أبطال الجيش الأبيض يردون على حملة الجماعة الإرهابية: نرفض استغلالنا كسلاح سياسي ضد وطننا
الإثنين، 25 مايو 2020 10:33 م
استنكر أطباء مصر الحرب النفسية الدائرة على مواقع التواصل الاجتماعي منذ الصباح واستغلال بعض المتربصين بالوطن لأزمة كورونا لإظهار الأطباء في موضع الجندي الهارب من المعركة، ونفى الأطباء ما أثير بشأن الاستقالات الجماعية، قائلين: «احنا في أجازة اتقدمت أمتى؟ ولمين؟»، مطالبين زملائهم بمواصلة مهمتهم النبيلة تجاه المرضى وعدم الالتفاف لكل ما قيل.
من جانبة أكد الدكتور هشام عطا مساعد وزير الصحة السابق أنه لا حقيقة لما تردد بشأن تقديم الأطباء استقالات جماعية، موضحاً أن الوقت غير مناسب للالتفات لمثل هذه الشائعات، فالمعركة الحالية تستدعي التكاتف والتماسك من أجل الوطن وأهلنا، لأن هذا واجبنا كأطباء مع الوضع في الاعتبار أن وزارة الصحة عليها دور في حماية الأطقم الطبية والوزارة تعي هذا الدور جيداً، ولابد أن تكثف الوزارة من هذا الدور لبث الطمأنينة بين الطاقم الطبي بأن ظهره من الخلف محمي، من وزارته.
وأشار أنه لا داعي لإثارة البلبلة والذعر بين الأطقم الطبية، متسائلاً: «لمصلحة من بث الذعر بين الطاقم الطبي والتمريض؟، ولا يوجد أمامنا كأطباء حلاً غير المواجهة وتقديم كل إمكانياتنا كأطباء مهما كانت بسيطة ومهما كان الثمن الذي سيدفعة الطبيب فهذه ضريبة المهنة ورحم الله شهدائنا».
أما الدكتور محمد حسني أخصائي القلب والأوعية الدموية بمجمع الرحاب التخصصي، قال نحن كأطباء نؤدي عملنا دون النظر لأي اعتبارات أخرى أو عائد، لأنه واجب مجتمعي تجاه المرضى ومبتغاه لوجه الله ونحن كأي فئة لنا مطالب مشروعة من الدولة لتسهيل مهمة عملنا، ولكن الوقت غير مناسب الآن، فنحن نؤدي رسالة بمقابل أو بدون مقابل، هذا ما ارتضيناه لأنفسنا عند أداء القسم.
واختتم «حسني» قائلاً: «أنا أتحدث عن نفسي لن أتقدم باستقالتي وسأظل أمارس عملي على أكمل وجه مهمها كانت الضغوط أو الظروف لحين عبور أزمة كورونا ومن ثم نطالب بحقوقنا المشروعة من الدولة».
الدكتور عيد سالم موسى استشاري جراحة عامة قال إن رسالة الطبيب رسالة إنسانية وهذه المهنة قدرها الله لنا كأطباء وعلينا واجبات تجاه الوطن وسنحاسب عليها، وكون طبيب يتعرض لعدوى أثناء العمل فهو مثله مثل أي إنسان معرض للإصابة، كما أن الأطباء منذ عملهم بالمهنة يعلمون أنهم معرضون للإصابة بأي عدوى أثناء ممارسة مهنة الطب، وجميعاً نأخذ احتياطاتنا الطبية، والحذر لا يمنع القدر في النهاية.
واستكمل: «لكن ما يحدث من محاولات التأثير على أطباء مصر الشرفاء لإثنائهم عن أداء رسالتهم بالتحريض من بعض ممن لديهم توجهات نعلمها جميعاً لتقديم استقالات جماعية وإظهار أطباء مصر بالجندي الهارب من الحرب هذا لن نقبله على أنفسنا كأطباء، فنحن في الصفوف الأولى في مواجهة أي أمراض وليس فيروس كورونا فقط، وسنقاتل لآخر نفس بأدواتنا الطبية وإمكانياتنا التي تعلمناها على مدار سنوات لمكافحة هذا المرض اللعين مهمها كلفنا الأمر».
وأضاف الطبيب سالم موسى، هناك إجراءات احترازية علينا اتخاذها أثناء العمل، كما أن هناك إجراءات تستلزم توفير بعض الإمكانيات الخاصة التي تقلل من نسبة الإصابة بالعدوى، وهذه الإمكانيات بسيطة جداً ويمكن توفيرها للطبيب عن طريق جهة العمل، ومع هذا في ظل الظروف التي تعانيها الدولة من مكافحة الفيروس المستجد وربما مع قلة هذه الإمكانيات فهذا لا يعطي الحق للطبيب خلق أزمة جديدة بالتنصل من مسؤليته الطبية والهروب من أداء ما يمليه عليه ضميره تجاه المرضة، وأن لا يبخل بما تعلمه من مهنته.
فيما قال الدكتور هاني راجي رئيس قسم القلب السابق بمعهد القلب نحن نرفض استغلال أطباء مصر كسلاح سياسي ضد وطننا وهناك تيارات تحاول استغلال ذلك ولا يجب خلط الأمور، وأضاف أنه لا خلاف أو جدال على ضرورة توفير أدوات الحماية الشخصية للأطباء العاملين في الصفوف الأولى على أعلى مستوي وتدريبهم على استعمالها، وتوافر أماكن لعلاجهم والتمريض وأسرهم في حالة الإصابة بالعدوى، ومن حق الطبيب المطالبة بتوفير هذه الإمكانيات فكلها حقوق مشروعة لنا، ومع هذا لن نسمح للمتربصين باستغلال هذه الأزمات، وأرفض إثارة أي مواضيع خلافية الآن مع أزمة كورونا مثل زيادة بدل العدوى أو موضوع تكليف الأطباء، ولا يوجد مبرراً للإضراب عن العمل، فمستحيل أن يضرب أطباء مصر عن العمل لأن هذا لم يحدث في تاريخهم ولن يسمح باستغلالنا ضد مصر.
وأشار راجي بأنه غير مقبول أيضاً ما يثار بشأن الفنانه رجاء الجداوي، وإصابتها بعدوى كورونا ونقلها إلى مستشفى العزل ومحاولة المقارنة بما حدث مع زميلنا الطبيب الذي توفاه الله لأنه في النهاية هذه مواطنة قبل أن تكون فنانة ولا يعقل أن تترك دون علاج.
الدكتور نبيل عبد المقصود أستاذ طب القاهرة ومدير مستشفى القصر العيني الفرنساوي سابقاً قال إنه لا يوجد طبيب مصري وطني سوف يترك مريض في حاجة إليه لأن هذا ضد القسم الذي أقسمناه وعلى الأطباء توخي الحذر من تمكين بعض المغرضين استخدام مطالبكم المشروعة في توفير وسائل الحماية الشخصية أثناء العمل وتوفير مستشفيات للعلاج في حالة الإصابة واستغلالها للهجوم علي مؤسسات الدولة.
وأضاف عبد المقصود أنه في جميع دول العالم حدثت وفيات بين الأطقم الطبية ولم يستغلها أحد ضد بلده مع العلم بأنهم كانوا يملكون كل وسائل الحماية والوفيات حدثت ولم تستغل بطريقة تسيء إلي البلد وتهدم المنظومة، مطالبا وزارة الصحة بالعمل على التواصل المستمر مع الأطباء والحرص على توفير المبادئ الأساسية لطمأنة الأطباء وحمايتهم من هذا الميكروب اللعين .