خالد بن الوليد.. المسكوت عنه في سيرة "سيف الله المسلول"
الثلاثاء، 09 يونيو 2020 02:33 م
يشارك أكثر من 120 فنانا مصريا فى مسلسل "سيف الله.. خالد بن الوليد" والذي كان من المقرر أن يخوض بطولته الفنان ياسر جلال ،فى عمل وصفه النقاد بالضخم من انتاج شركة سينرجي عملاق الإنتاج الفنىن سيناريو وحوار إسلام حافظ، وإخراج رءوف عبدالعزيز.
العمل الفنى الضخم الذى سيعرض رمضان المقبل يستعرض قصة حياة الصحابى الجليل خالد بن الوليد عبر كتاب الأديب الكبير عباس محمود العقاد "عبقرية خالد".
الصحابى الجليل خالد بن الوليد كان قائدا عسكريا مرموقا، لم يخسر معركة خاضها سواء قبل الإسلام أو حتى بعد أن أعلن إسلامه وانضم مقاتل فى صفوف المسلمين فهو عبقريه عسكرية حقيقية ويعد القائد العسكرى الأعظم فى تاريخ الإسلام.
كلما تطرق الحديث عن شخصية خالد بن الوليد تقفز إلى المخيلة صورة بطل معركة فتح دمشق، و معركة اليرموك الكبرى حيث استطاع سحق الروم ما مهد لفتح بلاد الشام، معركة أجنادين، معركة فحل، معركة السوق".
عقب وفاة النبى صلى الله عليه وسلم وتولى الصحابى الجليل أبوبكر الصديق خلافة المسلمين اندلعت ما يعرف فى التاريخ الإسلامى بـ"حروب الردة" والتى قيل أن خالد بن الوليد قتل فيها مالك بن نويرة التميمي الذى منع قومه من أداء الذكاة بل قيل أيضا أن خالدا قطع رأس مالك وطبخها وأكلها وتزوج امرأة مالك ليلى أم تميم فما حقيقة ذلك ، خاصة أن هذه القصص يتخذها بعض المستشرقين ذريعة للطعن فى شخصية خالد بن الوليد رضى الله عنه.
الرأى الأول وأى كانت توجهاته ودوافعه يذهب إلى أن خالد بن الوليد قطع رأس مالك بن نويره بالفعل وطبخها فى قدر وأكلها وتزوج امرأة مالك ليلى أم تميم التى كانت مشهورة بجمالها.
جاء فى كتاب ": الكامل في التاريخ":" كانت وصية أبي بكر أن يؤذنوا إذا نزلوا منزلًا فإن أذن القوم فكفوا عنهم وإن لم يؤذنوا فاقتلوا وإن أجابوكم إلى داعية الإسلام فاسألوهم عن الزكاة فإن أقروا فاقبلوا منهم وإن أبوا فقاتلوهم. فجاءت خيل خالد بن الوليد بمالك بن نويرة في نفر من بني ثعلبة بن يربوع فاختلفت السرية فيهم وكان فيهم أبو قتادة فكان فيمن شهد أنهم قد أذنوا وأقاموا وصلوا فلما اختلفوا أمر بهم فحبسوا في ليلة باردة لا يقوم لها شيء فأمر خالد مناديًا فنادى: "أدفئوا أسراكم"، وهي في لغة قبيلة كنانة القتل وكنانة قبيلة خالد، فظن القوم أنه أراد القتل ولم يرد إلا الدفء فقتلوهم، فقتل ضرار بن الأزور مالكًا. وتزوج خالد أم تميم امرأة مالك".
وفى كتاب سير أعلام النبلاء :" وغاية ما يقول العلماء عن قصة مالك بن نويرة أن خالد بن الوليد تأول فأخطأ، لا سيما أن مالك بن نويرة منع الزكاة بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنع قومه من دفع الزكاة إلى أبي بكر فضلا عن علاقة مشبوهة واضحة تمت بينه وبين سجاح التي ادعت النبوة. يقول الذهبي: "فالقوم لهم سوابق وأعمال مكفرة لما وقع بينهم وجهاد محّاء وعبادة ممحّصة ولسنا ممن يغلو في أحد منهم ولا ندعي فيهم العصمة".
ويقول ابن حجر "الإصابة في تمييز الصحابة:" وأمّا أنه تزوج بامرأة مالك بن نويرة فهذا لايصح، لأن إسناده منقطع".
ويرى المفسرون أن "غاية ما يقول العلماء عن قصة مالك بن نويرة أن خالد بن الوليد تأول فأخطأ، لا سيما أن مالك بن نويرة منع الزكاة بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنع قومه من دفع الزكاة إلى أبي بكر فضلا عن علاقة مشبوهة واضحة تمت بينه وبين سجاح التي ادعت النبوة.
ويقول عباس محمود العقاد فى كتابه " عبقرية خالد" :"لما نزل خالد بالبطاح لم يجد أمامه أحدًا يلقاه بزكاة أو يلقاه بقتال.. فعسكر حيث نزل وأرسل السرايا فى أثر هذا البطاح، فجاءته بمالك بن نويرة فى نفر من بنى يربوع، فحبسهم ثم أمر بقتلهم، وحدث بعد ذلك أنه تزوج بامرأة مالك ليلى أم تميم، وكانت من أشهر نساء العرب بالجمال، ولا سيما جمال العينين والساقين.. يقال إنه لم ير أجمل من عينيها ولا ساقيها. وتضطرب الروايات هنا أبعد اضطراب وأصعبه أن تهتدى منه إلى مخرج متفق عليه.
فمن قائل إن السرايا وجدت بنى يربوع يصلون وسمعت الأذان، ومن قائل: لم نر صلاة ولم نسمع بأذان.
ومن قائل إن الأسرى قتلوا لأن الليلة كانت باردة ونادى منادٍ من قبل خالد أن «دافئوا أسراكم»، ففهم الحراس أنه يريد القتل، لأنهم من بنى كنانة والمدفأة بلهجتهم كناية عنه.
عباس العقاد
يتابع "العقاد":" ومن قائل إن مالكًا قتل بعد محادثة حامية جرت بينه وبين خالد.. ثم تضطرب الروايات فى نقل حديثهما، فلا يدرى له نص صحيح. فقيل إن مالكًا صرح بأنه لا يعطى الزكاة وإنما يقيم الصلاة، فقال خالد: أما علمت أن الصلاة والزكاة معًا لا تقبل واحدة دون الأخرى؟ فقال مالك: قد كان صاحبك يقول ذلك، فاتخذ خالد قوله دليلًا على تبرئه من النبى وقال له: أو ما تراه لك صاحبًا، ثم حمى الجدل بينهما حتى أمر بقتله، ونسجت الخرافة بعد ذلك نسيجها الذى لا يتماسك لوهيه، فزعموا أن خالدًا أمر برأسه فجعل مع حجرين وطبخ على الثلاثة قدرًا فأكل منه، وأن شعر مالك جعلت النار تعمل فيه إلى أن نضج اللحم ولم يفرغ الشعر! وهى خرافة تروى، لتدلنا على شىء واحد: وهو وجود المحنقين الراغبين فى التشهير بخالد وتبشيع أعماله وإيغار الصدور عليه".
وعن أبي وائل قال: لما حضرت خالد الوفاة، قال: "لقد طلبت القتل مظانه فلم يقدر لي إلا أن أموت على فراشي. وما من عمل شيء أرجى عندي بعد التوحيد من ليلة بتها وأنا متمترس، والسماء تهلني ننتظر الصبح، حتى نغير على الكفار". ثم قال: "إذا مت، فانظروا إلى سلاحي وفرسي، فاجعلوهما عدة في سبيل الله".