مأساة جديدة يعيشها العمال الأجانب في قطر، حيث يتوسلون للحصول على الطعام في الوقت الذي تزداد فيه حالات الإصابة بفيروس كورونا في الإمارة.
وبحسب صحيفة "جارديان" البريطانية تتزايد حالة اليأس والخوف بعدما أصبح آلاف العاملين بدون عمل أو مال وبدون مخرج.
ونقلت جارديان عن العمال الأجانب ذوي الأجور المتدنية في قطر، التي تعد واحدة من أغنى دول العالم، أنهم أجبروا على التسول للحصول على الغذاء، حيث إن التداعيات الاقتصادية لوباء كورونا تتسبب في خسائر مدمرة بعد زيادة تفشي المرض، حيث شهدت إصابة واحد بين كل أربعة أشخاص بالفيروس.
وقالت الجارديان إن أكثر من 20 مقابلة أجرتها مع العمال فى مواقع بناء منشآت كأس العالم، تحدثوا فيها عن إحساس متزايد باليأس والإحباط والخوف. وقال كثيرون منهم للجارديان أنهم أصبحوا فجأة بلا عمل وبدون وسيلة أخرى لكسب العيش. فيما قال آخرون أنهم يائسون لكن غير قادرين على العودة إلى وطنهم. بعضهم أجبر على التسول للحصول على الطعام من أرباب عملهم أو الجمعيات الخيرية.
وقال رفيق، عامل نظافة من بنجلاديش فقد عمله فى مارس، إنه لم يعد لديه الكثير من الطعام، فقط بعض الأرز والعدس. سيبقى معه لأيام قليلة. فماذا يحدث عندما ينتهى هذا الطعام؟
وتقول الجارديان إن قطر، التى يوجد بها أكثر من مليونى من العمال الأجانب قد أصبح لديها الآن واحدا من أعلى معدلات الإصابة للفرد فى العالم بحوالى 18 ألف حالة بين 2.8 مليون فقط من السكان. و25% من الذين جاءت نتائج اختباراتهم إيجابية الأسبوع الماضى، والغالبية العظمى من الأجانب.
ولفتت الجارديان إلى أن تكاليف المعيشة زادت صعوبة بسبب قرار الحكومة القطرية فى منتصف الشهر الماضى الذى يسمح للشركات التى توقفت عن العمل بسبب قيود كورونا فى وضع العاملين لديهم فى إجازة غير مدفوعة أو إنهاء عملهم. ورغم قول الحكومة أن الطعام والسكن مكفول، لكن عادة ما يتم ترتيبه من قبل أصحاب العمل، لكن شهادات العمال تشير فى بعض الحالات إلى أن هذا لا يحدث.
وقالت خبيرة تجميل فلبينية وصلت إلى قطر قبل شهرين إنها لم تتقاض سوى نصف أجرها وتم تسريحها الآن. وقالت إن رئيسها يقول إنه لا يملك مالا، لكن ماذا عن عائلتها فى الفلبين، فهم بحاجة لأموال، كيف يمكن أن أحصل على الطعام، لا أحد يمنحنا، فمديرى لا يقدم الطعام.
ولفتت الجارديان إلى أن من أكثر الأشخاص تضررا العمال غير الموثق ومن جاءوا بما يسمى تأشيرات حرة، والذين يعتمدون على البقاء لفترة قصيرة أو العمل المؤقت دون وجود صاحب عمل منتظم يقدم الطعام والإسكان.
وقال سعيدول، وهو مصمم ديكور من بنجلاديش يعمل بتأشيرة حرة، إنه بدون عمل منذ منصف مارس. وأنفق كل مدخراته واقترض المال من الأصدقاء والأقارب من أجل الطعام والإيجار، ومن الصعب جدا الاستمرار بدون عمل وقال إنه ليس خائفا من كورونا، لكن المشكلة انه لا يوجد عمل.
كما أن العاملات بالمنازل معرضات للخطر بشكل خاص حيث قالت مجموعة من العاملات بالمنازل من نيبال يعملن بالمنازل طوال اليوم ويعدن لغرفهن ليلا إنهن أصبحن معدمات بعد رفضهن الانتقال مع العائلات اللاتى يخدمنها خوفا من الفيروس ومن التعرض لاعتداءات. وردا على ذلك، قالت النساء إن الشركة اللاتى توظفهن أجبرتهن على التوقيع على ورقة تفيد بأنها لم تعد مسئولة عن رواتبهن وحصلن منذ أوائل مارس على 100 ريال قطرى فقط.