مع بدء التجهيز لـ «الممر 2».. مؤسس المجموعة 73 مؤرخين لـ«صوت الأمة»: لدينا مئات البطولات الحقيقية تصلح لقصص أفلام (حوار)

حوار- محمد أبو ليلة: 

 

- "مستعدين نشارك أرشيفنا العسكري مجاناً للأعمال السينمائية والدرامية التي تؤرخ لبطولات الجيش المصري"

- لدينا أكثر من 1600 بطولة موثقة عن حرب الاستنزاف وأكتوبر كل منها فيلم لوحده

- عملية السبت الحزين بها تفاصيل مهمة تصلح لفيلم أخر

- بصدد إنتاج فيلماً سينمائياً عن معركة المنصورة الجوية عنونا "53 دقيقة"

 

مشاهد بعينها من مسلسل الاختيار لا تزال محفورة في أذهان المصريين والعرب، أولئك الذين شهدوا حلقات المسلسل الوطني غير المسبوق في الدراما العربية طوال شهر رمضان، وقبل "الاختيار" كان فيلم "الممر" الذي عُرض الصيف الماضي أيضاً يؤجج المشاعر الوطنية لدى المصريين ويذكرهم ببطولات منسية للجيش المصري في سيناء، هذه الحالة التي خلقها كل من الاختيار والممر شجعت الجميع على الإقبال على تلك الأعمال البطولية، حيث أعلنت أسرة عمل فيلم "الممر" خلال الأيام القليلة الماضية عن بدء التجهيز للجزء الثاني منه.

 

واتفق الفنان أحمد عز، على بطولة الجزء الثانى من فيلم الممر، بعد تحقيق الجزء الأول نجاحاً كبيراً، ووضع منتج العمل هشام عبدالخالق خطة لخروج الفيلم إلى النور، وذلك بعد الانتهاء من تصوير فيلم النمس والإنس الذي يخرجه شريف عرفة، وهو نفس مخرج الممر، والذي من المتوقع أن يكون أضخم في الإنتاج من الجزء الأول، وسيتناول الإعدادات لانتصار السادس من أكتوبر عام 1973.

 

الأرشيف مجاناً
وبهذه المناسبة أجرت "صوت الأمة" حواراً مع الأستاذ أحمد زايد مؤسس المجموعة 73 مؤرخين والتي أخذت على عاتقها توثيق بطولات الجيش المصري في حرب الاستنزاف وأكتوبر على لسان أبطالها من القادة والجنود الذي شاركوا في هذه البطولات العظيمة.

 

"احنا مستعدين أننا نضع أرشيفنا العسكري كامل ومجاناً تحت أمر القائمين على إنتاج الأعمال الدرامية والسينمائية التي تؤرخ للتاريخ العسكري المصري".. بهذه الكلمات بدأ مؤسس المجموعة 73 مؤرخين، أحمد زايد حديثه لـ "صوت الأمة"، الذي أكد على اهتمامه بالأعمال السينمائية والدرامية التي توثق وتخلد بطولات المصريين، لأنها قوى ناعمة لها تأثير كبير في الأجيال الحالية والقادمة، وأبسط دليل على ذلك ما أحدثه مسلسل الاختيار من نجاح كبير وتأثير في الناس في الشارع، لأول مرة الناس تعرف حجم التضحيات التي قدمها رجال الجيش وخصوصاً رجال الشهيد منسي لمحاربة الإرهاب.. حسب قوله.

 

1600 بطولة كل منها يصلح فيلماً
وبسؤاله عن فيلم الممر 2 والذي من المقرر الانتهاء منه هذا العام أكد "زايد": أنه لاشك أن فيلم الممر أحدث تأثيراً كبيراً ورفع من الروح المعنوية للمصريين، لأننا لأول مرة نجد فيلم حربي يتكلم عن مشاعر نكسة يونيو وينتقد قراراتها ويتحدث عن حرب الاستنزاف وبطولاتها، حتى لو لم تكن قصة الفيلم حقيقية، لكننا نأمل أن تكون كل الأعمال الدرامية أو السينمائية الحربية المقبلة مقتبسة عن أحداث واقعية، والتاريخ المصري يعج بها بالفعل، فدولاب البطولات المصرية لم يفتح حتي الآن ولدينا آلاف البطولات الحقيقية.

 

"قابلنا عدد كبير من أبطال حرب أكتوبر في كل الأسلحة، والبطولات كثيرة، ونشرنا على موقع المجموعة الإلكتروني فقط نحو 1600 قصة بطولية، تصنع 1600 فيلم مقتبس عن أحداث حقيقة على لسان أبطاله الحقيقيين".. هكذا يؤكد "زايد".

 

وبسؤاله عن أهم هذه البطولات الحربية أكد "زايد" أنها كثيرة ومنها مثلاً أول عملية هبوط لطائرة هيكوبتر مصرية على أرض سيناء بعد نكسة يونيو، وكانت عملية رص ألغام قام بها الشهيد إبراهيم الرفاعي، ورفاقه وسجلنا تلك العملية ضمن تاريخنا لسجل عمليات المجموعة 39 قتال المنشور كاملا في موقعنا الرسمي، بالإضافة لكافة عمليات المجموعة 39 قتال وقائدها إبراهيم الرفاعي والتي تستحق كل منها فيلماً كاملاً.

 

عملية السبت الحزين 
وذكر زايد إحدى أهم عمليات قوات الصاعقة المصرية في حرب الاستنزاف والتي جعلت الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، يبتسم بعد النكسة، وهي عملية "السبت الحزين"، بقيادة البطل محمد التميمي، حيث كانت هذه العملية ختام لحرب الاستنزاف ونالت شهرة كبيرة أطلقت إسرائيل عليها "السبت الحزين".

 

وأوضح: هذه العملية تم التخطيط لها ليقوم بتنفيذها مجموعة من الصاعقة وأخرى من المشاة وتم تدريب المجموعتين لمدة شهر يومياً، وشدد قائد الجيش على المجموعات ضرورة إحداث أكبر خسائر و إحضار أسرى من خلف خطوط العدو، وتحدد يوم السبت 30 مايو عام 1970 لتنفيذ العملية، ووقتها عبرت المجموعتان منتصف ليلة 29 و30 مايو.

 

ويحكي زايد أن مجموعة الصاعقة من الكتيبة 83 كانت مكونة من 10 صف ضابط وجندي بقيادة الملازم محمد التميمي والملازم عبدالحميد خليفة، ومجموعة المشاة من اللواء 135 مشاة مكونة من 21 فردا بقيادة النقيب شعبان حلاوة، وهذه المجموعة أحدثت خسائر باهظة في صفوف العدو الإسرائيلي، حيث بلغت خسائر إسرائيل في هذا اليوم 35 قتيلا خلاف الجرحى وأسير إسرائيلي، وتدمير ثلاث عربات مدرعة.

 

عملية هالة وسامية 

وهناك عملية أخرى من أشهر عمليات حرب الاستنزاف كانت تُسمى هالة وسامية، عندما طلبت قياده الجيش من المقدم صالح فضل قائد المجموعة 127 صاعقة، تنفيذ عمليه نوعية وذلك ليلة 15و16 ديسمبر عام 1969، وكانت الهدف هو عمل كمين نهاري لضرب سيارة تحمل شخصية مهمة كما تنبأت المخابرات الحربية طبقا لمعلومات الاستطلاع، ونُفذت العملية بنجاح، وعاد أبطال الجيش بأسير إسرائيلي.

وفي حديثه أوضح مؤسس المجموعة 73 مؤرخين أنهم أنتجوا 4 أفلام سينمائية بجهودهم الذاتية، ويسعون لإنتاج فيلم حربي خامس، عنوانه "53 دقيقة"، والذي تم التصديق عليه من القوات المسلحة مثل كافة الأعمال السابقة والتي حصلت أولا على التصديقات الرسمية اللازمة، مؤكداً أنه وبعد نجاح فيلم الممر والاختيار شعبياً وتجارياً، قد يكون إنتاج فيلم "53 دقيقة"، متاحا حيث يجسد سينمائيا ولأول مرة معركة المنصورة الجوية بكل تفاصيلها الحقيقية وبالأسماء الحقيقية للأبطال.