القطن قصير التيلة يقتحم مصانع الغزل والنسيج .وقطاع الأعمال يعد مشروع لزراعته شرق العوينات
الخميس، 14 مايو 2020 04:00 م
شهد سوق القطن تغيرا غريبا خلال ال 50 سنة الماضية بعد أن أعتلي القطن قصر التيلة عرش الأقطان العالمية، ليبتعد القطن طويل التيلة بعد تراجع استخداماته عالميا لأقل من 1%، وهو ما ساهم في تخفيض مساحة زراعته فى مصر من 2 مليون فدان لنحو 230 الف فدان، ولعل ذلك هو ما دفع وزارة قطاع الاعمال العام إلي التفكير فى زراعة القطن قصير التيلة لتوفير الخامات لشركات القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس، حيث من المنتظر زراعة نحو 5 الاف فدان فى شرق العوينات أو فى مناطق بمنطقة توشكى .
وقد نفذت وزارة قطاع الأعمال خطتها العام الماضى فى محافظتى الفيوم وبنى وسيف، وسيتم تنفيذها العام الجارى فى كل محافظات مصر بمشاركة القطاع الخاص وفق تصريحات سابق لوزير قطاع الأعمال العام هشام توفيق.
وأكد وزير قطاع الأعمال، أن وزارة الزراعة وافقت على مقترح وزارته زراعة قطن قصير التيلة نظرًا لارتفاع إنتاجيته التى تتراوح ما بين 12 إلى 18 قنطارًا للفدان، مقارنة بـ 6 إلى 4 قنطارات للقطن متوسط وطويل التيلة.
وأوضح أنه سيتم استيراد نحو 2 مليون قنطار قطن قصيرة التيلة، من الخارج سنويا، وهناك اتجاه نحو زراعتها، بالتنسيق مع اللجنة الوزارية للقطن والتي تضم في عضويتها هشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام، ونيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة، والسيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي.
وأشار وزير قطاع الأعمال إلى توصيات اللجنة التنفيذية المنبثقة عن اللجنة الوزارية للقطن والتي تضم ممثلي الوزارات الثلاث بشأن المنظومة الجديدة لتجارة القطن، والتي تم تطبيقها تجريبيا في الفيوم وبني سويف موسم 2019، واعتمدت على استلام الأقطان مباشرة من المزارعين في مراكز للتجميع وإجراء مزايدات علنية على الأقطان المستلمة لتحقيق سعر ملائم للمزارع.
وأضاف أن اللجنة أوصت بتعميم هذه التجربة على باقي المحافظات مع إشراك شركات القطاع الخاص في تحديد سعر فتح المزايدة بالتعاون مع الشركة التي ستكون مسؤولة عن إدارة هذه المنظومة الجديدة.
كما أشار إلى موافقة مجلس الوزراء في اجتماعه الأخير على طلب وزارة قطاع الأعمال العام بالتعاقد على توريد وتركيب باقي المحالج الواردة بخطة التطوير وتطبيق نظام الحلج الجديد، مع شركة "باجاج" الهندية الموردة لمحلج الفيوم المطور، والتي حصلت على أعلى تقييم فني ومالي عند البت في العروض المقدمة، بعد نجاح تشغيل محلج الفيوم على الأقطان المصرية بكافة انواعها، وذلك ضمانا لسرعة تنفيذ خطة التطوير.
وقد وافقت اللجنة الوزارية للقطن، خلال الاجتماع، على دراسة جدوى تطبيق تجربة محدودة لزراعة القطن قصير التيلة في مناطق بعيدة تماما عن مواقع زراعة القطن طويل التيلة، وفتح مناشئ جديدة لاستيراد القطن الشعر، والاكتفاء بإجراء التبخير الكيماوي مرة واحدة فقط.
من جانبه أشار الدكتور أحمد مصطفى، رئيس القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس، إلى أن تجربة زراعة القطن قصير ومتوسط التيلة فشلت فى غرب المنيا، حيث تم زراعة 3 آلاف فدان، وفشلت نتيجة الظروف الجوية الصعبة هناك، حيث كانت الزراعات فى جو مفتوح وأتربة وعواصف، وبالتالى نحن مع تطبيق تجربة جديدة لزراعته ونأمل أن تنجح بما ينعكس بصورة ايجابية .
اشاد رئيس القابضة بالجهود الكبيرة لوزير قطاع الاعمال العام الذى يتابع ملف القطن وتطوير الشركات بصورة يومية وهو ما حقق نجاحا كبيرا خلال تجربة استلام الاقطان فى محافظتى بنى سويف والفيوم العام الماضى .
أوضح انه سيتم البدء فى تدشين 4 محالج جديدة بالاتفاق مع شركة باجاج الهندية التى نفذت محلج الفيوم، تزامنا مع خطة استلام القطن بالاليات الجديدة بدء من الموسم الجديد.
أشار المهندس أشرف بدوى خبير غزل ونسيج إلى أهمية استغلال الفرصة الحالية فى ظل توقف الأوضاع فى الصين وفى دول شرق اسيا نتيجة أزمة كورونا ، وبالتالى يمكننا الدخول بقوة للسوق العالمى الذى تستحوذ الصين على نسبة 30% منه ،لافتا أن مصر قادرة على ذلك من خلال المجمعات الجديدة ومن خلال التكنولوجيا الجديدة .
أضاف إنه لابد أن ندرك أن الهند منافس قوى لنا أيضا ، فهناك 35 مليون عامل فى صناعة الغزل والنسيج لديها وعدد مرادن الغزل تصل لنحو 43.1 مليون مردن فى 1900 مصنع منها 18% قطاع خاص والباقي ما بين قطاع عام بجانب 2500مصنع نسيج و 4135 مصنع وتبلغ صادراتها من المنسوجات 55 مليار دولار وفق احصائيات معلنة .
وحول تجربة زراعة القطن قصير التيلة، أشار أشرف بدوى أن السودان جلبت أصناف جديدة من الهند وانتاجيتها ممتازة، وبالتالى يمكن تطبيق تجربتها، على الاقل لتوفير 140 مليون دولار واردات شهرية من الهند لمصر .