كورونا في خدمة «الديمقراطيين».. مقتل فلويد يعمق أزمة ثقة ترامب مع الناخب الأمريكي
الجمعة، 05 يونيو 2020 12:56 م
هل يعد دونالد ترامب رئيسا سيء الحظ للولايات المتحدة الأمريكية، وهو المهدد بعدم دخول البيت الأيض مجددا فى الإنتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة؟.. سؤال يطرح نفسه بقوة هذه الأيام ، عقب تفجر العديد من الأزمات أمام الرجل الذى كان يظن نفسه مؤهلا بقوة لحسم الإنتخابات المقبلة، فقد استطاع تحقيق إنجازات ملموسة على الصعيد الإقتصادى الداخلى لأمريكا، وهو ما انعكس بالإيجاب على الناخب الأمريكى، فلأول مرة تنخفض معدلات البطالة فى ظل حكم إدارة ترامب إلى 3.8 بالمئة خلال مايو الماضي، وهو المعدل الأقل منذ 2000.
كما سجل معدل البطالة في يوليو الماضي 3.9 بالمئة، وبمعدل نمو بلغ 4.1 بالمئة في الربع الثاني من العام الحالي، مسجلا أفضل أداء له في السنوات الأربع الأخيرة.
دونالد ترامب
كان "ترامب" منتشيا وهو يقول إن معدلات البطالة في البلاد انخفضت إلى مستوى قياسي، مبينا أنها الأقل خلال 50 عاما مؤكدا في تغريدة له عبر "تويتر"، أن الاقتصاد الأمريكي ينمو بسرعة والعديد من الشركات تعود إلى الولايات المتحدة". ليداهمه ويداهم العالم فيروس كورونا المستجد وليجد ترامب نفسه غارقا فى جملة من الأزمات تفوق قدرته بل وتفوق قدرة الولايات المتحدة الأمريكية ذات الأمكانيات الضخمة على تجاوزها بسهولة فالفيروس سجل معدلات إنتشار رهيبة بأمريكا والتى احتلت المركز الثانى فى عدد الإصابات بعد دولة الصين التى تعد بلد منشأ الفيروس الأصلى.
ضرب وباء فيروس كورونا الاقتصاد الأمريكي لتكشف الإحصائيات أن معدلات البطالة عادت للإرتفاع مجددا في الولايات المتحدة إلى 14.7 في المئة، مع فقدان 20.5 مليون وظيفة في شهر أبريل الماضي وليقول خبراء أن" معدل البطالة أصبح الآن أسوأ مما كان عليه في أي وقت منذ الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماض".
آثار فيروس كورونا تعدت ارتفاع معدلات البطالة إلى تسجيل أمريكا أسوأ أرقام نمو فيها منذ عقد، فضلا عن أسوأ تقرير لمبيعات التجزئة على الإطلاق.
ربما كان ما قالته الخبيرة الاقتصادية الأمريكية إيريكا جروشين، هو أبلغ توصيف على الزلزال الذى ضرب الاقتصاد الأمريكى وهى الرئيسة السابقة لمكتب إحصائيات العمل التابع للحكومة وتدرس بجامعة كورنيل حيث قالت "هذه سابقة تاريخية، فلقد وضعنا اقتصادنا في غيبوبة مستحثة طبيا عندما يقوم أطباء التخدير بإدخال المريض في غيبوبة مؤقتة باستخدام عقارات التخدير من أجل علاجه من الوباء، وقد أدى ذلك إلى فقدان الوظائف بشكل كبير لم يحدث من قبل".
عقب مقتل " فلويد" اندلعت احتجاجات غاضبة لتمتد إلى 75 مدينة على الأقل وفى مشهد لافت تجاهل المحتجون مخاوف انتشار جائحة كورونا، فيما فشلت قوات الأمن في احتواء الموقف المتصاعد لتمتد التظاهرات إلى محيط البيت الأبيض في العاصمة الأمريكية واشنطن.
جورج فلويد
ارتفع عدد ضحايا الاحتجاجات فى الولايات المتحدة إلى أكثر من 10 أشخاص فيما أكدت "سي إن إن" نقل الرئيس الأمريكي إلى القبو المحصن كاشفة إنه ظل فى القبو لمدة أقل من ساعة قبل صعوده إلى الطابق العلوي.