«تخفيف الإغلاق» يضع جونسون في مرمى الانتقادات بسبب كورونا
الأربعاء، 13 مايو 2020 11:30 ص
حظى رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون بحالة واسعة من التعاطف من قبل الشعب البريطاني عقب إصابته بفيروس كورونا التاجي «كوفيد 19»، خاصة بعد ظهورة وهو داخل المستشفى بالعناية المركزة، وزادت بعد قدوم مولوده الجديد من خطيبته كارى سيموندز بعد أيام قليلة من عودته إلى قيادة الحكومة البريطانية عقب تعافيه، لكن هذه الحالة الإيجابية من المشاعر تجاه جونسون تبددت، وحلت محلها الانتقادات الشديدة والضغوط المتزايدة على جونسون بعد إعلانه عن «خارطة الطريق» لعودة الاقتصاد وفتح البلاد، على الرغم من أن بريطانيا تسجل أعلى معدلات الوفيات بأوروبا.
وتضمنت خطة جونسون عودة المدارس بحلول الشهر المقبل إذا سمحت بيانات كورونا بذلك، وبدء عودة أعداد كبيرة من المواطنين لأعمالهم.
ودافع رئيس الوزراء البريطانى عن «خريطة الطريق» التى وضعها لتيسير القيود المفروضة على بلاده بسبب تفشى فيروس كورونا المستجد، بحسب ما ذكرت صحيفة إندبندنت، وقال إن هذه الإجراءات مجرد «خطوات صغيرة»، وحذر بأن الحكومة مستعدة لإعادة فرض إجراءات السيطرة في حال ظهور أي مؤشرات على ارتفاع معدل انتقال الفيروس مرة أخرى.
كما تشمل خطة جونسون نظام التحذير الجديد المكون من خمس مراحل، والذى يشبه الخطة المستخدمة للإعلان عن مستويات التهديد الإرهابى، وسيم استخدامها لتحديد الخطر الذى يمثلها لفيروس وتشجيع تبنى الرأى العام للقواعد. وسيتراوح الإنذار من المستوى الأول الأخضر إلى المستوى الخامس الأحمر. فمن المتوقع أن تظل إنجلترا فى معدل الانتقال من المستوى الرابع، ثانى أعلى المستويات خطورة، إلى المستوى الثالث، وهو ما يشير إلى أن معدل العدوى لا يرتفع بشكل كبير.
ويتخلى جونسون عن شعار الحكومة السابق «ابق فى المنزل، احم خدمات الصحة الوطنية، أنقذ الأرواح»، مع محاولته لإعادة فتح قطاعات من الاقتصاد بحذر، وذلك بعد تحذير بنك إنجلترا من أن البلاد فى طريقها لتواجه الركود الأكثر عدة على الإطلاق، لكن صحيفة «الجارديان» البريطانية انتقدت خطة رئيس الحكومة لرفع الإغلاق، وقالت إن الرسائل المتناقضة والفشل فى ضم الأطراف الرئيسية يقوض خطط جونسون لما بعد الإغلاق من البداية.
وقالت الصحيفة فى بداية افتتاحيتها، الثلاثاء، إن جونسون بحاجة عاجلة إلى اكتشاف مزايا بناء التوافق الذى كان غائبا عن سياسات المحافظين طوال أكثر من 30 عاما، وذلك بعد أيام قليلة فوضوية من الرسائل المختلطة والتأكيدات المشوشة.
ففى كلمته أمام البرلمان، قال جونسون إن البلاد فى معركتها مع وباء كورونا قد بدأت النزول من الذروة، لكن الرحلة وصلت إلى اللحظة الأكثر خطورة. فمع فتح أجزاء أساسية من الاقتصاد، فإن الخطر القاتم بمجئ موجة ثانية من الإصابات حقيقى. وفى ألمانيا، التى خففت بشدة إجراءات الإغلاق الأسبوع الماضى، يبدو أن معدل تكاثر الفيروس قد تسلل مرة أخرى.
وكما قال السير كير ستارمر، زعيم حزب العمال لرئيس الحكومة بأن الوضوح والطمأنينة من الحكومة أمر حيوى فى مثل هذه الظروف، حيث يتم حشد الجهود للانتقال إلى الوضع الطبيعى الجديد، فإن جونسون لم يقدم أيا منهما. بل إنه جعل التحدى الجماعى أكثر صعوبة من خلال عزل المنظمات والمؤسسات التى ينبغى أن تكون شركاء أساسيين فى التفاوض فى الطريق إلى الأمام.
وتابعت الصحيفة قائلة إنه كان من الخطأ أن تعرف الوزيرة الأولى لاسكتلندا من الصحف بخطة جونسون لاستبدال شعار "ابقوا فى المنزل" برسالة ابقوا متأهبين، ، مع التأكيد على تشجيع الناس للعودة إلى العمل. ورفضت ستروجين الخطة سريعا ووصفتها بأنها كارثية لاسكتلندا فى ظل معدل الإصابات الحالى، كما أن ويلز التزمت أيضا بالشعار الأول.
ودعت الصحيفة إلى ضرورة أن يقوم جونسون بإشراك المنظمات والنقابات المختلفة فى خطته، وقالت إن هذا الأمر لن يكون سهلا بالتأكيد، فرئيس الوزراء يواجه أزمة صحة عامة وكارثة اقتصادية ناشئة عليه التعامل معهما، وهو توازن خطير وحساس. لكن لا يكفى التذرع بالفطرة السليمة لبريطانيا العظمىـ ويأمل أن ينجح كل شئ. وتحتاج البلاد إلى إستراتيجية ما بعد الإغلاق التى يمكنها أن تفهمها وتتحد حولهما، وهو مالم يقدمه جونسون حتى الآن.