بعد مقتل رجل من أصل أفريقى على يد الشرطة.. احتجاجات وأعمال نهب تشعل أمريكا
الجمعة، 29 مايو 2020 01:00 م
تواصلت الاحتجاجات فى مدينة مينابوليس بولاية مينيسوتا الأمريكية لليوم الثالث على التوالى، ضد عنف الشرطة عقب مقتل رجل من أصول أفريقية مختنقا أثناء محاولة القبض عليه، وأشعل المحتجون النيران فى مبنى للشرطة كان الضباط المتورطين فى الأمر يعملون به، وذلك بعد صدام مع القوات خارج المبنى، فيما امتدت المسيرات الاحتجاجات إلى ولايات أخرى.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن المحتجين قد اجتاحوا مبنى شرطة مينيابوليس وأضرموا فيه النيران مع تراجع الضباط، وذلك بعد أن حطموا نوافذ المبنى واخترقوا أسواره.
وازدادت المظاهرة التى جاءت احتجاجا على الطريقة التى مات بها جورج فلوريد، فى الأربعينيات من العمر، أثناء محاولة القبض عليه، حيث أظهرت لقطات فيديو كذب رواية الشرطة الرسمية بشأن كيفية وفاته، وتبين أن أحد الضباط وضع ركبته على عنق فلويد لعدة دقائق، أمام مرأى من زملائه الذين لم يتدخلوا، واستمر فى ذلك رغم عدم إبداء فلويد أى مقاومه وترديده عبارة "لا أستطيع التنفس" عدة مرات، حتى فقد الوعى.
وعلى الرغم من فصل الضباط الأربعة المشاركين فى الواقعة من عملهم، إلا أن الاحتجاجات زادت حدة فى غضون ساعات بعد أن قالت جهات الإدعاء أنها لم تقرر ما إذا كان سيتم توجيه اتهام للضابط الذى ضغط ركبته على عنق فلويد لثمانى دقائق.
وتصاعدت الاضطرابات فى مينابوليس حتى بعدما أرسل حاكم ولاية مينيسوتا 500 من الحرس الوطنى بالولاية إلى مدينتى مينابوليس وسان بول، عاصمة الولاية، عندما رأى مستوى الدمار منذ صباح الخميس، حيث اشتعلت النبران ببعض المبانى ووقعت صدامات مع الشرطة وتم نهب متاجر.
من جانبه، وصف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المحتجين فى مينيابوليس بالبلطجية، وانتقد عمدة مدينة مينيابوليس، جاكوب فرى، بسبب استجابته للمظاهرات فى تغريدات له.
وقال ترامب على تويتر: "لا أستطيع أن أقف وأشاهد هذا يحدث لمدينة أمريكية عظيمة، مضيفا أن فرى، الديمقراطى، يجب أن يتحرك ويسيطر على المدينة، وإلا سيقوم بإرسال الحرس الوطنى ليقوم بهذه المهمة بالشكل الصحيح.
وقالت نيويورك تايمز إنه ليس واضحا ما إذا كان الرئيس ينوى إرسال قوات إضافية من الحرس الوطنى بعد قرار حاكم الولاية باستدعاء الحرس فى مدينتين لاستعادة النظام. لكن الرئيس قال إنه مستعد لجعل الحكومة الفيدرالية تتولى السيطرة.
وتابع ترامب قائلا إن هؤلاء البلطيجة، مشيرا إلى المحتجين، يشوهون ذكرى جورج فلوريد، مؤكدا أنه لن يسمح بذلك. وأضاف أنه عندما يبدأ النهب، يبدأ إطلاق النيران.
وامتدت الاحتجاجات إلى العديد من المدن الأخرى، بما فى ذلك نيويورك ومدينتى ألبوكيركى وكولوبوس بولاية أوهايو، حيث حاول عشرات المتظاهرين دون جدوى دخول مقر الولاية.
ففى نيويورك، تم اعتقال أكثر من 40 شخص مع انضمام المئات من سكان المدينة إلى الاحتجاجات المختلفة ضد وحشية الشرطة، وصاحت سيدة ممن تم القبض عليهم قائلة "حياة السود مهمة"، وهو الشعار الذى تحول إلى حركة فى السنوات الأخيرة ضد عنف الشرطة الأمريكية إزاء الأمريكيين من أصول أفريقية.
وفى مدينة دنفر، تم إغلاق مبنى الكابيتول بولاية كولورادو بعدما أطلق شخص النار على مظاهرة سلمية، فيما تحولت الاحتجاجات فى مدينة كولومبوس بأوهايو إلى الفوضى، حيث نشرت وسائل إعلام محلية مقاطع فيديو تظهر حشودا تتجه نحو مبنى الكابيتول بالولاية وتحطم نوافذه.