الكمامة هي الحل للتعايش مع كورونا.. هل يفرض مجلس النواب عقوبات على المخالفين؟
الأحد، 17 مايو 2020 06:00 ص
الحكومة تطالب المواطنين بارتداء الكمامات.. ومجلس النواب يستعد لقانون يفرض غرامة على المخالفين
النائب محمد العماري رئيس لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب: مجلس النواب يدرس مشروع قانون الاحتياطات الصحية يتيح لوزير الصحة إلزام المواطنين بالكمامات
الدكتور شريف عزت رئيس شعبة المستلزمات الطبية: حجم إنتاج مصر من الكمامات أرتفع إلى 750 ألف يومياً وسيصل خلال أيام إلى 2 مليون كمامة
محمد إسماعيل رئيس الشعبة العامة للمستلزمات الطبية بغرفة القاهرة التجارية: مصر ستكتفي ذاتيا من الماسكات الشهر المقبل وستقوم بالتصدير للدول العربية والأفريقية والصين
لا حديث الآن داخل أروقة أجهزة الدولة ومجلس النواب سوي كيفية إجبار المواطنين على ارتداء الكمامة، وتوقيع عقوبة مشددة على عدم الالتزام بالتعليمات الوقائية التى تمهد بعودة الحياة تدريجيا، مع اتباع الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد، فأصبحت الكمامة هى الوسيلة الأمثل والحل لتقليل حالات العدوى وحماية المواطنين سواء في المصالح الحكومية أو داخل وسائل المواصلات.
خلال الفترة الماضية أعلنت الحكومة عن عودة العمل داخل بعض القطاعات الحيوية كالمحاكم ومكاتب الشهر العقاري والوزارات الخدمية، ووضعت شرطا أساسيا للتعامل بين الموظفين والجمهور بأن يكون كلاهما يرتدي الكمامة الطبية، ومنع أي تعامل يخالف ذلك، وكذلك الأمر داخل البنوك بعد تعدد حالات الإصابة بداخلها، ولأن الكمامة أصبحت وسيلة التعايش الاولي مع فيروس كورونا المستجد، فنتناول من خلال هذا التحقيق كيفية تطبيق الدولة لقانون يجبر المواطنين على الالتزام بالكمامات و طرق تصنيعها و حجم إنتاج الدولة من الكمامات وانواعها المختلفة وكيفية استخدامها بالكلية المثلي لمنع انتقال العدوي والعقوبة المفروض في حال المخالفة.
النائب محمد العماري، رئيس لجنة الشئون الصحية، قال أن الاعضاء يعكفوا فى الفترة الحالية علي دراسة مشروع قانون الاحتياطات الصحية، بما يتيح لوزير الصحة إلزام المواطنين بالكمامات وكيفية توفيرها وفرض عقوبة في حال عدم الالتزام من قبل المواطنين، لافتاً إلى أن القانون المعدل يتيح الآليات للوزارة في حال تطور الوضع الوبائي في مصر من خلال اتخاذ إجراءات سريعة تتسق مع تطور الحالة، حيث يمكن أن يلزم بالقانون المواطن خارج السكن بارتداء الكمامة.
واوضح العماري لـ"صوت الأمة"، أن اللجنة تناقش كافة الآليات المتاحة لتنفيذ المشروع وعدم توقيع عقوبة علي المواطنون، وتوفير الكمامة بسعر يتناسب مع الظروف الاقتصادية التى يمر بها المواطنين، فاللجنة تناقش كافة المقترحات ومنها توفير الكمامات مجانا وتوزيعها علي البطاقات التموينية حتي لا تمثل عبء جديد على المواطن، لافتاً إلى أن تعديلات قانون الأمراض المعدية تتضمن ، تمكين السلطات الصحية ممثلة في الوزارة من اتخاذ التدابير الصحية لمواجهة الأوبئة مثل فيروس كورونا، وتوقيع عقوبة الغرامة ضد من يخالف الالتزام الذي يفرضه هذا المشروع بقانون على الأفراد باستخدام الكمامات الطبية وغيرها من المستلزمات الوقائية خارج أماكن السكن، وفقا للقواعد والإجراءات التي يحددها وزير الصحة.
من جانبه ابدي مجدي مرشد، عضو مجلس النواب موافقته على ضرورة فرض الكمامة كوسيلة للتعايش مع فيروس كورونا، لكن مع شرط توفير الكمامات في مختلف محافظات الجمهورية، قبل اتخاذ قرار بفرض عقوبة لعدم ارتدائها، موضحا أن الحكومة كانت قد وجهت بزيادة الإنتاج للكمامات ومستلزمات الوقاية وهو ما يستلزم سرعة تطبيق ذلك على أرض الواقع وتوفيرها للجميع.
وأكد مرشد، أن مشروع القانون ينص على أنه لمنع انتشار أمراض القسم الأول، يجوز لوزير الصحة بقرار منه أن يلزم الأفراد المسموح لهم بالتنقل باستخدام الكمامات الواقية أو الأقنعة الطبية أو الأوشحة وغيرها من المستلزمات الوقائية الأخرى خارج أماكن السكن، على أن يحدد هذا القرار الشروط والضوابط المنظمة لذلك وأماكن تطبيقه ومدة سريانه، وكذا الاشتراطات الواجب توافرها في هذه الأدوات والمستلزمات الوقائية ونص على أن يعاقب بغرامة لا تقل عن ثلاثمائة جنيه ولا تجاوز خمسة آلاف جنيه كل من خالف حكم المادة (۲۰ مکرر) من هذا القانون، والخاصة باستخدام الكمامات والأقنعة وغيرها من المستلزمات الوقائية الأخرى.
وأضاف عضو مجلس النواب، أن توقيع العقاب أمر هام لضبط إيقاع المجتمع ومنع المخالف للقواعد، لكن لا يجوز توقيع عقاب دون توفير وسائل الوقاية، فلابد من الإلزام بها في المنشآت وجهات العمل، مشيرا إلى أن يمكن تصنيع الكمامات في المنزل بشرط تطابقها للمواصفات الطبية، مشيراً إلى أن تصنيع الكمامات بأقمشة أو مناديل سميكة يسهل عملها، لكن لابد من التأكد بأن ما يستخدم في التصنيع لا يعطي فرصة لتمرير العدوى.
وعلقت الدكتور إيناس عبد الحليم ، عضو لجنة الشئون الصحية، أنه من المهم إتاحة الكمامات بشكل مطابق للمواصفات للجميع، حتى لا يكون هناك فرصة للسوق السوداء باستغلال فرض هذه العقوبات والدفع بكمامات غير مطابقة أو غير صحية، مؤكدة علي ضرورة فرض استخدام الكمامات في المناطق العامة والتجمعات لمدة سنة مع توقيع غرامة على غير الملتزمين، لافتة إلى أن أزمة فيروس كورونا اظهرت أهمية استخدام الكمامات للحماية الشخصية من ناحية ومن أخرى منع انتقال المرض من المصابين، بما يؤكد ضرورة إلزام الجميع بارتداء الكمامات في أماكن التجمعات، فخطوط الإنتاج المصرية يتم تطويرها ودعمها لتكفي لتلبية احتياج المواطنين من الكمامات خلال الفترة المقبلة خاصة مع منع تصدير الأدوات الطبية لتوفير متطلبات السوق المحلي ودعم المخزون الاستراتيجي منها.
من جهته قال الدكتور أمجد الحداد، رئيس قسم الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، أن ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي والنظافة من الإجراءات المهمة للتعايش مع فيروس كورونا خلال الفترة القادمة، ويجب علي الدولة التحرك سريعا لفرض ارتداء الكمامات علي المواطنين ووضع عقوبات صارمة علي من يمتنع عن ارتدائه، مؤكداً أن الكمامة وقاية من الفيروس وتعطي حماية كبيرة اذا تم استخدامها بشكل جماعي وغير فردي، وستكون فرص انتشار المرض ضعيفة جدا حتي يتم اكتشاف علاج للمرض، مضيفا أن الفيروس من الممكن أن يضعف مع مرور الوقت من خلال انتقاله من انسان لاخر، ويفقد جزء من محتواه الجيني وقدرته علي الفتك بالبشر تقل بالتدريج ولكن الاهم الالتزام والتباعد .
واكدت الدكتورة سماح علي، أستاذ الفيروسات والمناعة بمعهد الاورام، ان الكمامة اصبحت ضرورة في حياة كل مواطن، خاصة بعد عودة الحياة لطبيعتها في ظل انتشار الفيروس ومطالبة بضرورة اجبار كافة الجهات والهيئات الحكومية علي توفير الكمامات للمواطنين
وكشفت أستاذ الفيروسات والمناعة بمعهد الاورام، أن الكمامات وسيلة للحماية من انتقال الفيروس، ولابد من الاحتياط حتي لا تكون الكمامة بيئة للفيروسات إذا لم يتم تنظيفها وتعقيمها وغسلها بالماء الساخن وأيضًا الصابون لأنه يقضي على الفيروس، أن يجب الالتزام بالإجراءات الوقائية وارتداء الكمامات القطنية النظيفة، والالتزام بالتباعد الاجتماعي.
حجم إنتاج مصر من الكمامات والمصانع المنتجة
و قال الدكتور شريف عزت رئيس شعبة المستلزمات الطبية أن حجم إنتاج مصر من الكمامات كان 250 ألف كمامة يومياً قبل الجائحة، وبعدها ومع مضاعفة خطوط الإنتاج وصلت إلى معدل يومي 750 ألف كمامة يومياً، وستصل خلال ايام إلى 2 مليون كمامة يومياً، لافتاً أن مصر بدأت منذ شهر مارس في الاهتمام بالتصنيع في مجال الكمامات الطبية لتعويض نقص الاستيراد من الصين، حيث بدأت مصانع الغزل والنسيج في تغيير نشاطها والعمل على انتاج كمامات إلي جانب الملابس، كما تعمل مصانع الاستنتاج الحربي علي توفير الكمامات للمواطنين عبر منافذها المختلفة.
وأوضح عزت لـ"صوت الأمة"، "المواطن يجب أن يعرف أن الكمامات الطبية ليست وقائية بنسبة 100% تجاه الفيروس، لأنها فقط تقلل فرص انتقال الرذاذ المسبب الرئيسي للعدوى بفيروس " كورونا"، فالسوق المحلية شهدت دخول أكثر من 20 خط إنتاج جديد لتصنيع الكمامات الطلبية منذ بداية إبريل الجاري، وذلك بدعم من رغبة كافة شركات المستلزمات الطبية العاملة ذلك القطاع والبالغ عددهم نحو 8 شركات في توفير احتياجات السوق المحلية من الكمامات الطبية، وذلك باستثمارات تصل لنحو 8 ملايين جنيه".
وأضاف أن خطوط الانتاج الجديدة تضمن توفير كافة احتياجات المواطنين من الكمامات الطبية اللازمة، وكذلك للكمامات ذات المواصفات الطبية العالمية المخصصة للأطقم الطبية بالمستشفيات، حيث يتم توريد كافة احتياجات المستشفيات بشكل دوري دون توقف، موضحاً " أن الكمامة الزرقاء الخاصة بالجراحات أصبحت تباع بدون فيلتر بعد ارتفاع سعر الطن من المادة الخام للفلتر إلى 3000 دولار للطن، وبالتالي تتجنب مصانع اللجوء لتصنيعها لإن سعر تكلفها باهظة وبالتالي نحتاج لمواصفات صحية وعلمية وفنية للكمامة القماش، ومن ثم تصبح متاحة اقتصاديا لكل أفراد الشعب خاصة أنها ستكون ثقافة لفترة طويلة".
من جانبه قال محمد إسماعيل، رئيس الشعبة العامة للمستلزمات الطبية بغرفة القاهرة التجارية، إن مصر تستهلك مستلزمات طبية بقيمة 20 مليار جنيه، ومع الأزمة تزايد الإقبال علي إنتاج الكمامات والمستلزمات الطبية، وتم افتتاح مع السفير الصيني مصنع لإنتاج وتصنيع الماسك الطبي بطاقة إنتاجية مليون كمامة يوميا، مما يضاعف من طاقة مصر الإنتاجية، موضحا أن "مصر سوف تكتفي ذاتيا من الماسكات الشهر المقبل وستقوم بالتصدير للدول العربية والأفريقية والصين".
وأضاف إسماعيل أنه تم تدشين 7 خطوط إنتاج كمامات لتلبية الطلب المتزايد بعد انتشار بعض الأمراض، وتلقت المصانع طلبات من مستوردين فى جنوب أفريقيا لاستيراد كمامات من مصر، لكن أغلب توريدات المصانع المنتجة تتجه إلى تلبية احتياجات المناقصات الحكومية بوزارة الصحة والجهات التابعة لها.
وقدر إسماعيل عدد منتجى الكمامات فى مصر بـ7 مصانع، 3 منها تعمل بصورة قانونية كاملة، و4 آخرين يسعون للحصول على أوراق تقنين الأوضاع، وجميعهم رفعوا الطاقة الإنتاجية لمواجهة نقص المعروض، فالشعبة تورد الكمامات إلى وزارة الصحة بسعر 40 قرشًا للوحدة، وبلغ إجمالى التوريدات 15 مليون وحدة من إجمالى 30 مليون وحدة تستهدفها الوزارة كمخزون استراتيجى خلال العام الحالى.
وبدأت مصانع الإنتاج الحربي في توفير الكمامات لسد النقص وتوفير احتياجات المواطنين حيث تم إنشاء خط إنتاج لتصنيع الماسك (3 إم) المعتمد عالمياً والمقاوم للفيروسات، بطاقة إنتاجية تبلغ (40 ألف ماسك/اليوم)، وجاري رفع الطاقة الإنتاجية خلال أيام إلى 200ألف ماسك يومياً، ويتم طرحها في منافذ الوزارة بسعر ثابت من 15 إلى 20 جنيها، فطرح الكمامات في الأسواق يعمل على تثبيت أسعارها.
وحولت مصانع الغزل والنسيج خطوط إنتاجها لتساهم في إنتاج الكمامات وتعويض النقص ليس فقد تصنيع الكمامات لكن بتصنيع ماكينات لتصنيع الكمامات وذلك فى دعم الدولة فى مواجهة فيروس كورونا، وتوفير وسائل الوقاية الشخصية من الفيروس، واهمها الكمامات الطبية، وانتاجها طبقا لمعايير الجودة والمواصفات القياسية.
ونجح عمال المحلة فى تصنيع ماكينة لتصنيع الكمامات لتضاف لأسطول الماكينات الموجودة بالشركة، ليكون انتاجها باكورة من الكمامات المصممة وفقا لمعايير الجودة، وتعقيمها تمهيدا للتوسع فى انتاج كميات اكبر لسد احتياجات المستشفيات والسوق، حيث نجحت هذه الماكينات فى تصنيع 40كمامة فى الدقيقة الواحدة بمعدل 2400كمامة فى الساعة، كما تعاقدت الشركة مع احد العملاء على ان تقوم بتصنيع الكمامات على الماكينات التي قام العمال بتصنيعها بأيديهم، وقام العميل بإحضار الخامات المخصصة لتصنيع الكمامات، وبدأت تسويقها في الصيدليات والمحلات المستلزمات الطبية
وأوضح الدكتور على عوف، رئيس شعبة الأدوية بالغرفة التجارية، أن الكمامات الطبية تصنع من أقمشة غير منسوجة، موضحاً أن الطبقة الموجودة في المنتصف يجب ألا يكون ملمسها كالمناديل الورقية الخفيفة حتى لا تتيح انتقال العدوى بسهولة، على أن تكون ملمسها مخمل ذات طبقة أشبه بـ"القطيفة"، أما الطبقة الثالثة فهى مرطبة تمتص السوائل وفقا للمعايير العالمية، مؤكداً أن الكمامة ذات الملمس الخفيف تكون مانعة لدخول الأتربة والعوادم فقط ولا تقي من الفيروس.
وعن أنواع الكمامات قال عوف لـ"صوت الأمة" أنها متعددة ومختلفة، فهناك نوع تستخدمه المستشفيات وأطباء الأسنان كانت تباع العلبة منه قبل انتشار مرض الكورونا بسعر يتراوح بين 10 و12 جنيها أصبحت الآن بين 40 و50 جنيها، وأخر يسمى "n95" يتم صناعته في الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى أنه يتم صناعته في الصين وإيطاليا أيضًا، وهو النوع الذي يحتوي على فلتر داخلى، موضحاً أن الكمامة "n95" لها موديلين مختلفين الأول صناعة صينية ويحمل رقم 8000، كان يتم استيراد الكمامة الواحدة منه قبل انتشار الكورونا بسعر 4 جنيهات وصلت إلى 30 جنيه الآن، والموديل الأخر يحمل رقم 135 كان يتم استيراد القطعة منه بـ18 جنيه لتصبح الآن بـ70 جنيه، أما الكمامة المصرية والتي كانت تباع العلبة منها والتي تحتوى على 50 قطعة بـ10 جنيهات، لتصل الآن إلى 40 جنيها.