وداعاً حسن حسني.. حكاية آخر رسالة للفنان الكبير بعد فوزه بجائزة فاتن حمامة
السبت، 30 مايو 2020 11:30 ص
"أنا سعيد جداً جداً أنهم لحقوا يكرموني وأنا لسه عايش".. كانت هذه آخر رسالة وجهها الفنان القدير حسن حسني للجميع، أثناء تكريمه في نوفمبر من عام 2018 وقت افتتاح الدوة الـ 40 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عندما اختارته اللجنة المنظمة للمهرجان للفوز بجائزة فاتن حمامة التقديرية عن مجمل أعماله ولتاريخه الطويل في الفن.
في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت توفي الفنان الكبير حسن حسني عن عمر ناهز 89 عامًا، بمستشفى دار الفؤاد، وكان الفنان أصيب بأزمة قلبية مفاجئة أدت إلى دخوله المستشفى، وظل على إثرها بالعناية المركزة حتى فارق الحياة منذ قليل، لكن الابتسامة التي رسمها حسني على جبين مشاهديه لا تزال حاضرة.
حسن حسنى المولود في 15 اكتوبر عام 1931، بحي القلعة، عاش معاناته مبكراً، حيث فقد والدته وهو لم يتجاوز السادسة من عمره، لكن عشقه للتمثيل كان دائماً المحرك الأساسي له، فمنذ سنواته الدراسية الأولى صال وجال حسني بين مسارح المدارس في السنوات التعليمية المتتالية حصد لقب الأفضل وتوج بكأس التفوق في المدرسة الخديوية بعد ما أدى دور "أنطونيو" في إحدى المسرحيات.
وحتى مع التخرج ظل "حسني" مرتبطاً بالمسرح، حيث انضم إلى المسرح العسكري ثم خاض بعده مجموعة من التجارب، حتى بدأ العمل الاحترافي على المسرح القومي في عرض بعنوان "كلام فارغ" للمخرج سمير العصفوري، ولم يستمر حسني في العمل المسرحي طويلاً، حيث كان يبحث عن باب أوسع ليطل على الجمهور.
الباب المفتوح
فكانت التجربة الأولى في فيلم الباب المفتوح للمخرج هنري بركات عام 1963، في ظهور بسيط بالفيلم، وتلاه مجموعة من التجارب التى بدأت تمنحه ثقلاً وظهوراً أكبر خاصة في التعاون مع مخرجين مميزين، منها الكرنك للمخرج علي بدرخان، والبرىء والهروب ودماء على الأسفلت للمخرج عاطف الطيب، وسارق الفرح للمخرج داود عبدالسيد، حتى أصبح يخطو خطوات أكثر نضجاً في مشواره الفني، ورهانه على الموهبة ظل رابحاً، خاصة مع حصوله على جائزة أحسن ممثل في مهرجان الإسكندرية السينمائي عن فيلم فارس المدينة للمخرج محمد خان، التي باركت أداءه التمثيلي الاستثنائي.
النقلة الأخرى
وجاءت النقلة الأخرى في حياة حسن حسني أواخر التسعينات عندما ظهرت موجة أفلام الشباب، وكان الشخص الوحيد القادر على إنجاح أي فيلم هو حسن حسني، ليعتمد عليه النجم الراحل علاء ولي الدين في أفلامه "عبود ع الحدود" و"الناظر" و"ابن عز"، تلاه النجم محمد سعد الذي اعتمد على وجود "حسني" في نجاح أفلامه كـ "اللمبي" و"اللي بالي بالك"، و"بوجة" و "عوكل" و "كركر" و" كتكوت".
وحقق حسني نجاحاً جماهيرياً غير مسبوق مع الفنان محمد هنيدي اللذان كونا ثنائي كوميدي لم يتسطع المشاهد أن ينسى إيفهاتهم.
جوائزه
وحصل حسني على العديد من الجوائز خلال مشواره الفني، حيث حصل على جائزة مهرجان الرواية عن فيلم "دماء على الأسفلت"، وجائزة أحسن ممثل من مهرجان الإسكندرية السينمائي عن فيلم "فارس المدينة" عام 1993، كما حصل على خمس جوائز عن دوره في فيلم "سارق الفرح"، بالإضافة إلى تكريمه من المركز الكاثوليكي للسينما عن مشواره الفني.