نهاية الإدمان
الأربعاء، 13 مايو 2020 05:08 م
الإدمان كارثة تصيب الإنسان وتدمر حياته وتلغي عقله، لكن من يقدم علي الإدمان لا يعلم أنه خطر ويدمر حياته بل قد يصل الأمر إلى تدمير حياة المحيطين به أيضاً، وهو ما حدث في قضية اليوم.
البداية كانت مع شاب اسمه حسن، مدمن وكان دائم التهديد لوالدته بالقتل، ويم الحادثة كانت أمه تقف علي بعد خطوات منه تبكي ودموع التوسل تملأ عيناها وتمد له ذراعيها، في محاولة منها لمنعه من تنفيذ تهديده، وكانت اخته "سلمى" تقف بينهما، رأت دموع أمها وهي تتوسل، وقررت أن تفعل شيئا.
قالت سلمى "كان من الواجب أن أدافع عن أمى، واحميها من هذا الخطر الذي يهدد حياتنا، فشقيقى يوشك أن يتحول إلي قاتل لأعز إنسانة إلي قلبي، فلم يكن أمامى من حل سوى أن يموت هو لتعيش والدتى، ففكرت وأسرعت بحمل السكين ونزلت بها عليه دفاعًا عن امي.. نعم قتلت اخويا المدمن".
وتعود سلمى إلى التفاصيل كاملة وتقول "في ليلة شديدة البرودة هدأت حركة المواصلات خارج بيتنا، ودق جرس الباب بعنف وأنا امي بالبيت وأختي في المدرسة، دخل اخونا علي أمي وكان صوته يهدد بشئ هامسا في أذن امي، ثم تحول الهمس إلي صوت عالي، وتحول إلي وحش، وشيئا فشيئا بدأ يصرخ وتشاجر مع امي مدمرا اي شئ في طريقه، وقتها شعرت وأنا اقف بينهما أن كل شئ ممكن أن ينهار في لحظه، فأخي مثل المجنون، يصرخ مطالباً أمي بمبلغ من النقود وهي ترفض بشدة، وقالت له "ارحم نفسك وصحتك.. أنت تعبان يا حسن يا ابني حرام"، وهو يوشك أن يخنقها بيديه بكل قوة وعنف، حدث هذا كله في ثواني، فما رأيته يذكرنى بيوم الزلازل وحاله الرعب التي عشناها، فهذا زلازل اخر يهدد اسرتي.. السبب فيه أخي الذى قرر أن يقتل ينبوع الحنان، فما هي الا لحظات ورأين أمي تتراقص بين يديه ولا تستطيع التنفس، وتصرخ وسمعته يقول لها "هاقتلك"، فلم يكن أمامى من حل سوى أن أمسكت السكين بقوه، وطعنته من الخلف اكثر من طعنه حتي رأيته يتهاوي ويترك امي التي سقطت هي الأخرى مغشياً عليها.. سقط اخي علي الأرض والدماء تنزف منه، ثم لفظ انفاسه الأخيرة، وعلي مقربه افاقت امي بجواره مذعورة مما حدث، فقد عشنا ابشع جريمة حدثت أمامنا.. ابنها قتل وابنتها هي القاتلة وتمسك بالسكين تقطر دماء علي الأرض.. منظر بشع".
حينما انتقل مدير الأمن والأجهزة الأمنية لمعاينة مسرح الجريمة كان كل شيء هادي، فالأم تحتضن جثة حسن ابنها، بينما ابنتها تجلس مرعوبة بجوارهما حتى بدأ التحقيق والمعاينة والكشف علي الجثة ونقلها للمشرحة، والقبض على الطفلة القاتلة.
الام أمرأه لم تتعدي الأربعين من عمرها، ولم تكمل تعليمها، وبعد وفاة زوجها استطاعت الصمود لتربية اولادها حتي حصل الاكبر على دبلوم التجارة وفى انتظار الوظيفة، وكان يقضى بعض الوقت عند ميكانيكي، اما سلمي فهي طالبة في الصف الاول الإعدادي، وفريدة في الثانوية العامة، لم يترك الزوج للام شيئا يسندها في الحياة، فقد كان سواق وتوفي اثر حادث سيارة، ومع مرور الأيام انحرف الأبن، وانغمس مع اصدقاء السوء وأدمن الهيروين، ثم استولي علي ذهب أمه، وبعدها الأجهزة الكهربائية، وبدأ يهدد ويتوعد.
قالت الأم "ابني انحرف وضاع مني، ماذا افعل؟.. كنت احاول استرجاعه مرة أخري، لكن ضاع مني حتي ذهب اخوته استطاع خلعه من أيديهم وبيعه، فكان نكبه علي وعلي اخوته".