في ذكري ميلاد " حمامة " الفن المصري ال89 ..نرصد أشهر الجمل الحوارية لسيدة الشاشة العربية

يمر اليوم 27 مايو الذكري ال 89 لميلاد سيدة الشاشة العربي الرقيقة ابنة المنصورة الفنانة فاتن حمامة، والتي رحلت منذ خمسة أعوام، ولكنها تركت خلفها بصمة ستظل باقية على مدار السنوات القادمة، وستظل جملها الحوارية في أفلامها التى تجاوزت المائة محفورة في وجدان محبيها وعلامة على أن الفن القوي الحقيقي لا يموت برحيل صاحبه، وفي هذه الذكري نرصد أبرز الجمل الحوارية " لسيدة القصر ".

« وين هنادى ياامي وين هنادي ياخال»..لا يمكن لأحد أن ينسي هذه الجملة الحوارية التي رددتها الفنانة الراحلة فاتن حمامة في فيلم «دعاء الكروان»، والذي يعد من أهم أفلام سيدة الشاشة العربية، عن قصة للأديب الكبير الدكتور  طه حسين وحوار يوسف جوهر، وقد تضمن هذا الفيلم العديد من الجمل الحوارية الهامة التي خلدتها السينما المصرية عبر الازمنة، ومن ضمن الحوارات السينمائية الحوار الذي دار بين آمنة والباشمهندس احمد مظهر حول مقتل شقيقتها هنادي وسماعها لصوت الكروان الباشمهندس: مالك؟ أنا حسدتِك؟..آمنة: أبدًا.. أصلي سمعت الكروان.

الباشمهندس: واللي يسمع الكروان يكشر؟! ده بيقول "المُلك لك لك يا صاحب الملك".

آمنة : ساعات.. وساعات بيقول "أشكيه لك لك لك يا صاحب المُلك"،

وفي أحد أهم الحوارات الفلسفية في الفيلم عبرت آمنة للبشمهندس عن أن القاتل لا يفكر في ضحاياه بل يبحث عن ضحايا آخرين يغتالهم :

قوليلي يا آمنة.. إنتي سبقلك حبيتي.. آمنة : كان ليّ أخت حبت، وقتلها الحب...

الباشمهندس: إزاي؟احكيلي

آمنة: ما قُلت لك وقعت في الفخ.. وعندنا اللي تفرط ملهاش إلا الموت

الباشمهندس: واللي حبها عمل ايه؟ سابها تموت؟

آمنة: الصياد عُمره ما بيفكر في الطير اللي وقع... كل همه في الصيد الجديد.

الباشمهندس: لكن هي غلطانة.. ماحافظتش‎ على نفسها.

آمنة: دايمًا العصفور هو اللي غلطان، والصياد ماعليهش لوم..!

واشتهرت دائما فاتن حمامة بالحديث في خلفية أفلامها، ففي فيلم " لا أنام " للروائي إحسان عبد القدوس، كانت تدور احداث الفيلم على لسانها خاصة بعد خيانة زوجة والدها له وتهديدها، وجاءت النهاية باحتراق فستان «نادية» فاتن حمامة وتشوية جسدها  لتقول جملتها المؤثرة «يارب لا تتركها الضلال ولا تتخلى عني الخطيئة ولا تجعل الشر ينتصر في على الخير و يا رب ألهمني راحة الضمير حتى أستطيع أن أنام»

ويعد ⁦الحوار بين الفنانة فاتن حمامة والفنان محمود ياسين من أهم المشاهد فى تاريخ السينما، والذى سجل حوارا فى منتهى البلاغة فى فيلم الخيط الرفيع، حينما ثار بينهما جدل وطالبته بالزواج منها فرفض، ودار بينهما هذا الحوار الذى بدأه محمود ياسين متوسلا

 «انتِ اللى عملتينى.. انت اللى خلقتِ الإنسان الناجح دا.. وعلشان خاطر الإنسان اللى خلقتيه حفظى عليه وصونيه» فردت فاتن حمامة قائلة «وانا ايه نصيبى» فسارع ياسين ليقول لها «الخالق بيدى مابيخدش.. يكفيه عبادة خلقه وانا بعبدك» فما كان منها إلا أن قالت له «الخالق بيطلب من الناس انهم يعبدوه فى الجهر.. انت بتعبدنى فى السر»، فرد «العبادة فى السر أخلص العبادات» لتقول له «العبادة مش خطيئة.. انت بتعتبر حبك ليا خطيئة».

ثم تأتى ذروة الحوار، فيقول لها ياسين «مش أنا دا المجتمع.. مجتمع من الكافرين.. محدش فيه مؤمن بيك إلا أنا» وبهدوء قالت له «خليك نبى وانشر دعوتك»، فرد مسرعا «مقدرش أكون نبى» لتسأله مستنكرة «ومين قالك إنى ممكن أكون إله »

ووفقا لحديث تليفزيوني للفنانة فاتن حمامة فإن جملتها الحوارية «لسه الرحلة طويلة والناس فيها ماشين بيرموا الجهل في محطة، والقلق في محطة، وفي آخر الطريق بيبقوا» أنها كانت من أكثر الجمل التي أثرت في حياتها عندما استمعت إليها في أحد المسلسلات الإذاعية، والتي حملت عنوان «الرحلة»

وناقشت فاتن حمامة « ليلي» فى فيلم الباب المفتوح فكرة الحرية للفتاة، وجسدت قضية الفيلم من خلال هذه الجملة « بالنسبة لكم باب مقفول على أنانيتكم، وأنا الحياة بالنسبة لى باب مفتوح على الأمل، على المستقبل»

يبقي دور نوال في فيلم نهر الحب المأخوذ عن قصة الكاتب الروسي ليو تولستوي « آن كارنينا»  والتي تنتهي بانتحارها تاركة خلفها جملة مخالطة كنهر الحب «إذا البشر أرادوا حياة فليفسحوا في قلوبهم مجرى لنهر من الحب »، فلن ينسي الأجيال دور نوال التي ضحت بحياتها من أجل استمرار حياة شقيقها وقبلت الزواج من رجل السياسية طاهر بك لتبقي تحت سيطرته حتى تلتقي بازوريس وتتحول إلي ايزيس وتعيش قصة الحب التي حرمت منها، وتنتهي برفض زوجها الطلاق باعتباره بيشجع الخطيئة، وبيكافيها ليكن رد نوال « أنت مش بتعرف ولا بتسامح انت بتنتقم بتشتغل اسمي معاني الحياة كوسيلة لأبشع طرق الانتقام»

الحب حجة الديكتاتورية.. الديكتاتور بيقول للناس أنه بيحبهم وهو مبيحبش غير نفسه"، وجاءت هذه الجملة أثناء تقديمها لدور الام في فيلم "إمبراطورية ميم".

"اتكلموا قولوا الحق متسكتوش.. ميضعش حق وراه مطالب"، لا ننسى منظر فاتن حمامة وهي بداخل عربية البوكس تصرخ بتلك الكلمات في نهاية فيلم "ليلة القبض على فاطمة".

"أنت بتعرض نفسك للاعتقال والموت والناس ولا حاسين باللى انتوا بتعملوه ” تلك الجملة التي رددتها فاتن حمامة في دور فوزية لرشدى أباظة في فيلم "لا وقت للحب".

ووفي فيلم أفواه وأرانب أصبحت جملة نعمت « كان يوم اسود يوم ما رجعت لكم » لتكن بمثابة الاسطوانة للعديد من الكوميكس تعبيرا عن الغضب في موقف معين

كانت فاتن أحمد حمامة قد بدأت مسيرتها مع الفن في عمر السادسة عندما تعلق قلبها بالسينما بعد أن أصطحبها والدها للمرة الأولى إلى إحدى دور العرض السينمائي لمشاهد فيلم لـ "أسيا داغر".

بعدها فازت " فاتن حمامة " بمسابقة أجمل طفلة في مصر، لذلك قرر والدها إرسال صورتها الفوتوغرافية للمخرج محمد كريم الذي كان قد أعلن أنه يبحث عن طفلة للمشاركة في فيلم "يوم سعيد" مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب ، كانت فاتن حمامة في ذك الوقت تبلغ من العمر 9 سنوات، ونجحت في إقناع محمد كريم بموهبتها، فقرر المخرج السينمائي اقتناص الفرصة، وقام بإبرام عقد مع والدها، فشاركت فاتن حمامة في سن مبكرة في عدة أفلام سينمائية بعدها، منها "رصاصة في القلب" عام 1944 و فيلم "دنيا" عام 1946م.

توجت سيدة الشاشة العربية بالعديد من الجوائز، ونالت العديد من التقديرات، وفي احتفال السينما المصرية بمناسبة مرور 100 عام على بدايتها، تم اختيار فاتن حمامة كأفضل ممثلة، وتم اختيار 18 من أفلامها من ضمن 150 فيلمًا من أعظم ما أنتجته السينما المصرية، في عام 1999 حصلت على شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وفي عام 2000 منحتها منظمة الكتّاب والنقاد المصريين جائزة نجمة القرن، كما منحت وسام الأرز من لبنان، ووسام الكفاءة الفكرية من المغرب، والجائزة الأولى للمرأة العربية عام 2001.