لأغراض ربحية.. خرافات حول العالم تزعم التخلص من كورونا

طالما تجاهل التاجر سبيل الأمانة للوصول لزبائنه، فلم يشغل باله سوى بأعماله وربحه وما يمكن أن يحصده من جيب الآخرين حتى في أحلك الأوقات، بل كان يتعمد اختيار أوقات الأزمات وأكثر المواطنين جهلا ليكون تجارته وموطن زبائنه، فقرر أن يكون الدجل وسيلته والأموال فقط غايته.

 

لاشك أن هذا النوع من التجار شهدناه منتشر خلال الفترة الأخيرة تزامنا مع انتشار الفيروس التاجي المستجد كوفيد ١٩ والمعروف إعلاميا بجائحة وباء كورونا، والذي راح ضحيته الملايين، وهو ما جعل الجميع يساوره شعور القلق والخوف تحسبًا من الإصابة.

 

ولعل كانت أبرز أنواع التجارة المنتشرة في هذا الوقت هي بيع الوهم لكل باحث عن علاج أو وسيلة تقيهم من الإصابة في ظل خوفهم وقلقهم، وانتشرت تلك التجارات في دول عدة حول العالم، ووقع في فخها الكثيرون من فقراء الوعي والمتخوفون منالجائحة الباحثون عن ما يؤمنهم.

 

واتجه مروجو وبائعو الأدوية الشعبية والتقليدية إلى استخدام نفس تلك الأساليب للترويج لمنتجاتهم واستغلال أزمة كورونا في تحقيق ربح مادي على حساب صحة المواطنين، من خلال الترويج لأنواع من الأدوية الشعبية باعتباره المنقذ من تفشي فيروس كورونا.

 

في لبنان، دون مواصفات طبية أو بحوث قائمة أو اختبارات علمية وتجارب سريرية، أعلن خبير أعشاب يدعى علي فقيه، ابتكاره وبيع دواء مكون من 84 عشبًا بريًا وبحريًا، يقي من مرض الكورونا ويمنع وصوله للجسد.

من ناحية أخرى أعلنت الشرطة الهندية سابقا، مقتل صيدلي بعد تناوله خلطة علاجية حضرها مديره في متجر أعشاب، أملًا في أن تساعد على شفاء المصابين بفيروس كورونا المستجد.

 

في هذا السياق، يذكر أنه انتشرت تصريحات ومنشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تزعم بفعالية عشب الشلولو ضد فيروس كورونا، ما دفع تجار الأعشاب لترويجه في مصر، وانتشر بيعه خلال الشهرالسابق لعدد كبير من القطاعات.

الأمر لم يقف عند حد التداول المحلي ففي بعض الأمر وصلت الخدع التجارية لإقناع قيادات عليا، فقد أعلن رئيس جمهورية مدغشقر آندريه راجولينا، في وقت سابق أن بلاده اكتشفت علاجاً يعتمد على نباتات طبية محلية قادرة على علاج المصابين، ولاقت هذه الدعاية تجاوب مدهش من قيادات 5 دول إفريقية أخرى، فقد أعلن رئيس تنزانيا قالإنه سوف يرسل طائرة إلى مدغشقر لاستيراد المشروب المصنوع من الأعشاب.

على غرار كون الجائحة بدأت من الصين، اندلعت أيضا موضة العلاج التقليدي من الصين، فطبقا لتقاريرإعلامية صينية قالت إن 80 في المئة من مرضى كورونا في الصين تلقوا علاجا تقليديا.

 

جدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية أكدت أنه لا دليل على أن هذه العلاجات تعالج فيروس كورونا، محذرة من تلقي العلاج دون إشراف طبي.

 

وأكدت المنظمة في بيان أنها "لا توصي بالعلاج دون إشراف طبي مهما كان الدواء المستخدم في الوقاية من كوفيد 19 أو علاجه".

 

وشددت المنظمة الدولية، في تصريحات سابقة على لسان مديرها تيدروس أدهانوم جيبريسوس، على: "أنه ليست هناك طرق مختصرة لإيجاد علاج فعال لمكافحة فيروس كورونا".