يتعرضون لأذى نفسي متزايد.. هل ستعوض "فيس بوك" مراقبي المحتوى المتضررين؟
الجمعة، 15 مايو 2020 04:00 صكتب| أحمد قنديل
"يشغلون وظائف مرفهة، لا يفعلون شيئا سوى مراقبة شاشات عملاقة ومنشورات مسلية تعبر عن حالات المجتمعات المختلفة،لا يحمل عليهم أي نوع من الأعباء، ويتقاضون آلاف الدولارات".. ربما هذا ما يعتقده الأغلبية عن موظفي منصة التواصلالاجتماعي الشهيرة فيس بوك، ظنا أن وظائفهم سهلة ورفيعة وتوفر لهم أجور كبيرة، وقد ينقم عليهم البعض عند معرفة أنه لايرضيهم ما يتقاضونه، إلا أن هناك الكثير من الأعباء عليهم خاصة المسئولون عن مراقبة المحتوى والمنشورات.
ولعل ذكر هذا يأتي توافقا مع قرار محكمة كاليفورنيا العليا بإقرار التسوية الأولية للعاملين على مراجعة المحتويات والمنشورات التي يتم عرضها على منصة التواصل الاجتماعي، ووصلت قيمة التسوية إلى 52 مليون دولار،وهو ما وافقت عليه شركة فيسبوك الأمريكية كتعويض للعاملين لديها، وذلك بعدما نشر الموقع التقني "ذافيرج" تقرير عام ٢٠١٩ يرصد عدم رضا الموظفين على مراجعة المحتوى المزعج في "فيسبوك" عن طبيعة عملهم مقارنةبرواتبهم التي لا تتجاوز 29 ألف دولار سنويا، لدى بعضهم ومن دون أي دعم للصحة النفسية لهم، ويذكر أن عددا منالعاملين في الشركة كانوا قد تقدموا بدعوة جماعية في 2018 اتهموا الشركة بعدم تأمين أي نوع منالحماية النفسية والآثار النفسية التي يمكن أن تنتج عن التعرض بشكل متكرر لمنشورات تضم إما مقاطع أوصورا لاعتداءات جنسية على أطفال، أو قطع رؤوس، ومنشورات عنيفة ومضطربة أخرى.
وأقرت فيس بوك، أنه في حال تبين أذى وإصابة أحد المشرفون على مراجعة المحتويات المنشورة نتيجة للمنشورات المزعجة التي تم عرضها عليهم، سيحصل على ١٠٠٠ دولار.
يشار إلى أن موقع فيس بوك قد أعلنأنه تم تسجيل زيادة كبيرة في عدد المنشورات التي أزالها بسبب أنها تروج للعنف وخطاب الكراهية.
وقال إنه أزال خمسة ملايين منشور مرتبط بمجموعات تحث على الكراهية وهو ما يتجاوز 3 أضعاف المنشورات التى تم إزالتها في الشهور الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، وهو ما يوضح مدى تزايد الأذى النفسي لمراقبي المحتوى.
ويرى مراقبون، أن تلك المبالغ المرصودة من فيس بوك لا تعوض الأعباء الواقعة على عاتق مراقبو المحتوى، مطالبين بضرورة تعويضهم بشكل مرض.