قيس سعيد يحرج الغنوشي.. تونس ليست صفقة تبرم في الصباح والمساء
الإثنين، 25 مايو 2020 09:00 م
في رسالة مبطنة لحركة النهضة التونسية ورئيسها راشد الغنوشي رئيس البرلمان التونسي، أكد الرئيس التونسي قيس سعيد أن الدولة ليست صفقات تبرم في الصباح والمساء وأنه هو الوحيد الذي يمثّل البلاد في الداخل والخارج.
وجاءت هذه التصريحات التي ألقاها قيس سعيد خلال خطاب التهنئة بعيد الفطر، بالتزامن مع دعوات برلمانية تطالب بسحب الثقة من رئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي بسبب علاقاته المريبة مع تركيا وقطر، والتي فقدت تونس حيادها في الملف الليبي، حيث يعقد البرلمان التونسي في 3 يونيو المقبل جلسة مساءلة للغنوشي على واقع تهنئة قدمها الأخير إلى ميليشيات حكومة الوفاق بسبب سيطرتها على قاعدة الوطية الجوية بعد انسحاب قوات الجيش الوطني الليبي.
فضلا عن ذلك فأن هذه التصريحات تزامنت مع حملة شعبية ضد الغنوشي تطالب بالكشف عن ثروته ، استطاعت جمع آلاف التوقيعات في غضون أسبوع.
وتشير بعض التقديرات إلى أن ثروة الغنوشي قد تتجاوز مليار دولار، علما أن الرجل لم يمارس أي أعمال أو نشاط اقتصادي حتى يتمكن من بلوغ هذا المستوى المتقدم من الثراء.
واستقال عدد من القياديين الكبار في النهضة خلال الأشهر الأخيرة، احتجاجا على طريقة الغنوشي في تسيير الشؤون في الحركة، وما أثارته من مشاكل في الداخل والخارج.
وتثير تحركات الغنوشي انتقادات واسعة في تونس بسبب ما يراهُ معارضوه استخدام البرلمان التونسي في الدخول بتحالفات ترجح كفة تنظيم الإخوان الدولي في المنطقة على حساب مصالح تونس وعلاقاتها الهادئة مع الخارج.
وفي خطوة مريبة أخرى، أجرى الغنوشي اتصالا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وزعمت الرئاسة التركية أن الرجلين ناقشا أزمة فيروس كورونا المستجد.
ويرى المنتقدون أن الغنوشي يتجاوز مؤسسات الدولة التي يفترض أن تتولى ترتيب الأمور الدبلوماسية للبلاد، لأن رئيس حركة النهضة يرأس مجلس النواب وليس مسؤولا في الخارجية أو رئاسة الجمهورية.
ويوم الخميس الماضي، نددت أربع كتل نيابة في البرلمان التونسي، باستمرار تدخل رئيس مجلس النواب، راشد الغنوشي، في السياسية الخارجية للبلاد وإقحامها في نزاعات داخلية لبعض الدول.
وأصدرت الكتل الأربع، وهي "قلب تونس" و"الإصلاح" و"تحيا تونس" و"المستقبل"، بلاغا أدان خطوة الغنوشي بعدما قام بتهنئة رئيس حكومة طرابلس في ليبيا، فايز السراج، على ما وصف بـ"الانتصار" في معركة عسكرية.
وأعربت الكتل التونسية عن رفضها لإقحام تونس في صراعات المحاور الإقليمية، مضيفة أن هذا الاتجاه يتناقض مع المواقف الرسمية للدولة التونسية.
ودعت الكتل إلى عرض المسألة في أول جلسة عامة مقبلة للتداول، فيما حثت رئاسة المجلس على احترام الأعراف الدبلوماسية وتجنّب التداخل في صلاحيات بقية السلطات وعدم الزج بالبرلمان في سياسة المحاور.
وشددت الكتل على أن المواقف الصادرة عن الغنوشي لا تعبّر عن موقف البرلمان ولا تلزمه بشيء، مشيرة إلى أن رئيس المجلس لا يملك أي صلاحية قانونية بالدستور أو النظام الداخلي تتيح له التعبير عن موقف باسم المجلس ما لم يقع التداول فيه.