"تصدم عقولهم أم تنمي معارفهم”.. كيف تؤثر شبكة الانترنت على كبار السن؟
الخميس، 11 يونيو 2020 07:00 م
أحمد قنديل
أضحى الرجل الستيني يعيش حياته وحيدا دون أن يجاوره أو يصاحبه أحد، وأوشكت العزلة على التملك منه بعد وفاة زوجته، والتي سبقها كل أصدقاءه، فلم يتبق له أحد يتخذه خليلا، حتى مناحي الحياة تغيرت كثيرا بالنسبة إليه، فلم يعرف مجتمعه كسابق عهدة، رجوعا للتطور المشهود، فلم يكن أمامه إلا أن يحاول البحث عن عنصر بهذا المجتمع ليسلي وقته، ويدفعه لتخطي عزلته، فاتجه لاستخدام شبكة الإنترنت، ورغم كم التحذيرات التي سمعها بشأن نحنب كبار السن استخدامها مظرا لما قد يشكله له من صدمة بسبب التغير المجتمع، ولكنه وجد هناك نلاذه وعالمه الافتراضي، بل وصل به الأمر لفقدان الشعور بالأعراض المرضية التي كانت تراوده.
طالما حذر الكثير من خبراء الصحة النفسية، بضرورة تجنب كبار السن غير المندمجين بالتطور التقني من استخدام شبكة الإنترنت، حتى لا يتسبب لهم صدمة نفسية واضطراب وتوتر، ولكن يبدو أن الدراسات العلمية الحديثة تثبت غير ذلك.
أكد علماء سويسريون خلال بحث منشور في مجلة التقارير العلمية، وجود فائدة عقلية عمد استخدام كبار السن لشبكة الإنترنت، موضحين أنهم أجروا تجارب على 900 شخص، اجتازوا اختبارا إدراكيا مرتين بفاصل ست سنوات، وتبين أن استخدامهم لشبكة الإنترنت يساعد على وقف التدهور المعرفي.
وجمع العلماء معلومات حول عدد المرات التي استخدم المشاركون فيها الإنترنت، باستخدام مقياس من عدم الاستخدام المطلق وصولا إلى استهدامه لمدة ٣ ساعات فيما أكثر، وأخذوا في الاعتبار بياناتهم الديموغرافية، والتعليم والوظائف وهل هناك نشاط عقلي أم لا، وبعد ذلك أجروا اختبارات قياس الوطائف المعرفية تتضمن عمليات حسابية وعلمية، وتبين أنه كلما كان الشخص يستخدم الإنترنت أكثر، كان من الأسهل تجاوز الاختبارات، ما يوضح تعزيز استخدام شبكة الإنترنت لتنمية قدراتهم المعرفية وتعزيز النشاط العقلي.
ورغم، أنه لم تتضح حتى الآن بشكل كامل صلة الوصل بين استخدام الإنترنت ومعدل الذكاء والقدرة المعرفية لدى كبار السن، يرى مراقبون أن الأبحاث يمكن أن تؤدي لطرق يتخطى بها كبار السن الأمراض النفسية والعقلية الشائعة مثل الزهايمر والاضطراب النفسي والميل إلى العزلة.
