السودان يعيد التوازن في مفاوضات سد النهضة

الخميس، 14 مايو 2020 10:06 م
السودان يعيد التوازن في مفاوضات سد النهضة
رئيس الوزراء السودانى عبد الله حمدوك
محمد الشرقاوي

تطورات متلاحقة شهدها ملف سد النهضة الأثيوبي بإعلان السودان عن موقف صادم وصريح حول آلية ملء السد، واعتراضها على مشاكل فنية وآليات للتنفيذ.  

وفي الأيام القليلة الماضية، أعلن السودان موقفاً واضحاً من سد النهضة الإثيوبي، وذلك في ظل عدم التوصل إلى اتفاق على مواعيد ملء حوض السد.

اليوم الخميس، أكد وزير الدولة بالخارجية السودانية عمر قمر الدين، أن السودان لديه مخاوف من إنشاء سد النهضة تطغى على آماله في السد. 

وأشار في مقابلة مع وكالة سبوتنيك الروسية، إلى أن الخرطوم تحاول التفاوض مع مصر وأثيوبيا لتقليل هذه المخاوف ورفع الآمال.

وقال قمر الدين: "نحن نرى أن المشكلة الأساسية فى موضوع سد النهضة هى عدم التوصل إلى اتفاق على مواعيد ملء حوض السد، وأقول هذا الكلام وأنا لست متخصصا وأيضا لست من تابع عن كثب المفاوضات في واشنطن لأن هذه المفاوضات معقدة جدا وفيها جوانب فنية كبيرة وأنا غير ملم بها".

وحذر المسؤول السوداني من انهيار السد الإثيوبي، بقوله: "هناك دائما خطر ولو ضئيل في حصول انهيار بالسد، لأن الإنسان لم يخلق هذا الكون، ولذلك يبقى أي عمل بشري عرضة ولو بنسبة ضئيلة لخطر الانهيار".

وحول مفاوضات واشنطن، تابع "قمر الدين": "بالإضافة إلى الخلاف على مواعيد الملء، ليس هناك اتفاق كامل على الخطوات في فترات الجفاف سواء كانت موسمية أو فترات جفاف متطاولة فى أكثر من موسم، هذه بعض الإشكالات".

وأكد أن السودان ليس وسيطاً وإنما طرف أصيل لأنها دولة مشاطئة ودولة مصب لذلك مطالبنا نحن فيما يختص بسد النهضة مطالب واضحة جدا للسودان وقد أبرزناها في أكثر من مكان.

وقبل يومين رفضت الحكومة السودانية مقترحاُ من أثيوبيا بتوقيع اتفاق ثنائي جزئي للملء الأول لسد النهضة الإثيوبي، مبدية تمسكها بالاتفاق الثلاثي الموقع بين الخرطوم وأديس أبابا والقاهرة.

والثلاثاء، أعلنت وزارة الري والموارد المائية السودانية، أن السودان رفض المقترح الأثيوبي بتوقيع الاتفاق الجزئي على أن يبدأ ملء السد في يوليو.

وقالت الوزارة، إن عبد الله حمدوك رئيس الوزراء أبلغ أبى أحمد رئيس الوزراء الأثيوبي بذلك في رسالة رد على رسالة منه تتعلق بالمقترح الأثيوبي.

وبحسب البيان، فإن حمدوك اعتبر أن توقيع أي اتفاق جزئي للمرحلة الأولى لا يمكن الموافقة عليه؛ نظراً لوجود جوانب فنية وقانونية يجب تضمينها في الاتفاق، وحددتها آلية التنسيق وتبادل البيانات وسلامة السد والآثار البيئية والاجتماعية. 
وأكد حمدوك، فى رسالته على موقفه بشأن التوصل إلى اتفاق ثلاثي بين السودان ومصر وأثيوبيا، مشدداً على أن الطريق للوصول الى اتفاقية شاملة هو الاستئناف الفوري للمفاوضات.

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية التوصل لاتفاق مبدئي بين كلا من مصر والسودان وأثيوبيا لملء خزان سد النهضة على مراحل مع مراعاة تخفيف الأضرار على دول المصب.

ووقعت مصر بالأحرف الأولى على اتفاق سد النهضة، برعاية الولايات المتحدة الأمريكية والبنك الدولي، والذي يشمل قواعد ملء وتشغيل السد، وإجراءات لمجابهة حالات الجفاف والجفاف الممتد والسنوات الشحيحة، وآلية للتنسيق، وآلية ملزمة لفض النزاعات، وتناول أمان سد النهضة والانتهاء من الدراسات البيئية.

ورفضت إثيوبيا التوقيع على الاتفاق، ما اعتبرته مصر موقفا يهدف لإعاقة المفاوضات، لتشهد الفترة الماضية تبادلا للاتهامات بين مصر وأثيوبيا حول تعطيل مفاوضات السد الذي شيدته إثيوبيا في 2011 على النيل الأزرق بهدف توليد الكهرباء. 

واعتبر مراقبون الموقع السوداني بمثابة إعادة لأوراق المفاوضات القائمة بين الدول الثلاث، بما يحفظ حقوق الجميع، وهو ما كان بمثابة الصدمة للحكومة الإثيوبية. 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق