مع الدعوة لانتخابات مبكرة.. 5 فضائح تطرح أردوغان أرضا في السباق الرئاسي المقبل
السبت، 06 يونيو 2020 02:00 م
- تراجعت الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي لأدني مستوي لها منذ شهر مايو الماضي
- تخطت تركيا الصين كأكبر دولة تشهد حالات إصابة بعدوى فيروس كورونا
- النشاط الكبير في دعم المليشيات المسلحة في مختلف دول العالم وتمويل العمليات الإرهابية
- حالة من الترف والبذخ يعيشها أردوغان في ظل حالة الجوع التي يتعرض له شعبه
- استقالات جماعية بحزب العدالة والتنمية
5 أزمات في انتظار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حالة تهوره بخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، والتي دعا عدد من السياسيين الأتراك لتقديمها بعد الازمات المتكررة التي شهدتها تركيا علي يد السلطان العثماني وانهيار الدولة اقتصاديا وسياسيا، ودخولها في عدد من الصراعات الدولية التي كلفت خزانة الدولة مليارات الدولارات، في الوقت الذي تعرض فيه الشعب التركي لحالة افقار شديد، ولعل من أبرز هذه الازمات التي يعاني منها نظام أردوغان هي
انهيار الليرة التركية
تراجعت الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي لأدني مستوي لها منذ شهر مايو الماضي، وقد بدأ هذا الانخفاض بعدما أظهرت البيانات زيادة أعلى من المتوقع في التضخم الشهر الماضي، وقد اعترفت وزارة التجارة التركية بأن ضعف صادرات البلاد فاقم عجز التجارة الخارجية خلال الأشهر الـ4 الأولى من العام الجاري بنسبة 84%، مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي، حيث اتضح أن العجز في الميزان التجاري بلغ 16.3 مليار دولار حتى نهاية أبريل.
وقد شكلت أزمة عجز تجارة تركيا مع الخارج في الأشهر الـ4 الأولى من العام الجاري ضغطا على احتياطيات البلاد من النقد الأجنبي، بسبب هبوط عائدات الصادرات من العملات الأجنبية وزيادة الانفاق على الاستيراد من الخارج، وهو ما تسبب في خسارة الليرة حوالي 12% من قيمتها هذا العام بسبب تداعيات أزمة فيروس كورونا وسط مخاوف من استنزاف احتياطيات البلاد من النقد الأجنبي وحاجات التمويل الخارجي، وكشفت البيانات عن أن التضخم السنوي في تركيا قفز إلى 11.39% في مايو الماضي.
وأمام هذه الأزمة لم يجد نظام أردوغان إلا استجداء الشركاء التجاريين لتوقيع اتفاقيات مبادلات بالعملات المحلية، في ظل شح الدولار الأمريكي في السوق التركي، حيث أسرع أردوغان لحليفه القطري الأمير تميم لإدارة أزمة شح النقد الأجنبي في السوق المحلية، من خلال البحث عن قنوات تبادل تجاري بعملات غير الدولار الأمريكي، في وقت تعيش فيه الأسواق المحلية تراجعًا حادًا في سعر صرف الليرة التركية.
وفي تصريحات صحفية لها، قالت وزيرة التجارة التركية إن بلادها تجري محادثات مع عدة دول بشأن اتفاقيات مبادلة محتملة للسلع التجارية بالعملات المحلية، وتعمل على زيادة حجم اتفاقها الحالي للمبادلة مع الصين.
كانت الحكومة التركية والبنك المركزي قد فشلا في تعويض النقد الأجنبي القادم من عائدات الصادرات والسياحة والطيران، والذي فقدته خلال شهور هي الأصعب على ماليتها العامة والنقدية على الإطلاق، كما فشلت خطوة تركيا للاقتراض عبر إصدار الصكوك، والذي أعلنت عنه خلال وقت سابق، واتبعته بقرار آخر بشأن فرض ضرائب على الودائع بالدولار الأمريكي.
كورونا يفاقم أزمات أردوغان
بالأرقام والاحصائيات، تخطت تركيا الصين كأكبر دولة تشهد حالات إصابة بعدوى فيروس كورونا خارج الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وأشارت البيانات إلي ارتفع عدد الاصابات على الرغم من ادعاء أردوغان أن جهود حكومته تعد من بين الأكثر فاعلية في العالم، إلا أن أعدادا متزايدة من الدراسات تفيد أن أنقرة لم تبلغ عن جميع حالات الإصابة في البلاد، بل أن التقارير الدولية اتهمت أردوغان بعرقلة أي جهد فعال، وفقا لما جاء في تقرير تحليلي نشره موقع مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات FDD،
ومع تطبيق إجراءات جديدة للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد في تركيا، تحولت إسطنبول ومدن أخرى إلى "مدن أشباح"، إلا أن المعركة لم تقتصر على الوباء، وانتقلت من الشوارع إلى مواقع التواصل الاجتماعي ضد المواطنين أنفسهم، وأعلنت وزارة الداخلية التركية على موقعها، اعتقال ومحاكمة أشخاص خرقوا قانونا يجرم منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، وُصفت بأنها تنشر "الذعر" بشأن الوباء.
وقالت إيما سنكلير ويب، من منظمة "هيومن رايتس ووتش"، لـإذاعة صوت أمريكا: " إن الحكومة التركية تعتبر أن المنشورات على وسائل التواصل تهديدا للبلد، وهذا الأمر مقلق جدا، فهي تبعث رسالة للناس مفادها (ابقوا صامتين ولا تتكهنوا بشأن آثار كورونا)".
دعم المليشيات المسلحة في ليبيا وسوريا
لا يخفي علي أحد النشاط الكبير للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في دعم المليشيات المسلحة في مختلف دول العالم وتمويل العمليات الإرهابية، وهو ما ظهر في دعمه للمليشيات المسلحة في ليبيا وتزويد فايز السراح بالمرتزقة للقتال مقابل 2500 دولار، ولعل الدعم الكبير الذي يقدمه أدروغان علي حساب الخزانة التركية هو ما أشعل الأوضاع في تركيا ، وهو ما جعل أيضا عدد من دول العالم تستهجن التدخل التركي في ليبيا محملة إياه تدهور الأوضاع هناك، وهو التدخل الذي لم ينكره أردوغان حتي أنه استقبل فايز اسراج منذ عدة أيام لمناقشة تطورات الأوضاع في ليبيا تمهيدا لتزويده بالمال والسلاح
لم يكتفي أردوغان بذلك ، بل أنه عمد لتمويل كل العمليات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط وخاصة في مصر، وهو ما ظهر في تحقيقات النيابة مع المقبوض عليهم والتي كشفت عن دور المخابرات التركية في تمويل العمليات الإرهابية في مصر
الغريب - وهو ما كشفته 76 مؤسسة تركية – أن أردوغان يقوم باستغلال تبرعات المواطنين لمساعدة ضحايا انتشار فيروس كورونا، في تمويل الإرهاب، حيث أصدرت بيانا قالت فيه أن أردوغان يتحايل علي الشعب للأنفاق علي المؤسسات المؤيدة، والحرب في سوريا، والحرب في ليبيا، والقصور الرئاسية الخاصة به
وفي سوريا، تعرض أردوغان لخسائر بشرية كبيرة كانت محل انتقاد من جانب الشعب التركي ، حيث كشف موقع تركيا الآن خسائر جنود تركيا فى إدلب خلال الشهر المنصرم، موضحا أن يواجه النظام التركي العشرات هزائم متتالية خلال الفترة الأخيرة في سوريا، وخسر خلال المعارك التي خاضها ضد الجيش العربي السوري من جنوده المنتشرين بالنقاط التي تسيطر عليها قوات الاحتلال التركي شمالي سوريا، وتجاوزت الخسائر وفقًا للبيانات الرسمية أكثر من 53 جنديًا خلال شهر واحد فقط بخلاف الخسائر المادية في العتاد والسلاح.
بذخ أردوغان وتجويع الشعب
حالة من الترف والبذخ يعيشها أردوغان في ظل حالة الجوع التي يتعرض له شعبه ، وهو ما كشفه موقع "تركيا الآن" الذي قال في تقرير له: "يأتى انتقاد أردوغان للترف، بينما أعلن ديوان المحاسبة التركى عن زيادة نفقات الرئاسة التركية فى عام 2018 بنسبة 160% مقارنة بالعام السابق، وبلغ العجز في خزانة القصر 637.8 مليون ليرة، لتصل الإيرادات إلى 305 ملايين ليرة فقط، وكانت مصاريف المطبخ بالقصر الرئاسي قد بلغت 2 مليون و646 ألف ليرة عام 2017، إلا أنها تضاعفت عام 2018 لتصل إلى 5 ملايين و311 ألف ليرة".
واستطرد الموقع التابع للمعارضة التركية: "أصبحت نفقات القصر الرئاسى التركى الواردة فى ميزانية 2020 محور حديث الأتراك ومثار دهشتهم، حيث وصلت نفقات البهارات والتوابل والحلويات فقط، فى لـ118 ألفًا، كما أنفق 739 ألف ليرة على الهدايا، ومن المنتظر أن يُخَصَّص للقصر 3.1 مليار ليرة خلال السنوات الأربع المقبلة"، علاوة علي مصاريف القصر المكون من ألف غرفة، وقصر أخلاط، وقصر مرماريس، والأسطول المكون من 12 طائرة للرئيس.
استقالات بالجملة من حزب العدالة والتنمية
يشهد حزب العدالة والتنمية منذ فترة سلسلة استقالات كان أبرزها استقالة رئيس الوزراء التركي الأسبق أحمد داود أوغلو ونائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان، بعد فترة من انتشار مزاعم حول اعتزامهما تأسيس حزبين جديدين مناهضين للحزب الحاكم بزعامة أردوغان، رفيقهما السابق، ومن المنتظر أن يعلن باباجان وداود أوغلو حزبيهما الجديدين بحلول نهاية العام الجاري، حيث تأتي هذه الانشقاقات المتتالية اعتراضا على سياسات أردوغان التي أدخلت البلاد في نفق مظلم.
وقد تقدم الأعضاء المستقيلين للانضمام إلى الحزب الجديد، لافتة إلى أن الرئيس السابق عبد الله جول، الذي يؤيد علي باباجان، يجري لقاءات واجتماعات مع رموز داخل الحزب في المدينة من أجل تنظيم صفوف الحزب الجديد.
واعتر المتابعين للشأن التركي أن هذه الانشقاقات تمثل الفصل الأخير في سلسلة طويلة من التصدعات التي تعرض لها الحزب الحاكم في تركيا منذ أواخر عام 2013 وحتى الآن. إلا أن البعض يري أن الاستقالات الأخيرة لكل من علي باباجان، ورئيس الوزراء الأسبق أحمد داوود أوغلو، تمثل نقلة نوعية في هذه التصدعات، خاصة وأنهما يملكان تاريخا طويلا في الحزب الحاكم.