الليبيون يصفعون أردوغان: «الرويضاني» يسقط في قبضة الجيش الوطني
الأحد، 31 مايو 2020 09:00 صمحمود على
القبض على الداعشى «محمد الرويضانى» يعرى الميليشيات التركية على الأراضى الليبية.. وكمائن الجيش للمرتزقة السوريين تفضح علاقة تركيا بدعم الإرهاب
فى صفعة قوية للرئيس التركى رجب طيب أردوغان ولأحلامه وأطماعه فى ليبيا، وقع الداعشى السورى «محمد الرويضانى» الذى يقاتل فى صفوف ميليشيات الوفاق أسيرا فى قبضة الجيش الوطنى الليبى بالعاصمة طرابلس، فيما شهدت ليبيا فى الأيام الأخيرة الماضية تقدمات جديدة للجيش الليبي فى مدن اليرموك وغريان ومصراتة.
وأعلن أردوغان، فى يناير الماضى، بدء نشر جنود أتراك فى ليبيا لدعم ميليشيات حكومة الوفاق، مستعينا بعدد ممن أسماهم بـ«الجيش الوطنى السورى» (المعارضة السورية) فى المعارك الدائرة بالعاصمة طرابلس لوقف تقدمات الجيش الوطنى الليبى، وعبر جسر جوى أقامه أردوغان بين إسطنبول وطرابلس، تم نقل المرتزقة السوريين إلى ليبيا بحجة توقيع اتفاقيتين، أولى أمنية وأخرى بحرية، مع حكومة الوفاق التى تأخذ من طرابلس مقرا لها ويرى بعض المراقبين أنها انتهت صلاحيتها.
وبحسب المرصد السورى لحقوق الإنسان فإن أغلب المرتزقة الذين وصلوا ليبيا من فصائل «لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه»، وهى كلها كيانات تقاتل فى سوريا تحت رعاية المخابرات التركية، وخلال الشهور القليلة الماضية ألقى الجيش الليبى القبض على عدد من المرتزقة السوريين فى محاور القتال، حتى قام بأسر الداعشى السورى محمد الرويضانى وهو يقاتل مع ميليشيات السراج، ما اعتبره كثيرون صيدا ثمينا فى هذا التوقيت لاسيما مع حجم المعلومات التى قد تحصلت عليها القيادة العامة للجيش الليبى خلال استجوابه.
والقبض على الرويضانى، المكنى بـ«أبو بكر الرويضانى» فى صفوف داعش داخل ليبيا، يعد ضربة موجعة لأردوغان فى هذا التوقيت، فبخلاف أنها تكشف عن طبيعة العناصر التي ترسلها تركيا إلى ليبيا فإنها ستحدث حالة من الارتباك فى صفوف الميليشيات والمرتزقة التى تحارب الجيش الليبى.
وأثار خبر إلقاء الجيش الوطنى الليبى القبض على الداعشى السورى، ردود أفعال كثيرة على الصعيد المحلى والخارجى، حيث تفاعل عدد من المغردين على مواقع التواصل الاجتماعى، لاسيما أن الرويضانى يعد أحد أخطر عناصر تنظيم داعش الذين كانوا متواجدين فى سوريا لمحاربة الجيش العربى السورى.
وقال اللواء أحمد المسمارى، الناطق الرسمى باسم الجيش الوطنى الليبى، إن محمد الرويضانى المكنى بـ أبوبكر الرويضانى أحد أخطر عناصر داعش فى سوريا وانتقل إلى ليبيا برعاية المخابرات التركية كأمير لفيلق الشام، مشيرا إلى أنه «قبض عليه وهو يقاتل مع ميليشيات السراج التي يقودها ضباط أتراك، وهذا دليل آخر على العلاقة بين أردوغان وتنظيم داعش التكفيرى والتنظيمات المتطرفة عامة».
فى سياق متصل، لقن الجيش الوطنى الليبى الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق والمتمركزة فى العاصمة طرابلس درسا قاسيا فى الفترة الماضية، فبعد ساعات من إعلانه عن إسقاط 7 طائرات تركية مسيرة تستخدمها الميليشيات، نفذ سلسلة من الضربات الجوية على قاعدة معيتقية الجوية أحد أبرز الأماكن الاستراتيجية التى تعتمد عليها قوات الوفاق فى عملياتها الجوية، وقالت مصادر ليبية إن الجيش الوطنى الليبى قد قصف جوا مواقع للميليشيات فى مديرية أمن غريان، بشمال غرب البلاد.
وتعد هذه الغارات ضربة قوية لميليشيات حكومة الوفاق ضمن الصفعات التى تلقتها خلال اليومين الماضيين، فى أعقاب السيطرة على قاعدة الوطية العسكرية بعد الانسحاب منها.
فى الوقت ذاته بدأت قوات الجيش الوطنى الليبى عبر سلاحها الجوى فى استعادة السيادة الكاملة على عدد من مناطق البلاد، وقال أحمد المسمارى إن القوات الجوية بدأت فى استعادة السيادة الكاملة على عدد من مناطق البلاد، موضحا أنه لا صحة للأنباء التى تحدثت عن انسحابات جديدة نفذها الجيش الليبى، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بإعادة تموضع ضمن خطط عسكرية، مؤكدا أن الجيش الليبى حقق تحولات كبيرة خلال الساعات الـ72 الماضية، وأن العمليات العسكرية لم تتوقف، موضحا أن القوات الجوية فى الجيش الوطنى الليبى الذي يخوض حربا ضد الإرهاب، أسقطت أكثر من 13 طائرة مسيرة تركية.
فى الوقت ذاته يستمر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى انتهاكاته فى ليبيا، عبر إرسال دفعة جديدة من المرتزقة السوريين إلى ليبيا، حيث أفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان، الأحد الماضى، بوصول دفعة جديدة من المقاتلين السوريين الموالين لتركيا إلى ليبيا خلال الساعات الفائتة، وذلك للمشاركة فى العمليات العسكرية الدائرة بطرابلس إلى جانب حكومة السراج.
وذكر المرصد أن الدفعة الجديدة من «المرتزقة» السوريين ضمت 500 مقاتل، يتبعون فصائل سورية موالية لأنقرة، وبحسب المرصد، فإن المجموعة الجديدة ستشارك فى العمليات العسكرية إلى جانب حكومة السراج ضد الجيش الوطنى الليبى فى طرابلس.
وطبقا لأرقام المرصد، فقد بلغ تعداد المقاتلين الذين وصلوا إلى الأراضى الليبية حتى الآن، نحو 10100 «مرتزق» بينهم مجموعة غير سورية، فى حين أن عدد المجندين الذين وصلوا المعسكرات التركية لتلقى التدريب بلغ نحو 3400 مجند.
وتابع المرصد السورى، أن الفصائل الموالية لتركيا تغرر بالمواطنين السوريين وتستغل فقرهم ونزوحهم لإغوائهم للذهاب والقتال تحت العباءة التركية إلى جانب «حكومة الوفاق» فى ليبيا، حيث أصبح لرحلات المرتزقة إلى ليبيا سماسرة يرتزقون منها، كل حسب الأعداد التى يستقطبها.
وقبل أيام نقلت معلومات وردت من مدينة عفرين تؤكد أن تركيا تستعد لنقل مقاتلى الفصائل الموالية لها من عفرين إلى ليبيا فى الفترة المقبلة وتسليم المنطقة إلى القوات التركية، بسبب ما بدر من سلوك وفساد هؤلاء المقاتلين.
ووصل الأمر أن أحد ضباط المخابرات التركية على حاجز «زيارة حنان» فى منطقة عفرين، أبلغ مجموعة من المواطنين الأكراد أنه سيتم نقل هؤلاء المقاتلين قريبا إلى ليبيا بسبب ممارساتهم الفاسدة وتأليبهم المواطنين فى عفرين على القوات التركية، على حد مزاعمه.