علي العهد والوعد حتي نقضي علي فيروس كورونا ... هذا هو حال رجال الجيش الأبيض الذين يسطرون قصص رائعة داخل مستشفيات العزل الصحي لمواجهة فيروس كورونا وهو يقسمون علي عدم ترك أماكنهم إلا مع خروج أخر مريض بالفيروس المستجد.
ومن أروع قصص الأطباء، كانت قصة نجاح الفريق الطبى بمستشفى العزل الطبى فى فاقوس بمحافظة الشرقية، والذي نجحوا في إجراء عملية ولادة لسيدة أربعينة بعد طول انتظار لأكثر من 14 عامًا تعانى فيه من العقم منذ ولادة طفلتها الأولى، والتي أصيبت في بداية الشهر التاسع بفيروس كورونا، فكان التهديد كبيرا، لتعيش ساعات من الرعب بين خوفها فقدان جنينها الذي طال انتظره أو تعرضه لأى مضاعفات، لكن لا يوجد شىء مستحيل أمام إرادة الله.
واستقبلت المستشفى ، مصابة بفيروس كورونا، حامل بالشهر التاسع، وخصصت لها رعاية فائقة نظرًا لحالتها.
وقالت الأم الناجية وتدعي "فاطمة. ع. ع" 41 سنة إنها لم تكن تتوقع نجاتها من الإصابة بفيروس كورونا، معربة عن شكرها للدور الذي قام به طاقم الطبي في مستشفي العزل.
من جانبه قال الدكتور محمد الناجي مدير مستشفى فاقوس، أن المريضة كان يتابعها أخصائي خلال فترة خضوعها للعزل، وأجريت لها المسحة الثانية التي جاءت إيجابية، قبل الولادة بيومين، وبعد فحصها وعمل سونار للجنين، قرر الأخصائي أنها بحاجة لولادة قيصرية والتي كانت من المفترض أن تكون الأربعاء، لكنها عندما شعرت المريضة ببعض الألم في ساعة مبكرة من صباح أمس الثلاثاء، فأجريت لها ولادة قيصرية .
وأكمل: أجريت للطفل مسحة وتبين عدم إصابته بفيروس كورونا، وتم نقله للحضانة تحت الملاحظة لحين إجراء مسحة ثانية، مضيفًا أنه بإجراء مسحة للأم بعد العملية تبين أنها سلبية، فقررت هي ووالده إطلاق اسم "الناجي" على المولود لنجاتهما من الفيروس، لافتًا إلى أن انه تقرر خروج الأم للعزل المنزلي.
قصة أخري خرجت من داخل احدي مستشفيات الإسكندرية ذكرها أحمد عبد العظيم إبراهيم حسين، زوج الممرضة صفاء محمد، إنها قبل وفاتها بأربعة أيام شعرت بأعياء شديد ودرجة حرارة مرتفعة وعدم قدرتها على التنفس وتم الكشف عليها فى عيادة خاصة والتى اثبت الطبيب بإصابتها بفيروس كورونا وتم نقلها إلى الحميات ثم إلى العزل حتى تدهورت حالتها سريعا وتوفيت.
وأضاف أن الفيروس انتقل لها من طفله مريضة وحاملة لفيروس أثناء تواجدها فى عملها فى المركز الطبى وانتقل أيضًا لعدد من الأطفال بالمركز المخالطين للحالة.
وأشار إلى أنها كانت تشعر بأن حالتها متأخرة وكانت توصيه على بناتها الاثنين الذى يبلغن 22 عامًا.
ومن داخل مستشفي العجمي بالإسكندرية قالت قالت الدكتورة مرفت السيد، مدير المستشفى، إنها مستمرة فى عملها ولن تعود إلى منزلها إلا بعد الانتصار على المرض وخروج آخر مريض من المستشفى، مؤكدة أن دور الأطباء فى رعاية مرضى فيروس كورونا، هو واجب وطنى.
وتابعت ": "مستمرة فى عملى منذ 90 يوم متصلة فى مستشفى العجمى النموذجى للحجر الصحى لمرضى الكورونا، ولأن الفريق الطبى كله فى معركة مع المرض والحرب لم تنتهى، مش هرجع بيتى إلا بعد خروج آخر مريض من المستشفى بإذن الله".
كما روي فنيو التحاليل الطبية بمستشفى الحجر الصحي بقها تفاصيل يومهم الطويل والشاق والذي يستمر على مدار 13 ساعة يوميا، داخل بدل واقية أكثر غلقًا منعًا للتعرض للإصابة بالفيروس لقرب المسافة الشديد من الحالات المصابة بمستشفيات الحجر الصحي، إلى جانب بعض المظاهر الأخرى التي تطرأ خلال سحب المسحات سواء من الفم أو الأنف، إلى جانب التحاليل العادية التي يتم عملها بشكل دورى للمرضي واصحاب الأمراض المزمنة.
ومن قها إلي الإسماعيلية، قال الدكتور نادر الشرنوبي، نائب مدير مستشفى القنطرة غرب بالإسماعيلية إنه خرج أمس من مستشفى أبو خليفة للعزل الصحى بالإسماعيلية، بعد تعافيه من كورونا، وظهر نتيجة التحليل المعملية الخاصة به، سلبى للمرة الثانية خلال 24 ساعة.
وقال مصدر طبى، إن الدكتور نادر الشرنوبي، الذى أصيب بكورونا، نتيجة مخالطته ثلاثة حالات، اكتشف إصابتهم بكورونا، وعزل نفسه منزليًا، ومع تزايد الأعراض أجرى تحليلًا، وظهرت النتائج إيجابية لفيروس كورونا المستجد، كوفيد19، والتى أثبتت إيجابية إصابته بالفيروس.
ومن الإسماعيلية إلي محافظة الأقصر تظهر قصة جديدة من قصص الجيش الأبيض بطلتها "رضا التونى" مفتشة بإدارة الخدمات التمريضية بأمانة المراكز الطبية المتخصصة، ورئيس قسم التمريض والتي ظلت بالحجر الصحى بإسنا، لمدة 90 فى العمل منذ بداية ظهور أول حالة كورونا بمصر على مركب سياحى بمدينة الأقصر، ولا تزال تؤدى مهمتها داخل المستشفى حتى الآن بكل ثقة ويقين.
رضا التونى يصفها أعضاء الفريق الطبى بمستشفى إسنا، بأنها "ست بـ100 راجل" فهى تحب فريق العمل ويحبها زملاؤها لمهنيتها وإنسانيتها.