أخرها نيوزلاندا.. لماذا انتهى وباء كورونا في هذه الدول؟
الأربعاء، 10 يونيو 2020 03:30 ممحمد أبو ليلة
لا تزال جائحة كورونا تشغل حيزاً كبيراً من اهتمام دول العالم، يومياً أعداد الإصابات والوافيات مستمرة، لكن في ظل كل هذا كان هناك أمل تُنبئ بزوال هذه الجائحة حتى ولو بعد حين، فدولة نيوزلاندا أعلنت في الساعات الأولي من صباح أمس الثلاثاء عن تعافي أخر مصاب بكورونا على أراضيها.
هذا الخبر الذي أعلنته رئيسة وزراء نيوزلاندا جاسيندا أردرن في خطاب تلفزيوني أنها دولتها رفعت كل القيود التي فُرضت لمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجدّ، وأوضحت رئيسة الوزراء أنه برغم رفع هذه القيود فإجراءات المراقبة على الحدود ستبقى سارية، لكن تدابير التباعد الاجتماعي والقيود على تجمّعات الأشخاص لم تعد ضرورية.
ومنذ أكثر من أسبوعين لم تبلغ نيوزيلندا عن وقوع أية إصابات جديدة بفيروس كورونا، فعدد الإصابات هناك وصل لـ 1154 حالة ووفاة 22 حالة منذ وصول الفيروس إليها للمرة الأولى في فبراير الماضي.
لماذا انتهت كورونا هناك؟
لكن السؤال هنات كيف تجاوزت نيوزلاندا هذه الأزمة وتلقت إشادات ومديح من كل دول العالم؟.
المتابع جيداً للأوضاع في نيوزلاندا سيجد أنها طبقت نظام الإغلاق التام لكل شيئ في البلاد يوم 25 مارس الماضي، وأدخلت نظاما للإنذار مكونا من أربع مراحل، أقصاها المرحلة الرابعة التي اعتمدتها البلاد فورا إذ أغلقت المصالح والمدارس وأمرت الناس بالتزام مساكنهم.
وبعد مضي أكثر من خمسة أسابيع، انتقلت البلاد إلى مرحلة الإنذار الثالثة في إبريل، وسُمح لبعض مطاعم توصيل الطعام، وكذلك الشركات التي تقدم منتجات غير حيوية بالعودة إلى فتح أبوابها مرة أخرى، هذه الإجراات ساهمت في تقليل أعداد المصابين هناك، مما جعل البلاد تنتقل إلى مرحلة الإنذار الثانية في منتصف مايو الماضي، ثم ذهبت البلاد أمس إلى مرحلة الإنذار الأولي لتعلن تعافي أخر مصاب بكورونا هناك.
"نحن واثقون من أننا قضينا في الوقت الراهن على انتقال الفيروس في نيوزيلندا، كما أن المواطنين توّحدوا بشكل غير مسبوق للانتصار على الفيروس".. هكا قالت رئيس وزراء نيوزلاند بعد نجاح بلادها في المرور من هذه الأزمة.
الأردن على خطى نيوزلاندا
وهناك دول عدة خطت خطوات نحو تجربة نيوزلاندا، فبعد 75 يوماً من الإجراءات الصارمة، أعلنت الأردن، الأسبوع الماضي عن رفع معظم القيود والإجراءات التي فرضها لمواجهة انتشار فيروس كورونا، بما في ذلك فتح المساجد والكنائس لجميع الصلوات وإلغاء حظر التجول الشامل.
وقتها قال رئيس الوزراء الأردني، عمر الرزاز في مؤتمر صحفي أن موقف الأردن الآن معتدل الخطورة، وهذا يعني أن الغالبية العظمى من الفعاليات والحركة سيكون مسموحاً بها، وكانت الأدرن قد اتخذت إجراءات صارمة منذ تفشي الفيروس في مارس الماضي وأغلقت كل شيئ وأقررت حظر تجوال كامل في البلاد.
على خطى الأردن بدأت الإمارات أيضاً حيث قررت فتح الحدائق العامة أمام الجمهور مع عدم السماح بأي تجمعات لأكثر من خمسة أفراد، كما سُمح للفنادق بمعاودة فتح شواطئها الخاصة فقط أمام النزلاء وفق اشتراطات وقائية صارمة من أهمها التباعد بين الأشخاص.
دول أوروبية فتحت الحياة
هُوفي أوروبا فتحت 15 دولة أوربية أبوابها للحياة من جديد مع عدد من الإجراءات الاحترازية، حيث قال تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية أن ولاً أوربية من البرتغال إلى صربيا، بدأت بالفعل مرحلة جديدة من إجراءات رفع العزل، بدءً من 4 مايو، باريس مثلا فتحت المقاهي والمطاعم وألزمت المواطنين بقواعد جديدة للجلوس وإجراءات تنظيف ومعقم لليدين في كل شبر من المقهى.
وعادت إيطاليا للحياة من جديد، فمنذ أواخر مايو ذهب المواطنون للمتاجر والمطاعم وصالونات التجميل، وسط تواجد حراس أمام بوابة كل متجر، لمنع الزحام والتجمعات، تنفيّذا لتعليمات الحكومة الإيطالية التي وصفت الوضع بـالمخاطرة المحسوبة، وكانت إيطاليا هي الدولة الأكثر تضررًا بالوباء في القارة الأوربية العجوز، إذ أودى كورونا بحياة 29 ألف شخص.