عبد الرحمن الشافعي.. قصة طبيب صارع «كورونا»
الإثنين، 11 مايو 2020 04:17 مصابر عزت
شاب في مقتبل العمر لم يكترث للأخطار التي تحدق به على الرغم من كونه أب لطفلين لما يتجاوزا الحلم، إلا أنه حمل على عاتقه قسم الطبيب المدافع عن المرضى، وفي زمننا الحالي ضد وباء لا نراه بالعين المجردة لكن قادر على الفتك بالجميع. أنه الطبيب عبد الرحمن الشافعي. أخصائي العناية بمستشفى الأحرار في الزقازيق.
«الرجاء يا أهل بلدي الكرام.. أنا اتأذيت وأنا أؤدي واجبي تجاه وطني في مكان عملي.. فاستوصوا بأهلي خيرا ولا تجرحوهم ولو بكلمة».. بتلك الكلمات تتوج «الشافعي» على عرش موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» كمدافعا عن البشرية ضد الفيروس اللعين.
«كورونا» كان قد نال من الطبيب الشاب، صاحب الثلاثين ربيعا، وجعل من مستشفى «تمى الآمديد» مسكنه الجديد، يحاول فيه استعادة قواه التي خار جزء منها أثناء مواجهة المرض، ليعود من جديد للصفوف الأولى في قتال الفيروس اللعين- حسب تصريحات صحفية له.
قبل سكنه مستشفى «تمى الآمديد»، بعدة أيام، كان الطبيب عبد الرحمن الشافعي. أخصائي العناية بمستشفى الأحرار في الزقازيق، يعلم بأنه يقدم عمل وخدمة جليلة للوطن، فقد أكدت عدة مرات عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه لن يدخر جهدا في مواجهة الفيروس اللعين.
إلى أن جاءت اللحظة الحاسمة.. قول «الشافعي»، قبل الانتقال لمسكني الجديد، استقبلنا حالة مصابة بفيروس كورونا بمستشفى الأحرار بمدينة الزقازيق، ذلك أثناء قيامه بعمله ذلك اليوم كنائب إداري بالاستقبال في المستشفى.
ويضيف أخصائي العناية بمستشفى الأحرار في الزقازيق، أن الفريق الطبي تأكد من إصابة المريضة بالفيروس، متابعا: «اتخذت قرار وعدد من زملائه بعزل أنفسنا ذاتيا داخل منازلنا تحسبا لانتقال العدوى لنا».
ويتابع: «أصعب اللحظات التي مرت عليٌ كانت مع بداية ظهور الأعراض، بعد 3 أيام من العزل، وعلى الرغم من عزل نفسي داخل غرفه بمفردي، إلا أنني شعر بالخوف على عائلتي».. ربما لم تكن فترة العزل في المنزل كبير، إلا أن الخوف قد يجعلها سنوات، خاصة وأن عائلته كاملة تقطن في ذات المنزل والمكونة من: «أب، أم، شقيقة، زوجة، طفلين».
يروي «الشافعي»، كان اليوم الأول لي في مستشفى العزل أصعب أيام حياتي، فقد كنت خائفا على عائلتي أن يكون المرض قد تسلل إليهم خلسة، إلى أن خضعت عائلتي للفحوصات الخاصة باكتشاف فيروس «كورونا»، وثبتت سلبيتها.
الطبيب الشاب، صاحب الثلاثين ربيعا، بدأ معركة جديدة مع المرض، فمن اكتشاف المرض، والتعامل مع المصابين بشكل مباشر، تحول دور «الشافعي»، لصراع جديد بينه وبين الفيروس اللعين، يحاول خلال التغلب على الوباء الذي أصاب الكثيرين حول العالم، وقتل العديد من البشر.
جنود كثر في مستشفى «تمى الآمديد»، ساعدوا «الشافعي»، في رحلت التغلب على الفيروس اللعين، يقول الطبيب الشاب: «القائمين على المستشفى هم السبب الرئيسي في التغلب على الفيروس وعودتي للحياة الطبيعية، فقد شهدت اهتمام وتفاني في العمل يؤكد حرص جيش مصر الأبيض على المواطنين»، لافتا إلى أن الخدمات التي حصل عليها، هي ذاتها التي تقدم لكافة المرضى دون استثناء.
وروى تفاصيل قضاء يومه داخل المستشفى قائلا: «نستيقط الساعة الثامنة صباحا ويتم الكشف يوميا على جميع المرضى وإعطائهم الأدوية كما تتم اعمال التعقيم على مدار اليوم». مضيفا أنه يتم تقديم وجبات «الإفطار والغداء والعشاء» في مواعيد منتظمة بالإضافة لوجبات خفيفة بين الفترات.
ويقول: «عمرنا ما قصرنا، ولا هنقصر في حق أهلنا وبلدنا اللي بنحبها»، مشيرًا إلى أن الأطباء والممرضين والفنين وغيرهم، لن يدخروا جهدًا في علاج المرضى، خاصة مصابي فيروس كورونا رغم من إمكانية تعرضهم للعدوى، باعتبار أن هذا واجبهم ولن يتخلوا عنه.
كان الدكتور عبد الرحمن الشافعي، قد خرج من العزل الطبي بمستشفى «تمى الامديد»، المخصصة للعزل الطبي، (9 مايو 2020)، بعد تعافيه من فيروس الكورونا، كان «الشافعي» قد خضع للعزل المنزلي ضمن 5 أطباء آخرين واثنين من التمريض واثنين من العمال بعد مخالطتهم لحالة مصابة في المستشفى وفي وقت لاحق تبين إصابته.