«انفلونزا الخنازير» تكشر عن أنيابها..الفيرس يضرب المحافظات..الموت يحاصر «بدو سيناء» ويهدد صحة الغلابة فى «الدلتا».. وينهش أجساد الفلاحين فى «الصعيد»
الخميس، 14 يناير 2016 01:47 م
يطل الوجة القبيح لشبح فيروس «إنفلوانزا الخنازير» المعروف بفيروس «H1N1» للظهور بقوة في عدد من محافظات مصر من جديد؛ فوسط حالة الارتباك التى تعيشها مصر يأتى الشتاء حاملا معه موجة من الإصابات بهذا الفيرس اللعين، والذي بدأ في حصد أرواح الأبرياء فى مختلف المحافظات بدرجة تدعو للقلق.
هذه الإطلالة لم تكن الأولى فى مصر فقد حاربت مصر الانتشار الوبائى لهذا الفيروس عام 2009 بذبح حوالي 300 ألف خنزير فيما يعرف بـ«مذبحة االخنازير»، فى هذا التقرير ترصد «صوت الأمة» محاولات المرض لضرب المحافظات التى طالما عانت من الإرهاب وضيق العيش.
كانت البداية من أسوان حينما تم الإعلان عن أول حالة وفاة نتيجة الاشتباه في الإصابة بفيروس H1N1 المسبب لمرض «إنفلونزا الخنازير» في عام 2016 وذلك في مدينة أسوان.
وفاة حالة فى أسوان
فقد أوضحت تقارير طبية أن مواطنًا يدعى عبدالنبي سيد أحمد، 45 عامًا توفي في المستشفى الجامعي بأسوان، بعد أيام من الجدل الذي أثير حول ما إذا كان مصابا بمرض إنفلونزا الخنازير أم لا، وخاصة بعدما رفض المستشفى الجامعي قبول تحويله من مستشفى الحميات قبل أن يسقطه المرض جثة هامدة.
أسيوط
وتسلل الرعب لجيرانها عندما كشفت مصادر طبية بوزارة الصحة المصرية أن محافظة أسيوط شهدت العديد من الإصابات مع بداية العام، وصل عددها مع بداية العام إلى ١٧ حالة.
من جانبه، يقول الدكتور فهمي متولى، أستاذ العقاقير بكلية طب أسيوط، أن تقارير وزارة الصحة التى تصدرها منذ سنوات حول فيرس أنفلونزا الخنازير أكبر دليل على فساد وإهمال منظومة الصحة فى مصر، مضيفا أن وزارة الصحة تعاملت بإهمال فى التصدى لإنتشار الفيرس على مدار العشر سنوات الأخيرة مبررة ذلك بأن الفيرس ضرب العديد من الدول بنفس الشراسة، موضحًا أن تعامل الوزارة فى مجال مقاومة المرض خيانة لصحة الشعب وأرواح المواطنين.
التقارير المغلوطة
وأضاف متولى، أن الوزارة تنشر العديد من التقارير المغلوطة عن الوضع على أرض الواقع حيث حملت المواطنين المتوفين الحاملين لفيرس الأنفلونزا سبب وفاتهم لأنهم كانوا مرضى سكرى وصدر وقلب وكبد وهذا يعد تهرب من المسئولية، مشيرا إلى أن عدم وجود برامج توعية ونقص المعلومات حول طرق مكافحة العدوى أدت إلى قتل العديد من المواطنين بأيادى المسئولين عن الصحة فى مصر.
محافظة المنوفية
ولم تنج الدلتا من سكرات المرض، ففى محافظة المنوفية لم تسلم المحافظة من انتشار ذلك الفيروس، حيث توفي المواطن «سامى.أ.ع» 50 سنة، فور وصوله لمستشفى «الرسالة» الخاص بمدينة بدر بمحافظة البحيرة، متأثرا بإصابته بفيروس «إنفلونزا الخنازير»، ومكث 4 أيام بمستشفى خاص في مدينة السادات، وحُول منه إلى مستشفى «الرسالة» الخاص بمدينة بدر بمحافظة البحيرة، وظل به يوما واحدا، حتى وافته المنية به، بعد تدهور حالته الصحية.
شو إعلامى
وعلى الرغم من ذلك، أكدت الدكتورة هناء سرور وكيل وزارة الصحة بالمنوفية، أن الحديث عن تفشى فيرس أنفلونزا الخنازير فى مصر مجرد شو إعلامى وتضخيم متعمد من قبل وسائل الإعلام، مؤكدة أن توطن الفيروس فى مصر كذبة كبيرة ولايشكل وباء كأى مرض.
وأوضحت سرور، أن تضاعف أعداد المصابين بالإشتباة بالفيرس فى مناطق معينة ومحافظات بعينها ليس تقصير من المسئولين عن الصحة فى مصر لأن المرض لم يتحول لوباء مؤكدة أن وسائل الإعلام تلعب دور خطير فى تضخيم المرض وتخويف المواطنين.
خلط متعمد
وفى نفس السياق أكد ﺍﻟدكتور رضا عيش، ﻣدير ﻋﺎم الطب الوقائى بمديرية الشؤون ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﻨﻮﻓﻴﺔ أكد أن تخبط الأراء والتصريحات من قبل بعض المسئولين بخصوص تفشى وباء أنفلونزا الخنازير أدى لحالة من الرعب بين جموع المصريين، مشيرا إلى أن هناك خلط متعمد من البعض بين الأنفلونزا الموسمية التى نواجهها الأن وبين فيرس أنفلونزا الخنازير القاتل، لافتًا إلى أن الأنفلونزا العادية تؤدى لوفات الألاف سنويا حول العالم وليس فى مصر وحدها، وأن وزارة الصحة كشف عن بعض حالات إنتشار أنفلونزا الخنازير لايعنى بالضرورة تفشى المرض، ولكن هناك أمراض أخرى تتشابة أعراضها مع أنفلونزا الخنازير.
الثروة الحيوانية
أما محافظة البحيرة التى فقدت ثروتها الحيوانية جراء أمطار الشتاء، فقد ساق لها الشتاء أيضا فيرس انفلونزا الخنازير وتم احتجاز 5 أشخاص بمستشفيات البحيرة للاشتباه في إصابتهم بفيروس الإنفلونزا الموسمية منهم 3 حالات بمستشفى الصدر بدمنهور وحالتان بمستشفى حميات دمنهور.
المرض اللعين
وكان لمحافظة القليوبية نصيب في الإصابة بهذا الفيروس؛ حيث أصيب به طفل بقرية المنيرة مركز القناطر، ولم تغيب محافظة الدقهلية من ذاكرة المرض اللعين وكشف مديرية الصحة بالمحافظة عن وفيات بسبب الاصابة بفيروس h1n1 فى محافظتى الدقهلية 8 حالات.
وفى هذا الإطار، قال الدكتور محمود سعودى عضو هيئة تدريس بطب المنصورة، لـ«صوت الأمة» تعليقًا عن عودة انفلونزا الخنازير بالمحافظة، أن الفيروس الذى مات بسببه أحد الأطباء منذ سنوات بالمنصورة ليس فيروس انفلونزا الخنازير، وكنت متابع حالته مع احد اعضاء هيئة التدريس بكلية الطب، والمفاجئة أن العينات التى اخذت منه نفت اصابته بانفلونزا الخنازير او الطيور او فيروس كورونا.
وأشار سعودى، إلى أن نفس حالة الدكتور تكررت اليوم مع الحالات التى تم ايداعها فى احدى مستشفيات المنصورة، مؤكدا أن الحالات عبارة عن التهاب رئوى شديد له اعرض قوية غير معروف السبب، والمرجح انه فيروس جديد نتج عن حدوث تطوير او تحوير بفيروس انفلونزا الخنازير، وهناك عشرات من حالات الاصابة بهذا الفيروس موجودة بمستشفى الصدر وبمستشفى الجامعة.
سياسة غير ادمية
وتابع سعودى، أن الخطورة تكمن فى استمرار الاهمال واللامبالاة الذى سيؤدى لكارثة، مضيفا أن الامر الان يفوق كل هذه المهاترات، والموضوع ليس له اى طابع سياسى، مضيفًا أن هناك سياسة غير ادمية تتبعها بعض الجهات المعنية بالمنصورة فى التعامل مع الازمة الحالية قائلًا: «مش عايزين يجيبوا لنفسهم كلام كتير ولا يفتحوا على انفسهم ابواب كتير، فبيقولوا ما دام كده كده اللى بيصاب بالفيروس ده هيموت والمسالة مسالة وقت فليمت بصمت»، وانهم لا ينظرون الى احتمالية تفشى الفيروس ليصبح كارثة انسانية فى الدفهلية.
وفى محافظة الشرقية سادت حالة من الرعب والفزع بين المواطنين وأستقبل مستشفى أبو كبير المركزي طفلة مصابة بالاشتباه بأنفلونزا الخنازير.
وأكد مصدر طبي بمديرية الصحة بالشرقية، أن الطفلة تبلغ من العمر نحو 8 سنوات، وتم استقبالها مصابة بأعراض الاشتباه بأنفلونزا الخنازير، وتم احتجازها فى غرفة العزل وتلقيها العلاج اللازم.
حربا شرسة
أما سيناء فتواجة الأن الأن حربا شرسة على الإرهاب وانفلونزا الخنازير معا، واستقبل مستشفى العريش العام 6 حالات اشتباه بالإصابة بإنفلونزا الخنازير، توفيت منها 3 هي "زكية.أ"، و"وائل.ج"، و"فوزية.م"، وتم عزل الحالات الثلاث الأخرى، وتم إعلان حالة الطوارئ بالمستشفى، فيما يذكر أن مستشفي العريش خالٍ من أدوات التعقيم الخاصة بالمرض؛ مما جعل بعض الممرضات يدخلن في إجازة تخوفًا من انتشار العدوي والإصابة بالفيروس.
«أرحموا سيناء من الخنازير» هكذا بدء دكتور فرج إبراهيم فرج، رئيس قسم المناعة جامعة قناة السويس، مؤكدا على صعوبة التنبؤ بالأثار الذى تخلفها عدوى فيرس أنفلونزا الخنازير على الإنسان، موضحًا أنه من الخطورة التعامل مع أنفلونزا الخنازير بأنه أنفلونزا موسمية.
ولفت فرج، إلى أن اللقاحات المتوافرة حاليًا لمكافحة الإنفلونزا الموسمية قد لا تفيد فى علاج فيرس أنفلونزا الخنازير، وأن إسطوانة الفيروسات المشروخة التى تروج لها شركات الأدويه لحصد المليارت كفيروس أنفلونزا الخنزير لابد أن يوضع فى الإعتبار فى التعامل مع المرض من قبل الدولة.