كورونا يرفض الرحيل من المتعافين بسلام: مخاطر ما بعد التعافي ترعب الأطباء
الأربعاء، 13 مايو 2020 10:00 ص![كورونا يرفض الرحيل من المتعافين بسلام: مخاطر ما بعد التعافي ترعب الأطباء كورونا يرفض الرحيل من المتعافين بسلام: مخاطر ما بعد التعافي ترعب الأطباء](https://img.soutalomma.com/Large/202004190447294729.jpg)
هل يمكن أن تستمر تأثيرات فيروس كورونا بعد حدوث التعافي؟ سؤال تبادر لذهن عدد كبير من الأطباء بعد وصول عدد المتعافين في العالم إلي 1.3 مليون شخص، حيث أكدوا أن الأدلة والبيانات المبكرة تشير إلى أن بعض الناجين من كورونا قد يجدون تأثيرات على المدى الطويل.
وفقاَ لموقع شبكة ABC News قال الدكتور شو يوان، أستاذ علم الأمراض في كلية الطب بجامعة شيكاجو، إن معظم المتعافين من إصابة خفيفة أو معتدلة من فيروس كورونا يجب أن يتعافوا بدون أي تأثير دائم أو طويل المدى، لكن المستقبل أكثر صعوبة للمرضى الذين يصابون بمضاعفات شديدة من كورونا.
من ناحيتها نشرت لصحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست الصينية تقريرا أفادت هيئة مستشفيات هونج كونج في مارس الماضى أنه ضمن مجموعة من 12 مريضًا تم شفاؤهم، حدث انخفاض سعة الرئة بنسبة 20 -30% في زيارات المتابعة مع الأطباء بعد شفائهم.
هؤلاء المرضى عانوا من اللهاث لاستنشاق الهواء عند المشى، كما كشفت عمليات المسح التي أجريت على رئة 9 مرضى علامات تلف في الأعضاء.
أما موقع (today) فقد أورد كلاما علي لسان لدكتور أميش أدالجا، خبير الأمراض المعدية في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي، لشبكة ABC News: الذي أكد أن نفس الشيء الذى سوف يحدث لك مع أي نوع من الأمراض الشديدة بما يكفي لإيصالك إلى وحدة العناية المركزة، في حين قال كل من أدالجا وشياو أن بعض المرضى المصابين بأمراض خطيرة قد لا يستعيدون وظائف الرئة الكاملة.
وأوضح الدكتور أدالجا: «سيكون الأمر مثل نزلة برد أو إنفلونزا ويعيشون حياتهم بمجرد أن يتعافوا في غضون أسبوع أو أسبوعين منه.. لكن الناجين من هذا النوع الشديد من المرض قد يواجهون صورة أكثر تعقيدًا، وليس فقط عندما يتعلق الأمر برئتيهم».
كيف تستمر الآثار طويلة الأمد بعد التعافي من كورونا؟
قال أدالجا إن مرضى فيروس كورونا الذين أصيبوا بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة - وهي إصابة في الرئة تهدد الحياة بسبب العدوى - وتعين إدخالهم إلى المستشفى في وحدة العناية المركزة من المرجح أن تكون لديهم عواقب طويلة الأمد.
وأشار إلى أن «هناك أشخاصًا سيصابون بالندوب في رئتيهم مما حدث وقد لا يمكن علاجه تمامًا». قد يحدث لهؤلاء المرضى انخفاض وظائف الرئة التي ستستمر، بما في ذلك انخفاض القدرة على ممارسة الرياضة التي تجعلهم يشعرون بضيق في التنفس.
قال أدالجا إن إعادة التأهيل القلبي الرئوي في مثل هذه الحالات قد تساعد في إعادة بناء القوة والقدرة لكن ليس بالشكل الكامل.
وجدت دراسة حديثة أن حوالي 20% من مرضى COVID-19 في الصين أصيبوا بأضرار في القلب أثناء دخولهم المستشفى. وحذرت الكلية الأمريكية لأمراض القلب من أن دراسة أخرى اكتشفت أن حوالي 16% من المرضى يعانون من عدم انتظام ضربات القلب، في حين أشارت تقارير أخرى إلى حالات فشل القلب الحاد، والنوبة القلبية والسكتة القلبية بعد الإصابة بالفيروس التاجي.
والأشخاص الذين يعانون من شكل حاد من المرض يمكن أن يصابوا أيضًا بالتهاب عضلة القلب وأحيانًا لا يتعافى تمامًا في الوقت الذي يخرجون فيه من المستشفى من الممكن أن تستمر هذه الحالة بطريقة ما. وقال أندرو فريمان، طبيب القلب أن "الرئتين والقلب متقاربتان بإحكام، لذا في بعض الأحيان عندما تكون الرئتان مريضتين، يمكن أن تتطور الشرايين الرئوي - التي تسبب التهابا أو مرضا أو سماكة في الجانب الأيمن من القلب.
وحذرت جمعية القلب الأمريكية من أن الأمراض الفيروسية تؤدي إلى زعزعة استقرار البلاك في الشرايين، مما قد يؤدي إلى انسدادها ويعرض المرضى لخطر الإصابة بنوبة قلبية.
لم تثبت الأبحاث وجود أي تاثير لهذا الفيروس علي الكلي ممن يعانون من عدوى خفيفة إلى معتدلة، ولكن شوهدت تشوهات في الكلى في 25-50 % من المرضى الذين يصابون بالنوع الحاد من كورونا، وفقًا للجمعية الدولية لأمراض الكلى. هؤلاء المرضى ذوى الحالات الشديدة لديهم المزيد من البروتين وخلايا الدم الحمراء في البول، وحوالي 15% منهم يعانون أيضًا من انخفاض في وظيفة الترشيح بالكلى.
وقال أدالجا إن الفيروس التاجي الجديد «هو كائن معدي ويمكن أن يؤدي إلى سلسلة من التغيرات المناعية التي تؤدي إلى الإنتان أو تعفن الدم، ويتسم الإنتان باختراقه أنظمة متعددة من الأعضاء، كما يمكن أن يصاب بعض الأفراد المصابين بإنتان الدم بإصابات حادة في الكلى». وأشارت الجمعية الدولية لأمراض الكلى إلى أن التأثير الصحي طويل المدى لفيروس كورونا على الكلى غير معروف بعد.
الدماغ والصحة النفسية
كلما طالت فترة بقاء المرضى في وحدة العناية المركزة، زاد احتمال تعرضهم للآثار المعرفية طويلة الأمد مثل: الهذيان وعدم القدرة على التفكير، وهو ما يطلق عليه الأطباء «متلازمة ما بعد العناية المركزة»، أو هذيان ما بعد وحدة العناية المركزة وهو نوع من الإجهاد اللاحق للصدمة.
وقالت الدكتورة آمي بيلينجهاوزن، الزميلة الرئوية والعناية الحرجة وطب النوم في جامعة كاليفورنيا ، سان دييجو ، لشبكة NBC News: «غالبًا عندما يخرج المرضى من وحدة العناية المركزة، فإنهم يكافحون حقًا للتفكير بوضوح كما فعلوا من قبل».
فيما كشف الدكتور كينيث تايلر، رئيس قسم الأعصاب في كلية الطب بجامعة كولورادو، إن فيروس كورونا يمكن أن يغزو الجهاز العصبي المركزي، لذلك فمن المنطقي أن يكون لـ COVID-19 مظاهر عصبية، وهو ما ظهر في 36% من 214 مريضًا في الصين، بما في ذلك الدوخة والصداع والطعم وضعف الشم وليس من الواضح إلى متى تستمر.