النحل يواجه تهديدا وجوديا بتزايد معدلات انقراض أنواعه..اعرف التفاصيل
الجمعة، 22 مايو 2020 06:00 صسامي بلتاجي
تؤثر الملقحات مثل: النحل، الطيور، والخفافيش، على 35% من الإنتاج العالمي للمحاصيل الزراعية، مما يزيد غلال 87 من المحاصيل الغذائية الرئيسية في مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى العديد من الأدوية المستخرجة من النباتات؛ كما أن ثلاثة من أصل أربعة من المحاصيل في العالم التي تنتج ثمارا أو بذورا يستخدمها الإنسان كغذاء تعتمد، أقله جزئيا، على الملقحات؛ وذلك وفقا لتقرير لمنظمة الأغذية والزراعة (FAO)، التابعة للأمم المتحدة، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للنحل، في 20 مايو 2020؛ والذي أحيته الفاو، للعام الثالث على التوالي، وكان موضوع هذا العام هو "العمل من أجل النحل"، للتركيز على إنتاج النحل والممارسات الجيدة التي يتبعها مربو النحل في مختلف أنحاء العالم لدعم سبل عيشهم وتوفير منتجات عالية الجودة.
يعد أكثر من 25 إلى 30 ألف نوع من النحل (غشائية الأجنحة) من الملقحات الفعالة؛ كما أنها تشكل الغالبية العظمى من أنواع الملقحات، جنبا إلى جنب مع الفراشات والذباب والدبابير، والخنافس؛ وذلك وفقا لقرير لمنظمة الأمم المتحدة، أوضحت فيه أن النحل يواجه تهديدا وجوديا؛ فهناك تزايد في معدلات انقراض الأنواع الموجودة من 100 إلى 1000 مرة عن المعدل الطبيعي بسبب الآثار البشرية؛ ويواجه زهاء 35% من الملقحات اللافقارية، وبخاصة النحل والفراشات، وزهاء 17% من الملقحات الفقارية، مثل الخفافيش، تهديد الانقراض على مستوى العالم.
وتوجد الملقحات الأحادية، مثل: الخفافيش والثدييات التي لا تستطيع الطيران (أنواع من القرود والقوارض والسناجب)، والطيور (مثل طائر الطنان، وطائر التمير، وبعض أنواع الببغاوات)؛ وإذ يتعرض النحل، والملقحات الأخرى، مثل: الفراشات، الخفافيش، وطيور الطنان، إلى تهديد متزايد بسبب أنشطة البشر؛ ومما لا شك فيه أنّ جائحة كوفيد-19 الأخيرة كانت لها تأثيرات واضحة على قطاع تربية النحل طالت الإنتاج والأسواق ونتيجة لذلك سبل عيش مربي النحل أيضًا. وخلال الحدث سيجري استكشاف دور تربية النحل لدعم المجتمعات المحلية الريفية وتحسين الأمن الغذائي والتغذية في ظل هذه الأوضاع الحافلة بالتحديات.
وإذا تواصل هذا السياق، ستستبدل محاصيل أساسية، مثل: الأرز والذرة والبطاطس، بالمحاصيل المغذية، مثل: الفواكه والمكسرات وعديد محاصيل الخضروات، مما يؤدي في النهاية إلى نظام غذائي مختل؛ كما أن ممارسات الزراعة المكثفة، وتغيير استخدام الأراضي، وزراعة المحاصيل الأحادية، واستخدام المبيدات الحشرية وارتفاع درجات الحرارة المرتبطة بتغير المناخ، تشكل في مجملها تحديات لمستعمرات النحل، مما يؤثر بالتالي في جودة الأغذية التي نزرعها.
والتلقيح عملية أساسية لبقاء أنظمتنا البيئية؛ فما يقرب من 90% من أنواع النباتات المزهرة البرية في العالم تعتمد اعتمادا كليًا أو جزئيًا على تلقيح حيواني، فضلا عن اعتماد أكثر من 75% من المحاصيل الغذائية في العالم و 35% من الأراضي الزراعية العالمية عليه. وبالتالي فالملقحات تساهم بشكل مباشر في الأمن الغذائي، فضلا عن أنها هي مفتاح الحفاظ على التنوع البيولوجي كذلك.