«تنظيم الدم».. هكذا استغل «داعش» شهر رمضان وأزمة كورونا لإعادة الإرهاب بالمنطقة
الثلاثاء، 26 مايو 2020 05:00 م
يسعى تنظيم «داعش» الإرهابي إلى العودة مجددا وإعادة تنظيم صفوفه لاستكال عملياته الإرهابية بالدول العربية، مستغلا انشغال إدارات الشرق الأوسط بسبب أزمة وباء كورونا وتداعياته عالميا، من أجل فرض وجوده مرة أخرى بعد الهزائم المتتالية التي تكبدها في ميادين القتال داخل سوريا والعراق قبل أكثر من عامين.
ورصد صحيفة «تايمز» البريطانية، في تقرير لها، محاولات عودة «داعش»، مرة أخرى، حيث حصرت عمليات التنظم خلال شهر رمضان الكريم، الذى يفترض أنه شهر للعبادة، غير أن أهداف داعش وأجندته التخريبية حولته فى العراق إلى شهردموى.
وبحسب تقرير الصحيفة، شن تنظيم داعش الإرهابي حملته الأكثر دموية في العراق، منذ ما يقرب من عامين، مما أثار مخاوف من عودة الجهاديين، حيث أعلن داعش منذ بداية شهر رمضان مسؤوليته عن أكثر من 260 هجومًا فى جميع أنحاء العراق، مما تسبب في مقتل وإصابة 426 شخصًا.
وتشكل الهجمات جزءًا من حملة «معركة الاستنزاف» التي أعلنها التنظيم الارهابي والتي تعزز مبدأ أعمال العنف ضد سوريا ومصر ونيجيريا والنيجر والكونغو وموزمبيق في الأسابيع الأخيرة.
وقال التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة وقوات الأمن المحلية إنهم شنوا هجوما مضادا أسفر عن مقتل اثنين من كبار قادة التنظيم في سوريا الأسبوع الماضي.
ومع ذلك، فإن تزايد الهجمات في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا سيثير مخاوف من أن الخلايا الارهابية النائمة يمكن أن تتجمع وتستفيد من الاضطراب الذي تسببه جائحة كورونا وتوابعها الاقتصادية، فى الوقت الذى تستعد فيه القوات الأمريكية للانسحاب من القواعد الإقليمية.
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وآخرون قد زعموا في فبراير أن داعش "هزم بنسبة 100%" بفقدان أراضيه السابقة ووفاة أبو بكر البغدادي في أكتوبر الماضي، ومع ذلك يُعتقد أن ما يصل إلى 15000 مقاتل جهادي قد اختبأوا مع انهيار الخلافة المزعومة التى أعلنوها ذاتيًا، ولم يظهروا إلا لتنفيذ هجمات متفرقة.
وفقا للتقرير، أعلنت قنوات داعش هذا الشهر عن بدء حملة رمضانية منسقة من خلال حث المسلحين على استغلال "انهيار الروح المعنوية" بين قوات الأمن العراقية.، حيث تم نشر شريط فيديو عن العنف الأخير للجماعة في العراق، وشمل لقطات من الكمائن الليلية والقتل والقنابل على جانب الطريق في جميع أنحاء البلاد استهدفت أحدث الهجمات بالبنادق والقنابل التي شنها إرهابيو داعش في الغالب ضد الجيش والشرطة العراقية.
وأثار الإرهابيون القلق في المجتمعات المحلية بقتل "المخبرين" المدنيين، وحرق المزارع وتدمير أبراج الكهرباء، بينما تشتت انتباه قوات الأمن بسبب الوباء، وتوفي ما مجموعه 152 شخصا في العراق بسبب COVID-19.
قال محللون إن معدل الحوادث الأمنية المرتبطة بالدولة الإسلامية في الأسبوعين الماضيين كان الأعلى في العراق منذ يونيو 2018.
قال جوش ليبوفسكي ، من مشروع مكافحة التطرف ومقره الولايات المتحدة: "ينظر داعش إلى الوباء العالمي باعتباره فرصة لإضعاف أعدائه".
وعن سيناريوهات العودة، ومستقبل داعش، قالت صحيفة الجارديان البريطانية إنه على الرغم من صحوة داعش "المؤقتة" فإنها لا تزال هشة، ولكن إذا استمرت التوترات بين القوات الأمريكية والمحلية في المناطق المتواجد فيها الإرهابيين، فسيعزز الأمر من فرص تعافي التنظيم الإرهابي، وستشكل تهديدا سيكون من الصعب احتوائه.