بعد رقص وتطبيل إعلام أردوغان.. بريطانيا تكشف "فساد" الملابس الوقائية التركية
الخميس، 07 مايو 2020 11:32 ص
لم تمر أسابيع قليلة على إعلان تركيا إرسال شحنة "كبيرة جداً" من معدات الوقاية الشخصية لدائرة الصحة الوطنية البريطانية، وما صاحبه من ضجة إعلامية على القنوات التركية والقطرية وحديث عن الكرم التركي، حتى فضحت اليوم صحيفة ذا جارديان القصية وأكد أن كل الشحنة حجزت في نهاية المطاف قبل دخولها إلى المملكة المتحدة بعد اكتشاف أنها غير صالحة ولا تتوافق مع المعايير الصحية.
ووسط تحذيرات شديدة في بريطاتيا من نقص معدات الحماية الشخصية للعاملين الصحيين بالتزامن مع انتشار فيروس كورونا المستجد، قرر الرئيس التركي إرسال شحنة من البدل الواقية البالغ عددها 400,000 ألف قطعة، لكن وفق تقرير الصحيفة البريطانية فأن هذه الشحنة كلها كانت تالفة.
وأكدت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية البريطانية، مساء الأربعاء، أن هذه المواد محتجزة فى منشأة بالقرب من مطار هيثرو. ومن المقرر إعادة الشحنة إلى تركيا حيث يعتزم المركز السعي إلى استرداد الأموال، كما فعلت في حالات مماثلة في الماضي.
وجاء إعلان وزير المجتمعات المحلية، روبرت جينريك، عن الشحنة في 18 أبريل في الوقت الذي حذرت فيه النقابات والهيئات المهنية من أن موظفي دائرة الصحة الوطنية قد يرفضون العمل بدون معدات الوقاية الشخصية.
وكانت شبكة قناة الجزيرة وعدد من القنوات التابعة لتركيا والموالية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، احتفت بإرسال تركيا شحنة للوقاية الطبية إلى مملكة المتحدة، محاولة تجميل وجه الإدارة التركية في التعامل الإنساني مع دول العالم في ظل الأزمات.
وقال جينيريك في مؤتمر صحافي إنه يتعين "طمأنة العاملين في مجال الرعاية الصحية، وأننا نبذل كل ما في وسعنا لتصحيح هذه القضية"، قائلا إنهم سيحصلون على المعدات التي "يحتاجونها ويستحقونها".
ووصلت أول طائرة محملة بمعدات الوقاية الشخصية في 22 أبريل، ولكن في اليوم التالي أفادت التقارير بأن "أقل من عشرة" من الطلبية قد وصلت. والآن من المتوقع أن تُعاد جميعها.
وفي الأيام القليلة الماضية، كشفت دراسة استقصائية للجمعية الطبية البريطانية أن ما يقرب من نصف الأطباء في إنجلترا قد حصلوا على معدات الحماية الشخصية الخاصة بهم أو اعتمدوا على التبرع عندما لم يكن أي منها متاحا من خلال القنوات العادية.
وقال متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية: "هذا وباء عالمي حيث تشتري العديد من البلدان معدات الوقاية الشخصية، مما يؤدي إلى نقص في جميع أنحاء العالم، وليس فقط في المملكة المتحدة".
وأضاف: "نحن نعمل ليلاً ونهاراً للتزود بمعدات الحماية الشخصية دولياً ومحلياً، وجمعنا بين دائرة الصحة الوطنية والصناعة والقوات المسلحة لإنشاء شبكة توزيع شاملة لمعدات الوقاية الشخصية لإيصال الإمدادات الحيوية إلى خط المواجهة".