خطة " تميم" للتطاول على قادة ورموز الخليج باستخدام "الجزيرة القطرية"
الجمعة، 15 مايو 2020 11:00 م
تقود قطر مؤامرة عبر قناة "الجزيرة" للتطاول على رموز الخليج فعقب تطاول القناة القطرية ومذيعيها على أمير قطر الأسبق الشيخ خليفة بن حمد، ثم إساءتها لسلطان عمان الراحل قابوس بن سعيد، وتمجيدها عقب ذلك قاسم سليماني، قائد فيلق "القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني المصنف إرهابيا، بدأت تتضح رويدا رويدا ملامح مؤامرة ينفذها الإعلام الممول من نظام الدوحة.
وتستهدف المؤامرة على ما يبدو، اغتيال قادة ورموز الخليج معنويا ومحاولة تشويه صورتهم، في مقابل تلميع القتلة والإرهابيين وتقديمهم كرموز جديدة، في محاولة عبثية لتزييف الوعي وفق "العين الإماراتية".
محاولة فشلت فيها "الجزيرة" ومذيعيها فشلا ذريعا، بعد أن ارتفعت أصوات في قطر وسلطنة عمان ومختلف أنحاء الوطن العربي والعالم الإسلامي، تنتقد سياسات القناة القطرية وتطالب بإغلاقها وكف أذاها عن الأمة.
التطاول على خليفة بن حمد
قبل نحو 3 أسابيع، نشر مذيع "الجزيرة" جمال ريان تغريدة محاولا فيها تملق حمد بن خليفة أمير قطر السابق والمتحكم في شؤونها حتى اليوم، ونجله تميم أمير قطر الحالي، عبر محاولة تبرير انقلاب حمد بن خليفة على أبيه الراحل الشيخ خليفة بن حمد (الذي وافته المنية في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2016)، بمزاعم كاذبة.
وقال جمال ريان في تغريدته: "يتجادلون.. لماذا لا يتحدث جمال ريان عن قطر؟ إليكم: لماذا أحكم الأمير الوالد حمد بن خليفة سيطرته على مقاليد الحكم في قطر بدلًا من والده،؟ لأن السعودية كانت تهيمن على القرار السيادي لقطر من خلال والده، ولماذا تنازل عن الحكم للأمير تميم، لأنه مؤهل علميا وسياسيا وعسكريا لحكم قطر".
وفي أعقاب تطاول جمال ريان، على أمير قطر ، ومحاولته تبرير انقلاب ابنه حمد بن خليفة أمير قطر السابق ووالد الأمير الحالي عليه في 27 يونيو/حزيران 1995، شهد موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" انتفاضة غضب وحملة استنكار واسعتان ضد مذيع قناة "الجزيرة" القطرية، كانت بمثابة صفعة قوية لنظام الدوحة.
وأعرب مغردون قطريون وخليجيون عن استيائهم من سماح النظام الحاكم في قطر لمذيع "الجزيرة" بالتطاول على رمز من رموز قطر والخليج، واستنكروا الإساءة للأمير الراحل من قبل ابنه حيا وميتا.
بدورهم، أعرب مغردون خليجيون عن استنكارهم لقيام مذيع قناة "الجزيرة" بالتطاول على رمز خليجي، واعتبروا أن عدم عقابه على تطاوله ربما جاء بتحريض ممن سبق أن انقلب على أبيه، وأشادوا بفترة حكم الأمير الراحل وعلاقاته الطيبة بأشقائه وجيرانه في دول مجلس التعاون الخليجي، وخصوصا السعودية.
يذكر أنه في 27 من شهر يونيو عام 1995؛ نفذ حمد بن خليفة أمير قطر السابق، والمتحكم في سياستها حتى اليوم، انقلابا على أبيه بينما كان الأخير خارج البلاد.
وبهذا الانقلاب، تولى "حمد" شؤون الحكم، وقيادة الدوحة إلى أسوأ مرحلة في تاريخها، وما زال شعبه يدفع ثمن سياساته الكارثية حتى اليوم.
ولا تعد ذكرى انقلاب حمد بن خليفة على أبيه، مجرد نقطة سوداء في تاريخ حاكم، أو مجرد أكبر قصة عقوق في تاريخ الدول العربية، وإنما هو أحد أسوأ الأحداث في تاريخ المنطقة الحديث.
ومع تولي "حمد" مقاليد الحكم عام 1995، بدأ في تنفيذ مخطط تفكيك الأمة العربية، فأسس قناة "الجزيرة"، مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 1996 كذراع إعلامية لنشر الفتنة، وفي عام 2003، تآمر على السعودية عبر تسجيلات موثقة، وتحالف مع الجماعات الإرهابية وعلى رأسها الإخوان وحزب الله لتنفيذ مخططاته.
كما دعم ما عُرف باسم احتجاجات الربيع العربي التي انطلقت عام 2011، ولا تزال الشعوب في سوريا وليبيا واليمن تدفع ثمن تدخلاته في شؤونها ودعمه للإرهاب.
وأسهمت سياساته في تكريس الانقسام الفلسطيني، وارتهان الإدارة القطرية لنظامي رجب طيب أردوغان في تركيا، وولاية الفقيه في إيران، ولا تزال قطر والمنطقة تدفع ثمن جرائم وآثام صاحب أكبر سياسات تخريبية في تاريخ بلاده، في ظل استمرار نجله تميم بن حمد في السير على نفس النهج.
ورفض القطريون وعلى رأسهم قبيلة "الغفران" انقلاب حمد على أبيه، فمارست السلطات القطرية، انتهاكات ممنهجة ضد أبناء قبيلة "الغفران"، ما زالت مستمرة حتى الوقت الحاضر، تضمنت التهجير وإسقاط الجنسية والاعتقال والتعذيب وطرد أطفالهم من المدارس، وحرمانهم من التعليم، ومنعهم من ممارسة حقوقهم المدنية والترحيل القسري.
ولم يكتف حمد بإزاحة والده عن الحكم؛ بل قام بمطاردته عبر الإنتربول الدولي، مطالبا بالقبض عليه بجرائم مختلقة ومزورة، في صورة من أكبر صور العقوق والافتراء.
ورغم تنازل حمد عن الحكم لابنه تميم في 25 يونيو 2013، إلا أن تدخلاته في سياسات قطر وتحكمه فيها حتى اليوم يعدان من أبرز أسباب الضياع وفقدان البوصلة التي تعانيها الدوحة، والتي يدفع ثمنها القطريون حتى اليوم.
الإساءة للسلطان قابوس
وبعد أيام من تطاول جمال ريان على الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، أثار مذيع "الجزيرة" القطرية فيصل القاسم عاصفة غضب عمانية، بعد إساءته لسلطان عُمان الراحل قابوس بن سعيد.
ونشر القاسم تغريدة حرض فيها عن الدول العربية التي قال إنها تطبع أو تدافع عن إسرائيل، وأرفق تغريدته بصورة تجمع السلطان قابوس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ورد العمانيون بصور تجمع أمير قطر السابق حمد بن خليفة ورئيس وزرائه آنذاك حمد بن جاسم مع مسؤولين إسرائيليين، وقالوا لقاسم إنه كان من الأولى وضع تلك الصور في تغريدته، بدلا من الإساءة لسلطانهم الراحل المعروف بمواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية، طوال فترة حكمه التي اقتربت من نصف قرن.
وحمل عمانيون، قطر، مسؤولية الإساءة للسلطان الراحل، مؤكدين أن مذيع "الجزيرة" لا يستطيع أن يقدح من رأسه، ولن يجرؤ على القيام بتلك الإساءات بدون توجيهات من قناته، والمسؤولين في الدوحة.
واعتبر مغردون أن إساءة القاسم جاءت بتوجيهات قطرية لصرف الأنظار عن فضائح التطبيع القطري، التي وثقها المغردون بالصور والفيديو.
وطالب عمانيون بإغلاق مكتب قناة "الجزيرة" في سلطنة عمان، بعد إساءة مذيعها فيصل القاسم للسلطان الراحل قابوس بن سعيد وبلادهم.
كما طالبوا الدوحة بطرد القاسم من قطر ومحاسبة القناة على إساءاتها، محملين نظام الحمدين المسؤولية عن تلك الإساءة، ومؤكدين أنهم لن يغفروا له ما قام به.
وعلى وقع ما أثارته إساءة مذيع "الجزيرة" من غضب عماني، اضطر القاسم لحذف تغريدته من حسابه في موقع "تويتر"، قبل أن يعود ويغرد مجددا تغريدة مسيئة للشعب العماني، اضطر إلى حذفها مجددا على خلفية تصاعد الهجوم عليه.
ووافت المنية السلطان قابوس بن سعيد 10 يناير الماضي، بعد أن تولى مقاليد الحكم على مدار 49 عاما، نجح خلالها في إقامة دولة عصرية تستلهم قيم الماضي وتنهض بالحاضر وتسير بخطى ثابتة واثقة نحو مستقبل زاهر.
وطوال فترة حكمه كانت سلطنة عمان عضوا فاعلا في مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية، وتعمل جنبا إلى جنب مع الأشقاء العرب في بلورة رؤى استراتيجية للقضايا العربية الراهنة ومنها القضية المحورية وهي قضية فلسطين، واعتماد خيار السلام في النزاع العربي الإسرائيلي بما يحقق الأمن والسلام في المنطقة.
وفي المقابل، سارع أمير قطر السابق حمد بن خليفة إلى إقامة علاقات مع إسرائيل، بعد عام واحد من توليه الحكم، حيث تم افتتاح المكتب التجاري في الدوحة من قبل رئيس الحكومة الإسرائيلي آنذاك شمعون بيريز عام 1996، ما يشير إلى أنه "أكثر من مكتب"؛ إذ إن رئيسه كان يحوز رتبة سفير في الخارجية الإسرائيلية.