاب معظم دول العالم، الاقتصاد، حيث يعد وباء "كوفيد 19" أسوأ أزمة عالمية حدثت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية قبل 75 عاما، وفقا لأنطونيو جوتيريش أمين عام الأمم المتحدة.
وتوقع آخر تقرير للبنك الدولي أنه من المتوقع أن النشاط الاقتصادي في إفريقيا جنوب الصحراء في طريقه إلى تسجيل انكماش بنسبة 2.8% في 2020، وهو أشد ركود عالميا على الإطلاق.
ولفت التقرير إلى أن التطورات الأخيرة بسبب جائحة كورونا دمرت الاقتصادي في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى حيث سبب الوباء في خسائر بشرية واقتصادية فيما تسببت الجائحة في أخطر اضطراب للنشاط الاقتصادي على مستوى المنطقة على الإطلاق.
وضربت تداعيات وباء كورونا " كوفيد-19" القارة السمراء نتيجة من حيث تعطيل السفر العالمي وسلاسل التوريد، وانهيار أسعار السلع العالمية، وخاصة النفط والمعادن الصناعية.
في نيجيريا وجنوب إفريقيا، انخفض النشاط بشكل كبير في النصف الأول من العام وضعف الطلب الخارجي وانخفض أسعار النفط والمعادن، بالإضافة إلى الاضطرابات المحلية حيث من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد النيجيري بنسبة 3.2٪ هذا العام، بالنظر إلى انهيار أسعار النفط التي تمثل 80٪ من صادرات الدولة وحوالي ثلث ائتمان القطاع المصرفي ونصف الإيرادات الحكومية.. وكذلك تأثر بشكل كبير مصدرو السلع الأساسية، بما في ذلك كوت ديفوار وإثيوبيا وكينيا، وأنجولا وغانا والكونغو الديمقراطية.
فيما ضرب تعطل السفر العالمي نتيجة للوباء بشدة البلدان ذات الاعتماد الكبير على السفر والسياحة، مثل كابو فيردي وإثيوبيا وموريشيوس وسيشيل، وقد تسلل التضخم إلى المنطقة، مما يعكس انخفاض قيمة العملة واضطراب سلسلة التوريد.
فيما أعلنت عدد الدول عن تدابير للدعم المالي، وفي كثير من الحالات، تشمل هذه إعادة ترتيب الأولويات القائمة والميزانيات بالنظر إلى القيود المالية. ودعت المؤسسات الدولية الدائنين الثنائيين إلى تعليق بعضها.
ولفت تقرير الآفاق المستقبلية أنه من المتوقع أن ينخفض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بشكل أكثر حدة، ومن المرجح أن يدفع الملايين في المنطقة إلى أقصى حدود الفقر لافتا إلى أنه يمكن استئناف النمو إلى 3.1٪ في عام 2021 بافتراض أن جائحة كورونا ستتلاشى في النصف الثاني من العام.
وأضار التقرير إلى أن أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تواجه عقبات رهيبة لاحتواء كورونا نظرا لقدرة الرعاية الصحية الضعيفة، وقدرة الصرف الصحي الأساسي، وانتشار النشاط الاقتصادي غير الرسمي في معظم أنحاء المنطقة.
وتوقع التقرير أن تزيد آثار الوباء بشكل ملحوظ من تعرض المنطقة للديون وسوف تتفاقم هذه الضغوط بسبب الاقتراض المتزايد الضروري لتمويل عجز أكبر ويمكن أن تؤدي الموارد الحكومية المقيدة بشدة إلى تقليص الخدمات العامة الحرجة خلال الفترة.
وحذر التقرير من أن تسبب تداعيات الوباء في أزمة أمن غذائي في المنطقة بسبب عمليات الإغلاق والقيود التجارية وتعطيل التجارة في المنتجات الغذائية والزراعية، بالإضافة إلي ارتفاع نسبة البطالة وانخفاض الدخل والنقص المحتمل في المواد الأساسية يمكن أن يؤدي إلى عدم الاستقرار.
ووفق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين فإن إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تستيف أكثر من 26% من اللاجئين في العالم.
ويعد أكثر من 18 مليون شخص في هذه المنطقة من ضمن الأشخاص الذين تُعني بهم المفوضية، وقد ارتفع هذا العدد في الأعوام الأخيرة، ويرجع ذلك جزئياً إلى الأزمات المستمرة في جمهورية إفريقيا الوسطى ونيجيريا وجنوب السودان. وقد ارتفع العدد أيضاً نتيجةً للصراعات الجديدة التي اندلعت في بوروندي واليمن.