48 عاما على رحيل «أبو ضحكة جنان».. قصة مواقف محرجة مع الملك فاروق وأم كلثوم
الأحد، 24 مايو 2020 01:00 م
48 عاما مضت على وفاة "أبو ضحكة جنان" أو "سمعة" الفنان الكبير إسماعيل ياسين، الذي قدم الكثير في عالم الفن لتكون بصمته واضحة تاركا إرث من الأعمال السينمائية والمسرحية ما زالت عشق الجميع جيل بعد جيل، فبمجرد أن تشاهد أحد أعماله يثير حالة من البهجة والطاقة الإيجابية ليرحل نجم الكوميديا عن عالمنا في الـ24 من مايو عام 1972 عن عمر ناهز الـ60 عامًا.
نشأته
ولد إسماعيل ياسين في السويس لأسرة ثرية كانت تتاجر بالذهب، إلا أن الحال تبدل بعد وفاة والدته وزواج والده من أخرى كانت السبب في تراكم الديون عليه ودخوله السجن، لتبدأ من هنا معاناة "سمعه" الذي ترك التعليم الابتدائي وظل يبحث عن عمل يترك به السويس، فعمل بفرقة للرقص بشارع محمد علي، ثم في الكازينو الاستعراضي لبديعة مصايني وعلي الكسار، لينجح على مدار 10 سنوات في أداء المونولوجات التي كان يكتبها له صديق عمره أبو السعود الإبياري، وفي عام 1939 كانت الانطلاقة الحقيقية لإسماعيل ياسين من خلال دوره في فيلم "خلف الحبايب" لفؤاد الجزايرلي.
قدم إسماعيل ياسين 500 فيلم على مدار مشواره الفني ليرسم البسمة على الوجوة وليكون الفنان الوحيد بعد ليلى مراد الذي حملت الأفلام اسمه، كما حملت أيضا الفرقة المسرحية التي أسسها مع أبو السعود الإبياري اسمه لتستمر في الفترة من 1954 إلى 1966 وخلالها قدم الثنائي أكثر من 60 عملًا مسرحيًا.
إلا أن ذلك النجاح لم يستمر مع ظهور نجوم للكوميديا وكان لهم بصمتهم المختلفة عن إسماعيل ياسين أمثال فؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولي وثلاثي أضواء المسرح، لينصرف المنتجين والمخرجين عنه ويضطر "سمعة" إلى السفر للبنان للتمثيل في بعض الأدوار الصغيرة وأداء المونولوج، بعد إعلان إفلاسه وانحسار الأضواء عنه وعدم قدرته على الإنفاق حتى وصل به الحال لقيام الضرائب ببيع عمارته الشهيرة وعندما أنهكه المرض عاد لمصر ولم يجد سوى الأدوار الصغيرة للمشاركة فيها والتي كان آخرها أحد الأدور مع الراحل نور الشريف ولم يكملها لوفاته.
من أكثر المواقف التي لا تنسى في حياة إسماعيل ياسين ما حدث أثناء إلقاء أحد المونولوج أمام الملك فاروق، فقال كان فيه مرة واحد مجنون زي حضرتك - مشيرا إلى الملك - وهو ما جعله يثور ورد غاضبا "أنت بتقول إيه يا مجنون"، فما كان من "سمعة" إلى الخروج من الموقف بالتظاهر بالإغماء ليسقط مغشيا عليه، وينجو من غضب الملك فاروق الأول الذي أرسل طبيبه الخاص للكشف عن "سمعة" والذي عرف ما حدث فما كان منه إلا أن يكتب تقريرا يؤكد فيه تعرضه لحالة عصبية سيئة جعلته يقول ذلك ويسقط مغشيًا عليه، ليصدر قرارًا من الملك بوضع إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين 10 أيام.
وبالصدفة تقابل كلا من إسماعيل ياسين وكوكب الشرق أم كلثوم في إحدى الصيدليات بالإسكندرية وكان يقف بجوار الميزان فسألته أم كلثوم عن وزنه وداعبته "هل الوزن سيكون ضمنه فمه الكبير"، فما كان منه إلا أن يردها لها ويطلب منها أن تزن نفسها قائلا "هل الوزن يضم صوتك"، نظرا لقوة صوتها.
ابنه الوحيد ورحيله
رغم زواج إسماعيل ياسين لثلاثة مرات إلا أنه لم ينجب سوى ابنه الوحيد "ياسين"، والذي أكد المؤرخين أن يوم وفاته شهد شجارًا معتادًا مع ابنه الوحيد إلا أن قلبه لم يتحمل ليتوقف ويموت صانع البهجة وحيدا دون أن يشعر به أحد.