مطالبات تونسية لقيس سعيد بعدم التورط في الملف الليبي.. هل يلتزم بالحياد؟
الخميس، 14 مايو 2020 04:00 م
منذ أن وقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتفاقيتين أولى أمنية وأخرى بحرية مع حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، ويدور في تونس الكثير من التساؤلات حول موقف الدولة التونسية الرسمي جراء ما تشهده ليبيا من تطورات، إذ رأي البعض أن هناك غموض في مواقف السلطات الثلاثة، في وقت تشير تقارير إلى تورط حركة النهضة الإخوانية في نقل المرتزقة السوريين إلى ليبيا عبر تركيا.
ووجه المحامي التونسي البارز عماد بن حليمة، رسالة شديدة اللهجة إلى الرئيس التونسي قيس سعيد، حملت عنوان “حذاري من أن تضحي بالسيادة من أجل الريادة”.
وقال «بن حليمة» في رسالته للرئيس التونسي؛ "استمعت بانتباه إلى الكلمة التي ألقيتها بمناسبة تدشين الهدية القطرية وهي المستشفى العسكري المنقول جوا الواقع تركيزه بجهة قبلي وقد أثنيت على استجابة الجانب القطري بسرعة للنداء الموجه له وصرحت أن لك برنامجا واسعا في التدخلات الاجتماعية في علاقة أساسًا بالقطاع الصحي وكل هذه المشاريع التي تريدون الريادة فيها تمويلها أجنبي على اعتبار أن لا سلطة لك على ميزانية الدولة وفق نظام الحكم الجديد والانجازات من اختصاصات الحكومة".
وأضاف أنه من "الواضح إذا أن برنامجكم الانتخابي في جانبه الاقتصادي والاجتماعي سينفذ بتمويل أجنبي وهنا أردت تذكيرك بالمقولة المأثورة (لبيار منداس فرانس) اللقاء الناجح هو اللقاء الذي تتوافق فيه خلفيتان لكل مصلحتها".
وتابع؛ "لتعلم إذا السيد الرئيس أن الدول الأجنبية التي تنتظرون منها الدعم المالي لتنفيذ برنامجكم الانتخابي ليست مؤسسات خيرية وإنما هي ترعى مصالحها الدبلوماسية والاستراتيجية العليا ومنطق الأشياء في عالم الأعمال مبني على الأخذ والعطاء وعليه يمكن للاعانة أن تنقلب إلى رشوة لقاء خيانة ما، وهو أمر لا أتمناه لكنني لا أخفي عنك قلقي من المراوغات التي تقوم بها في الاصداع بموقفك بكل وضوح من الملف الليبي ولعل ذلك كان من باب توخي الحذر حتى لا يغضب عنك الأتراك والقطريون الذين وعدوك بالعون المادي لتمويل ما تسميه بالمشاريع الرئاسية في إطار نوع جديد من الدبلوماسية يضاف إلى الدبلوماسية البرلمانية التي نظر لها الغنوشي وهي دبلوماسية الشحذ الخارجي لتنفيذ الوعود الانتخابية لرئيس الجمهورية".
وواصل المحامي التونسي رسالته، قائلا: "قد تكون كلفة هذا النوع من الدبلوماسية عالية وعلى حساب السيادة الوطنية وخاصة في ما يتعلق بمستشاريك التركي والقطري فهؤلاء يديرون الحرب على الشقيقة ليبيا و يدعمون الإخوان للإمعان في تخريب البلد وقطع أوصاله وبالتالي مطلوب منك أن تحسب جيدا الخطوات التي تقوم بها معهم حتى لا يستغلان نقص خبرتك في العلاقات الدبلوماسية وضعف تبصرك واستشرافك لعواقب بعض الحركات والمواقف لتصبح تونس قاعدة خلفية لتحضير اعتداءات على الشقيقة ليبيا التي تربطنا بها مصالح متشابكة".
أوضح «بن حليمة» أن “تقدير المصلحة الدبلوماسية يأخذ فيها بعين الاعتبار المصلحة العليا للشعب ولا تسطر دائما وفق القناعات الشخصية للرئيس التي يمكن أن تصب في واد آخر”، مضيفًا “ألفت انتباهك إلى أن الأتراك والقطريون بصدد استفزاز الجيش الوطني الليبي عبر الايهام بان الاخوان هم الحاكمين في تونس وأننا نناصر فائز السراج ومليشياته ضد الجيش الوطني الليبي بنية أخذ الدولة عنوة إلى مربع نصرة قوات الارهاب وما إنزال المساعدات الطبية التركية الموجهة لميليشيات السراج المسيطرة على المعبر الحدودي في مطار جربة وتركيز المستشفى القطري على بعد كيلومترات من الحدود الليبية إلا إيحاءات باصطفاف تونس إلى جانب السراج في محاربة قوى الجيش الوطني الليبي وسعي لاستغلال المناطق الحدودية لتركيز محطات استخبارات وتجسس على الاجوار”.
واستطرد المحامي التونسي قائلًا: “أمام هذه الحركات الاستفزازية والإيحاءات التي تعرض المصلحة الوطنية العليا للبلاد للخطر مطلوب منك الابتعاد عن سياسة النعامة واستجماع ما لديك من جراة والافصاح عن موقف واضح قولا و ممارسة في علاقة بالملف الليبي بعيدا عن الشعارات الفضفاضة التي أثبتت الممارسة عكسها”.
وختم عماد بن حليمة رسالته لقيس سعيد قائلا: “بالنهاية لا يمكن لي أن أخفي خوفي الكبير من تعمد عديد الدول استغلال حماسك لتنفيذ مشاريع صحية وغيرها دعما لشعبيتك وربما تحضيرا للانتخابات الرئاسية القادمة لتجبرك على القيام بتنازلات في علاقة بسيادة الدولة وبمصالحها الإقليمية وتنضم بذلك من حيث لا تشعر إلى صف الإخوان المسلمين المتربصين والمتامرين على مصالح الشعب والوطن”.
وفي سياق آخر طالبت المحامية التونسية البارزة وفاء الحزامي الشاذلي، الرئيس التونسي قيس سعيد بموقف واضح وصريح من الملف الليبي، بعيدًا عن الخطابات الغامضة والكلمات الفضفاضة الجوفاء.
وقالت «الشاذلي» في منشور لها عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: “الرئيس قيس سعيد بعد تدشينك للمشفى العسكري القطري بقيلي يوم أمس وتمجيدك لقطر لاستجابتها السريعة لطلبك منها إعانة تونس فإننا نطلب منك موقفا واضحا بخصوص الملف الليبي وبعيدا عن خطابك الغامض وكلماتك الفضفاضة الجوفاء!!!”.
وأضافت، “لأنك أدرى من الجميع بحكم صلاحياتك بالخارجية والأمن القومي أن قطر تخوض حربا بالجارة ليبيا على بعد ستين كلم من المشفى العسكري القطري!”. لافتة، “وطبعا لا يخفي عليك أن طلبك للمساعدة من دولة متورطة في حرب على حدودنا من شأنه أن يجبرك على التنازل لأن المثل التونسي يقول (ما تعطي بلاش كان العقرب)”.
وختمت المحامية التونسية تدوينتها، قائلة: “ولذلك نرجو من سيادتك الاستنارة بمستشارين أكفاء لينقذوا تونس من الانزلاق في منعرجات خطيرة نتيجة قلة الخبرة َو سوء التدبير، وماخاب من استشار فلا تفرط في سيادتنا بحفنة مشاريع مسمومة”.