تدافع عن هشام عشماوي.. مقالات «الجزيرة» تشيد بالإرهابيين والتكفيريين
الأربعاء، 20 مايو 2020 02:55 صأمل غريب
لا تتوانى قناة الجزيرة القطرية وموقعها الإخباري، عن استخدام كافة السبل والوسائل الممكنة وغيرها، لتشويه الصورة الحقيقية للجيش المصري، خاصة بعد النجاح المدوي الذي حققه مسلسل الاختيار، بل وتستميت بكل ما أوتيت من قوة دفاعًا عن الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية التي تلوثت يدها بدماء الأبرياء.
عمد الموقع الإخباري التابع لقناة الجزيرة القطرية، لنشر مقال مطول تمدح فيه الإرهابي الغابر هشام عشماوي، بعنوان (هشام عشماوي.. الوجه الآخر من الاختيار)، وصف فيه كاتب المقال، الإرهابيين هشام عشماوي، وعماد عبد الحميد، ورفاعي سرور، كرموز للمقاومة وشخصيات إسلامية بارزة.
كاتب المقال هو مصطفى البدري، عضو المكتب السياسي للجبهة السلفية، وممثلها في التحالف الوطني لدعم الشرعية، رأى في مقاله المخذي، أن مسلسل (الاختيار) يشوه أبطال المقاومة المسلحة ضد الجيش المصري والنظام السياسي، معتبرا أن استعمال السلاح والقنابل والقتل وسفك الدماء والتفجير، مقاومة وليس إرهاباً.
تعمد كاتب المقال إظهار مدى الحقد الذي طعن صدره وصدر أعضاء التنظيمات الإرهابية، وادعى أن الأنظمة السياسية اعتادت على استخدام الدراما كوسيلة فعالة للتأثير على عقول الشعوب وتشكيل أنماط تفكيرها، إذ أنساه خوفه ورعبه من كره الشعوب لهم، أن الدراما والأعمال الفنية هي القوى الناعمة التي تظهر الحقائق وتوثق البطولات وتبين الخيانات، ولولاها ما عرفت الشعوب أي شئ عن الأعمال البطولية لأشخاص ضحوا بدمائهم لحماية الأوطان، وكذلك أسماء سجلتها ذاكرة التاريخ بسبب خياناتهم ضد أوطانهم.
في محاولة عابثة من كاتب المقال، لاستجداء عطف القارئ وجذب انتباهه، تعمد سرد السيرة الذاتية للإرهابي الغابر هشام عشماوي، منذ ولادته، ونشأته ومراحله الدراسية، وكيفية دخوله إلى الكلية الحربية، وإظهاره كشخص خلوق مكافح لديه حلم استطاع تحقيقه بساعده، حتى أنه ذكر جملة ادعى فيها أنها جاءت على لسان والده علي عشماوي، عندما أراد التقدم إلى الكلية الحربية ولم يكن لديهم واسطة، وقال له نصا: (قدم يا ابني وواسطتنا ربنا)، فهل كان كاتب المقال أحد أبناء أسرة العشماوي، وحاضرا معهم أثناء هذا الحوار؟ وكيف علم به وهو لم يتقابل ولو لمرة واحدة مع هشام عشماوي؟
من اللافت للنظر، أن مقال مصطفى البدري، المنشور على موقع قناة الجزيرة، تعمد الادعاء كذبا والافتراء على رجال الجيش المصري، وعمد إلى وصفهم بالمتكبرين المتغطرسين وقساة القلوب، بينما أظهر الإرهابي هشام عشماوي، بأنه الحمل الوديع الذي كان محبوبًا وسط جنوده لتواضعه معهم، واهتمامه بتذكير الجنود والضباط بأهمية الالتزام بأوامر الشرع، وكأن البدري كان أحد الجنود الذين خدموا مع عشماوي في أحد الكتائب العسكرية.
لم ينس المقال المزعوم، بالطبع، إظهار الموقف المؤيد للإرهابي الغابر هشام عشماوي، من ثورة 25 يناير، تأكيدا على أن الرجل كان وطنيا ثائرا لم يرض بالظلم يوما، وأنه كان فرحا بقيام الثورة، على الرغم من أنه لم يكن يتوقع استجابة الشعب لفكرة الثورة على النظام، بل ادعى المقال أن عشماوي كان متخوفًا من العواقب التي سيتعرض لها المتظاهرون، كما زعم أن عشماوي حزن بشدة من فرحة المصريين بنزول الجيش إلى الشوارع أيام الثورة، وكان يقول (الناس لا تعلم ما سيحدث لها على يد الجيش)، وهي محاولة من كاتب المقال مأجور قناة الجزيرة إلى زعزعة ثقة الشعب المصري بجيشه العظيم.
ذكر مقال موقع الجزيرة، أن الإرهابي هشام عشماوي، كان ضابطًا متميزًا، إلى الدرجة التي استمات فيها قيادات الجيش إثناءه عن قراره بتقديم استقالته، في أواخر عام 2010 مدعيا أنهم استخدموا معه سلاح الترهيب تارة والترغيب تارة اخرى، لأنه لم تلده ولادة ولن يجود الزمان بغيره، مدعيًا أنهم ألحقوه بعمل إداري عسكري في محيط مسكنه بقيادة قوات الدفاع الشعبي بمدينة نصر، كنوع من الترغيب، حتى يرجع عن رغبته في ترك الجيش، لأنه كان ضابطا متميزا، وأعطوه اجازات كثيرة من أجل راحته! لكنه استمر على موقفه الرافض.
بينما تمثلت وسيلة ترهيب، هشام عشماوي، حبسه شهرًا كاملًا بمستشفى المعادي للقوات المسلحة في قسم الأمراض النفسية، بعد أن قال لقادته علنًا في وجوهم أنه لا يريد العمل معهم، ثم خرج من المستشفى، وعاد الترغيب من جديد، فلما رفض؛ أدخلوه المستشفى مرة أخرى وظل هكذا لمدة عام كامل في صراع مع قادته العسكريين، فهل يعقل أن يقدم ضابط عسكري على مثل هذا التصرف، بالهجوم على قياداته دون أن يتم تحويله لمحاكمة عسكرية أو حتى مجرد التحقيق في الواقعة، وبناء عليه يتم تسريحه من الجيش، وهل كانت القيادات العسكرية ستستمر في تدليل عشماوي إلى هذه الدرجة؟.
حاول مقال موقع الجزيرة، دس السم في العسل، بادعاء أن رؤية الغابر الإرهابي هشام عشماوي، كانت تتلخص في أن الشعوب لابد لها من امتلاك أدوات الدفاع عن نفسها حتى تجبر السلطات على التسليم والتراجع للخلف، وامتلاكها قوة ردع لمواجهة الثورة المضادة والمجازر المتوقعة منها، وهي دعوة صريحة لتحريض الشعوب على حمل السلاح في مواجهة الحكام، لنشر الفوضى والزعر والخوف في الدول، من أجل تنفيظ مخططات التنظيمات الإرهابية بالسيطرة على مقاليد الحكم تنفيذا لمشريعاتهم المزعومة وحلم الخلافة الإسلامية.