العدوى انتقلت بسرعة الفيروس.. كيف تسببت جائحة كورونا بتأجيج العنف الأسري في العالم أجمع؟
الخميس، 21 مايو 2020 10:00 صكتب| أحمد قنديل
الضجة دويت في العالم كله، فاحتمى الخلاف بين الطرفان لحد إعلان كل منهما الحرب على الآخر، فتحولا من داعمين لبعضهما إلى خصمين مشتعلين، وتناقلت العدوى في شتى الأنحاء، لتتناحر كافة الأطراف في العالم كله، الأمر الذي دفع جميع المنظمات الدولية والمحلية المعنية لمحاولة وضع حد للأمر وتهدئة الأوضاع وتعميم السلام، إلا أن الأمر يزداد سوءا، فيوما تلو الأخر تتعقد الأمور بين كافة الأطراف.
وفسر المراقبون أن السبب وراء ذلك هو الجائحة الحالية، وربما يظن البعض أن المقصود هو حرب قائمة حديثة بين دول بسبب اختلاف سياسات، ولعل المقصود هو حرب بالفعل ويبين اختلافا واضحا في وجهات النظر ولكن ليس بين دول وإنما بين أفراد الأسر.
وتزامنا مع انتشار الفيروس التاجي المستجد كوفيد ١٩ والمعروف إعلاميا بجائحة كورونا والذي انتشر في العالم أجمع ووصلت إصاباته للملايين حول العالم وراح ضحيته عشرات الآلاف، اندلعت الخلافات الأسرية في كافة المجتمعات التي وصلت لحد العنف، ويأتي ذلك رجوعا لمكوث المواطنين فترات طويلة في المنازل التزاما بإجراءات العزل المنزلي بغرض الوقاية من انتشار المرض.
كافة الأخبار ومجريات الأمور تؤكد انتشار العنف الأسري بالعالم أجمع بسبب جائحة كورونا، ففي الأرجنتين أظهراستطلاع أجرته وكالة "سبوتنيك" الروسية، حول العنف القائم على نوع الجنس، أن مشاكل الحجرالصحي الذي تم فرضه منذ شهرين تقريبًا بسبب فيروس كورونا المستجد، أدى إلى تعقيد حياة النساء اللواتي تعرضن للإساءة، وتم حبسهن في منازلهن مع المعتدين عليهن، مشيرين إلى أن الحل ضروري ويمكن العثور عليه حتى في مثل هذه الظروف الصعبة.
الأرجنتين ليست الدولة الوحيدة المصابة، فقد كشف تقرير صادر عن المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أن خارطة العنف في تونس قد تغيرت خلال انتشار فيروس كورونا، بسبب الأوضاع الصحية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، موضحا أن الحياة العامة شهدت ردات فعل عنيفة ضد النساء منذ إعلان الحجر الصحي.
وقد سبق ذلك تحذير السلطات البريطانية من انتشار العنف الأسري، مؤكدة مواصلتها اعتقال الأشخاص الذين يتورطون في حوادث العنف الأسري، رغم الفترة الحرجة لفيروس كورونا (كوفيد 19).
وأبدت نائبة رئيس الشرطة في منطقة ويست منلاندنس، لويزا رولف، تخوفها مسبقا من انتشار العنف الأسري، مشيرة إلى إن تجربتي الصين وإيطاليا أظهرتا ارتفاعا في حوادث الاعتداء الأسري عند فرض إغلاق على المدن.
وكانت الأمم المتحدة أصدرت تقريرا كشفت فيه عن زيادة العنف الأسري ضد النساء خلال جائحة كورونا، مؤكدة أن أشكال العنف تضاعفت بعد إجراءات الحجر الصحي حول العالم، مرجعة أسباب ذلك إلى زيادة القلق والتوتر الناجم عن فقدان الأمن الوظيفي والاجتماعي والصحي، بالإضافة إلى خسارة الوظائف والأعمال بعد اتخاذ تدابير وإجراءات الإغلاق لمكافحة تفشي الوباء.
وفي هذا السياق، أكدت الدكتورة عزة هاشم، الخبيرة في علم النفس، خلال دراسة حول تصاعد موجات العنف ضد النساء بالتزامن مع جائحة كورونا، وجود علاقة تربط بين الأزمات والعنف ضد المرأة بشكل عام تناولتها العديد من الدراسات والمسوح، فقد أكدت اللجنة المعنية بالقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة على إثر الأزمات زيادة معدلات العنف المجتمعي والمنزلي ضد المرأة، وفي ظلما تم ذكره من تصاعد في معدلات العنف الموجه ضد النساء في العديد من دول العالم.
ومن جانب أخر، أوضحت دكتور منى رضا استشاري العلاقات الزوجية، إن جلوس الرجال داخل المنازل لفترات طويلة سوف يزيد من فرص زيادة الخلافات الزوجية بين الزوجين وذلك نتيجة المزاج السيء والوضع العام نتيجة التعرض لأخبار متعلقة بفيروس "كورونا"، وتغير كافة الموازين، لافتة إلى إنه يمكن تجنب الخلافات الزوجية بين الزوجين من خلال عدم الحديث حول الأشياء التي يوجد بها اختلاف في وجهات النظر بين الزوجين حتى لا يزداد الأمر سوء بينهما خاصة أن الأجواء العامة متوترة وهو ما يزيد من التوتر بصورة عامة.