توفي في ذكرى ميلاده.. قيثارة السماء قارئ قرآن لا يهان

الأحد، 10 مايو 2020 12:45 ص
توفي في ذكرى ميلاده.. قيثارة السماء قارئ قرآن لا يهان
الشيخ محمد رفعت
كتبت: إيمان محجوب

ظل العالم العربي والاسلامي لثلاث عقود لا حديث له في المناسبات الدينية سوي صوت الشيخ محمد رفعت، وهو يقرأ القرآن الكريم، حتى لقبوه بـ "قيثارة السماء" و" هبة الله للأرض".
 
ذاع صيت الرجل الذي تربي يتيماً وعاش كفيفاً لا يملك شيء سوي صوته الذي وهبه لقراءة القرآن الكريم، حتي قال البعض إن القرآن الكريم لا يسمع إلا بصوت الشيخ محمد رفعت، بعدها ولحكمة لا يعلمها إلا الله، أصيب الشيخ رفعت أثناء إحياءه بعض الليالي من عام 1943 بزغطة مستمرة كانت تقطع عليه تلاوته، فتوقف عن القراءة وتم تشخيص حالته المرضيه بورم في الحنجرة.
 
تساءل البعض كيف لقاريء القرآن أن يصاب بمرض في حنجرته، وهو من عاش يقرأ كتاب الله، فكان رده: إنها حكمة الله وكان يقول لماذا ابتلي الله سيدنا محمد في أولاده كما ابتلي غيره من الأنبياء كأيوب وزكريا ويحيى وعيسي وموسي.
 
ظل الشيخ محمد رفعت صابراً محتسباً حتى صرف على مرضه كل ما يملك، وكان عفيفاً درجة أنه اعتذر عن قبول مبلغ خمسين ألف جنيه، جمعت كتبرع له لعلاجه على الرغم أنه لم يكن يملك تكاليف العلاج، وكان جوابه كلمته المشهورة: "إن قارئ القرآن لا يهان".
 
وفي مثل هذا اليوم عام ١٨٨٢ ولد الشيخ محمد رفعت  بحي المغربلين بالقاهرة، وفقد بصره وهو في سن الثانية من عمره وبدأ حفظ القرآن في سن الخامسة، عندما أدخله والده الذي كان يعمل مأموراً بقسم شرطة الجمالية كُتاب بشتاك الملحق بمسجد فاضل باشا بدرب الجماميز بالسيدة زينب وكان معلمه الأول الشيخ محمد حميدة وأكمل حفظ القرآن ودرس علم القراءات والتجويد لمدة عامين على يد الشيخ عبد الفتاح هنيدي صاحب أعلى سند في وقته ونال اجازته.
 
بعدما توفي والده وهو في سن التاسعة من عمره وجد الطفل اليتيم نفسه مسئولاً عن أسرته  وأصبح عائلها الوحيد بعد أن كانت النية متجهة إلى الدراسة في الأزهر، فبدأ وهو في الرابعة عشر من عمره يحيي بعض الليالي في القاهرة  والاقاليم بترتيل القرآن الكريم.
 
كما تولى القراءة بمسجد فاضل باشا بحي السيدة زينب سنة ١٩١٨، حيث عين قارئاً للمسجد وهو في سن الخامسة عشرة، فأعجب الناس بصوته ونال محبتهم، وكان النحاس باشا والملك فاروق يحرصون على سماعه.
 
واستمر يقرأ في المسجد حتى اعتزاله من باب الوفاء للمسجد الذي كان سببا في شهرته وافتتح بث الإذاعة المصرية سنة 1934 التي تعاقدت معه من أول افتتاحها  في رمضان كان يتلو تلاوتين يومياً على الهواء لذلك ارتبط صوت الشيخ محمد رفعت في وجدان أجيال كثيرة بشهر رمضان الكريم.
 
وفارق الشيخ محمد رفعت الحياة في 9 مايو عام 1950 في نفس يوم مولده بعد صراع مع المرض استمر لسبع سنوات ودفن بجوار مسجد السيدة نفيسة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق