خطة وحدة إنتاج النماذج والمستنسخات الاثرية لإنعاش خزينة وزارة الاثار بـ 10 مليار جنية سنويا
الأحد، 24 مايو 2020 12:00 ص
نماذج محاكاة محكمة الصنع تعكس مدي أهمية الحضارة المصرية القديمة واهتمام العالم بتلك القطع الاثرية ومحاولة اقتنائها والاحتفاظ بها سواء محليا أو عالميا، فالسائحين الذي يتجاوز عددهم الـ15 مليون كل عام حريصون دائما خلال زيارتهم لمصر علي اقتناء العديد من النماذج الاثرية المتواجدة بالأماكن السياحية.
في السابق كانت الصين هي الحصان الرابح من هواية السياح في اقتناء القطع الأثرية المقلدة، حيث تقوم بإنتاج نماذج للحضارة المصرية القديمة وبيعها بالسوق المصري لنحصل علي الفتات مقابل الملايين للصينيين، لكن لم يستمر هذا الحال طويلاً، فقد تبدل، لتكون الصناعة مصرية، منة خلال إنتاج نماذج تضاهي الأثار الحقيقية وبأيادي محترفين مصريين وبتقنية عالية، بما ساعد في إنعاش خزينة الدولة بما يقرب من 10 مليار جنية.
الفكرة والتنفيذ كانت بداخل وحدة إنتاج النماذج الاثرية، التابعة لوزارة السياحة والاثار، التي تضم أكثر من 3500 قالب لصنع تلك النماذج والمستنسخات الاثرية سواء لوحات أو تماثيل أو مقتنيات أخري، كالحلي والمسبوكات المعدنية والمشغولات الفيبر والخشبية وغيرها، فهي تعتبر المرجع الأساسي للأعمال الفنية التي يتم صناعتها، وتتراوح أسعار هذه القطع ما بين 5 جنيهات للجعران و15 جنيها للقطعة الواحدة الصغيرة، اما الاثار الذهبية للملك "توت عنخ أمون" ككرسي العرش والمقصورة الذهبية والتابوت الذهبي المطعم بالأحجار الكريمة فيتراوح ثمنها ما بين 250 و300 ألف جنية.
وبخلاف النماذج الاثرية التي يتم بيعها بالسوق المحلي بمناطق الحسين وخان الخليلي والاهرامات وغيرها من الاماكن السياحية، فقد قامت وزارة الأثار بإهداء دولة الاكوادور نموذجا لتمثال الملك "رمسيس الثاني" تم وضعه بميدان مصر أكبر ميادين العاصمة الإكوادورية "كيتو"، كما تم تزيين مطار القاهرة الدولي بنموذج لتمثال المعبودة "سرقت" إحدى الإلهات الحاميات الأربعة اللائي يفردن أذرعهن لحماية المقصورة الذهبية لأحشاء الملك توت عنخ آمون، بالإضافة إلى إقامة معرض بعنوان "كنوز مصرية"، في قصر الباباوات الصقلي بمدينة فيتربو الإيطالية يضم 250 قطعة اثرية ترمز للحضارة المصرية القديمة، ليعكس ذلك مدي قيمة تلك الوحدة التي تعمل علي انتاج نماذج أثرية تضاهي الاصلية ترمز للتاريخ المصري العريق ليتم أستبدال ما هو رديء بما هو أكثر جودة .
وفقا لقانون حماية الأثار رقم 117 لسنة 1983 اصبحت وحدة إنتاج النماذج والمستنسخات الاثرية هي المنوط بها انتاج تلك النماذج، التي تعد مصدر دخل اقتصادي كبير، خاصه مع انشاء اول مصنع لهذه النماذج يضم خطي إنتاج، الاول يدوي والثاني مميكن بأحدث الوسائل التكنولوجية ليحدث طفرة حقيقية في ذلك المجال .
وقال عمرو الطيبى المدير التنفيذي لوحدة إنتاج النماذج والمستنسخات الاثرية، أن أهمية تلك الوحدة جاءت بعد تعديل قانون حماية الاثار الذي أعطي حق الملكية الفكرية للمجلس الأعلي للأثار في النماذج الأثرية، وهو ايضا ما جعل مصر تنهي نزاع قضائي بينها وبين الصين لصالحها حول نسخة مقلدة من تمثال أبو الهول وذلك عام 2016، وهو ما يعكس الدور الهام الذي تقوم الوحدة به من أنتاج مستنسخ لشيء ذات قيمة وهي الاثار المصرية وخاصته القطع الفريدة التي ينبهر بها العالم كله .
وأشار الطيبى إلى أن الهدف من انشاء وحدة انتاج النماذج الأثرية هو أحياء الفن المصري القديم، بالإضافة الي حماية حقوق الملكية الفكرية والعلامة التجارية ، بالاضافة الي تنمية موارد المجلس الأعلي للأثار التابع لوزارة الاثار، وذلك عن طريق إنتاج وتسويق المنتجات الأثرية عالية الجودة مما يحقق ملايين الدولارات ويتم استخدام حصيلة ذلك في عمليات الترميم وبناء المتاحف لحماية الاثار المصرية العريقة ،ودعم بعثات الحفائر المصرية وفتح مجالات وأسواق جديدة لإنتاج النماذج الأثرية المقلدة طبق الاصل علي كافة المستويات ، لافتاً إلى أن سوق النماذج الاثرية يمكن أن يتعش خزينة الدولة ما يقدر بـ10 مليار جنية، وذلك طبقا للإحصائيات، لانه ليس سوق محلي فقط بل عالمي أيضا، ففي الماضى كان يتم الاعتماد علي النماذج التي يتم صناعتها في الصين والتي تسيطر علي ذلك السوق بكافة دول العالم، حيث يتم تداول تلك النماذج كسلع بما يقدر بحوالي 30 مليار دولار رغم عدم جودتها، لذلك كان القرار بإنشاء هذه الوحدة ودعمها.
ولفت الطيبى إلى أن الوحدة تنتج أكثر من 35 ألف قطعة سنوياً، وهو ما أعاد لمصر السيطرة علي هذا السوق ويحقق لها الارباح بدلا من الفتات، فمنذ انشاء الوحدة تم تحقيق مبيعات تجاوزت الـ 25 مليون جنية، وهو بالتأكيد ما يزيد مع بدأ العمل بالمصنع الذي سيقام بمنطقة الاهرامات ليتم فيه انتاج تلك النماذج بصورة أكبر، بعد توفير النماذج المطلوبة للكثير من المتاحف المخطط افتتاحها خلال الفترة القادمة، مع جذب المجتمع الدولي لتلك النماذج من خلال المعارض الخارجية وعرضها بالاسواق الحرة بالعديد من المطارات مع ايجاد الكثير من السبل لتسويقها .
1 (1)
1 (2)
1 (3)
1 (4)
1 (5)
1 (6)
1 (7)
1 (8)
1 (9)
1 (10)
1 (11)
1 (12)
1 (13)
1 (14)
1 (15)