عمر المختار وأتاتورك.. دلالة حضور الـ"صورة" في الأزمة الليبية
الأربعاء، 10 يونيو 2020 06:30 م
عندما التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رئيس ما يسمى بالمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج، في العاصمة أنقرة، لتقييم ما وصفوه بـ"آخر المستجدات على الساحة الليبية" برز فى خلفية المشهد العبثى صورة مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك.
الصورة التى نشرتها وسائل الإعلام التركية للقاء أردوغان والسراج ضمت معهم طرفا آخر ظهر فى صورة معلقة وواضحة وربما ليست بالصدفة توسط حليفى الشر هو " أتاتورك"!
فايز السراج
ربما ظهور صورة "أتاتورك" خلال لقاءات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لا تستدعى الحديث خلال اجتماعات السلطان العثمانى مع ضيوفه بقصر الرئاسة لكن ظهورها فى لقاء السراج يحمل دلالات عديدة لا تخفى على المتابع للشأن التركى وتدخله فى الأزمة الليبية ودعمه المليشيات المسلحة فى مواجهة الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر.
ما يؤكد أن محاولة استدعاء "كمال أتاتورك" للمشهد من جديد فيما يتعلق بالأزمة الليبية طرح موقع " أحوال" التركى المعارض سؤالا غاية فى الأهمية وهو:" لماذا يقحم أردوغان ذكرى مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك حين يبرّر تدخّله العسكريّ في ليبيا؟ ما غايته من التذكير بإصابة أتاتورك في عينه حين ذهب إلى طرابلس للقتال قبل الحرب العالمية الأولى؟
الموقع التركى يجيب على السؤال السابق بقوله أن :" أردوغان يحاول البحث في تاريخ السلطنة العثمانية عن أحداث تاريخية تبرّر له تدخّله الراهن في ليبيا، وذلك في سياق استعادة الأمجاد العثمانية لتأكيد ما يشير بأنّه حقّ تاريخيّ، وأنّه يسعى لتجسيد البطولات مجدّداً، والتوسّع في مناطق نفوذ السلطنة العثمانية سابقاً.
يتابع:" وفي هذا السياق تراه يستعيد إصابة أتاتورك بعينه في ليبيا، ويشير عبر استذكار تلك الحادثة إلى معركة طبرق التي تعدّ معركة مهمة في تاريخ ليبيا والدولة العثمانية، حيث بزغ فيها نجم مصطفى كمال أتاتورك كقائد حربيّ محنّك".
ويلفت الموقع التركى إلى أن معركة طبرق وقعت عام 1911 في طبرق بليبيا بين العثمانيين والليبيين من جهة، والاحتلال الإيطالي من جهة ثانية، وانتصر فيها الليبيون والعثمانيون على الإيطاليين. وكان العثمانيون ابتهجوا مؤقّتاً حينها أنّهم انتصروا في معركة طبرق، لكنّهم خسروا الحرب العثمانية الإيطالية العثمانية، والتي يطلق عليها الحرب الليبية، امتدت بين 29 سبتمبر 1911 حتى 18 أكتوبر 1912، حيث سعت إيطاليا لاحتلال ولاية طرابلس الغرب التي كانت إحدى الولايات العثمانية كجزء من التوسع للمملكة الإيطالية.
لم تتوقف دلالة الصورة فى صراع أردوغان بشأن ليبيا عند حد " كمال أتاتورك" بل شمل مدلول الصور أيضا مجاهدا عظيما ضد الاحتلال الإيطالى لليبيا هو الشهيد البطل عمر المختار حيث أكد أردوغان فى تصريحات له على نا وصفه بـ"مواصلته تقديم الدعم لأحفاد عمر المختار في حربهم ضد الوافدين إلى البلاد من كل حدب وصوب" حسب زعمه.
وفيما يعد صفعة جديدة على وجه السلطان العثمانى أصدر مجلس حكماء منطقة بئر الأشهب، مسقط رأس المجاهد الليبي عمر المختار بيانا ردا على تصريحات الرئيس التركي.
نص البيان على أن "قبيلة المنفة تترقب ما يحدث في ليبيا من انتهاكات صارخة وجرائم ترتقي إلى جرائم حرب على يد رئيس تركيا وقائد الغزو التركي أردوغان"، وعلى ما صرح به اليوم الثلاثاء عما وصفه بـ"مواصلته تقديم الدعم لأحفاد عمر المختار في حربهم ضد الوافدين إلى البلاد من كل حدب وصوب"، وفق تعبيره.
الشهيد المجاهد عمر المختار
وأكد أبناء القبيلة استنكارهم، وبأشد العبارات، لهذه التصريحات، مؤكدين أن طائرات تركيا هي من تقتل أحفاد عمر المختار "الذي لا يليق بمقامه أن يأتي على لسان هذا الشخص المختل..".
كما أبدى أبناء قبيلة المنفة استغرابهم من جرأة أردوغان على الإدلاء بهذه التصريحات، "خاصة أن الرئيس التركي هو من يرسل آلاف المرتزقة والإرهابيين الأجانب للقتال في ليبيا، لأنه لم يجد أحدا من أحفاد عمر المختار الذي يذكره اليوم مستعدا للقتال لأجله ولأجل مشروعه الظلامي في المنطقة".
وقال بيان أبناء قبيلة المنفة: "إننا نسخر كافة إمكانياتنا من رجال وعتاد لطرد الغزاة الأتراك من ليبيا كما فعل أجدادنا من قبل (..) ولن يجد الغزاة إلا الموت الذي سنلاحقهم به في كل شبر من هذه الأرض الطاهرة" كما أكدوا، وفقا للبيان، دعمهم للمبادرة المصرية المعلن عنها مؤخرا.