بعد أسابيع من الإغلاق لمواجهة تداعيات فيروس كورونا المستجد، بدأت الحياة تعود لطبيعتها فى مقاطعة خونان الصينية، ولم تقتصر الأمور على تخفيف القيود المفروضة فحسب، والتى توجب على الجميع الالتزام بالعزل المنزلى وإجراءات التباعد الاجتماعى فقط، بل عاد الطلاب الصينيون إلى المدارس والجامعات أيضًا مع الفتح الجزئى الذى شهدته بعض المدارس فى المقاطعة الصينية بعد السيطرة على وباء الفيروس التاجى.
وأعيد فتح بعض الكليات فى مقاطعة خونان، وسط الصين، بإجراءات وقائية كافية من الإصابة بالفيروس التاجى، وفى هذا الإطار وثقت وكالة «شينخوا» الصينية، بالصور يومًا دراسيًا للطلاب داخل كلية شيانجتان للطب والصحة المهنية، فى شيانجتان، بمقاطعة هونان، حيث أبرزت الإجراءات الصارمة للوقاية والحد من نمو «كوفيد 19».
ويظهر فى مجموعة الصور داخل كلية «شيانجتان» للطب والصحة المهنية، الطلاب وهم يسيرون فى الحرم الجامعى على مسافات متباعدة حرصًا على السلامة العامة والتزامًا بالقواعد المفروضة بعد إنهاء حالة الإغلاق، وداخل الفصل الدراسى، يجلس الطلاب على مسافات متباعدة، أيضًا، تطبيقًا لإجراء التباعد الاجتماعى الذى يعد أحد أبرز تعليمات منظمة الصحة العالمية للوقاية من المرض القاتل.
ومن بين الإجراءات التى التزم بها الطلاب، أيضًا، ارتداء الأقنعة الطبية «الكمامات» أثناء حضورهم الفصل الدراسى، حتى لا تنقل العدوى بين الطلاب حال إصابة أحدهم دون أن يعلم، إضافة إلى هذا فإنه فور وصول الطلاب للحرم الجامعى، فإن عمال التطهير يستقبلونهم على الباب الخارجى لتطهير أمتعتهم بصورة جيدة للقضاء على احتمال لنقل الفيروس التاجى إلى الداخل، كما أن الطلاب يشترون وجباتهم من مطاعم توفر أقصى درجات الوقاية كى لا ينقل المرض إليهم، حيث يرتدى العمال فى المطاعم «كمامات»، وقفازات يد، حفاظًا على النظافة العامة.
ومع نهاية اليوم الدراسى، فإن الطلاب ساكنو المدن الجامعية فى المقاطعة الصينية، ينشرون أغطية الأسره «لحاف» والملابس فى الهواء الطلق حتى تحصل على التهوية اللازمة، كما أن العمال يتابعون أعمال التنظيف والتطهير داخل الفصول الدراسية بتعقيمها مجددًا عقب مغادرة الطلاب.
ولم تكن الجامعات الصينية وحدها التى بدأت فى فتح أبوابها أمام الطلاب، لكن وسط إجراءات وتدابير احترازية شديدة، عاد التلاميذ إلى المدارس فى الصين وتحديدا مدينة ووهان التى انتشر منها فيروس كورونا الجديد "كوفيد 19" بعدما اضطروا إلى التعلم عن بعد، منذ ما يقرب من أربعة أشهر بسبب تفشى الفيروس الجديد.
ووفقا لمقطع فيديو، تم تداوله عبر منصات التواصل الاجتماعى، شوهد التلاميذ وهم يرتدون الكمامات ويخضعون للفحص الحرارى والتعقيم عند دخول المدرسة، فى إجراء وقائى للتأكد من سلامتهم، وقامت المؤسسات التعليمية بتعقيم جميع الفصول، من أجل وقاية التلاميذ من عدوى محتملة، كما تم الإبقاء على مسافة الأمان بين الطاولات.
وعاد أكثر من 50 ألف طالب فى مدينة ووهان الصينية إلى المدرسة، فى ظل إجراءات احترازية عديدة منها الحفاظ على مسافة البعد الاجتماعى وحواجز شفافة على المكاتب وقياس درجات الحرارة، وذكرت جريدة الديلى ميل البريطانية، أن الطلاب ذهبوا إلى فصولهم الدراسية، مرتدين أقنعة ويمشون فى اتجاه محدد بعد تمريرهم أمام الماسحات الحرارية لقياس درجات الحرارة.
وأوضح التقرير، أن السلطات الصينية اتخذت سلسلة من الإجراءات الوقائية لوقف انتشار العدوى، بما فى ذلك إعطاء أقنعة الوجه ووضع حواجز بلاستيكية على مكاتب لحماية التلاميذ من رذاذ زملائهم الآخرين.
وتابع التقرير، أن الطلاب عادوا إلى أكثر من 121 مدرسة أمام السبورات والعروض الرقمية للمرة الأولى منذ أن أغلق المسئولون المدينة فى 23 يناير لاحتواء الوباء، فيما نشر مستخدمًا واحدًا لـشبكة Weibo الصينى التى تشبه تويتر، قائلاً: «المدرسة تفتح أخيراً.. هذه هى المرة الأولى التى أشعر فيها بسعادة كبيرة للعودة إلى المدرسة، على الرغم من أننى يجب أن أقوم بإجراء اختبار شهرى».