على الرغم من الإشادة التى حظى بها إعلان جو بايدن، المرشح الديمقراطى المفترض فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، بأنه سيختار امرأة تترشح معه على منصب نائب الرئيس، إلا أن الخطوة على ما يبدو تثير انقسامات داخل الحزب الديمقراطى بشأن طبيعة تلك المرأة التى سيختارها، وهل ينبغى أن تكون من ذوات الأصول الأفريقية، أم ذات اتجاهات ليبرالية.
وتقول صحيفة واشنطن بوست إن بايدن يواجه ضغوطا متصاعدة من الأفرع المتنافسة فى حزبه وهو يواجه أحد أهم القرارات المتعلقة بترشحه للرئاسة، وهو اختيار من بترشح لمنصب نائب الرئيس.
فقد انضم الديمقراطيين السود إلى محاولة مركزة لحث نائب الرئيس السابق على اختيار امرأة من أصول أفريقية لتكون مرشحة لمنصب نائب رئيس، فى حين أن بعض الجماعات الليبرالية والنشطاء الذين طالما ربطتهم علاقة عدائية مع المرشح المفترض، يضغطون عليه لاختيار امرأة ليبرالية.
وكانت ستاسى ابرامز، الديمقراطية البارزة المرشحة لحكم ولاية جورجيا سابقا صريحة للغاية بقولها إنها ستقبل المنصب، فى حين تبنت السناتور كامالا هاريس اتجاها معاكسا، وظلت بعيدة فى الوقت الذى يدافع عنها فيه آخرون.
ويدعم بعض الليبراليين اختيار السيناتور اليزابيث وارن التى تفوقت آخرين على اليسار، لكن أدائها فى السباق التمهيدى لم يكن جيدا مثل السيناتور بيرنى ساندرز. وقد رفض ساندرز دعم وارن على الرغم من تحالفهما الإيديولوجى، بحسب ما قال ثلاثة أشخاص مطلعين على المحادثات مع بايدن رفضوا الكشف عن هوياتهم.
وتقول واشنطن بوست إن هذا التدافع يأتى فى لحظة حرجة لبايدن الذى يواجه اتهامات باعتداء جنسى على موظفة سابقة لديه فى التسعينات، مما يهدد قطاع عريض من المؤيدين ممثلا فى النساء. وقد نفى بايدن هذه الاتهامات، لكن طلب من بعض المرشحين المحتملين لمرافقته فى الانتخابات الرد مما مثل اختبارا محرجا للولاء.
وترى الصحيفة إن قرار بايدن يمكن أن يتنبأ بالاتجاه الذى يعتقد أنه الأكثر أهمية للحزب الذى يقوده الآن، وأى أجزاء من الحزب يعتقد أنه يجب حشدها للفوز بالبين الأبيض.
وكان بايدن قد قال فى أواخر مارس الماضى إنه اتفق مع الرئيس السابق باراك أوباما على ضرورة أن يكون المرشح لمنصب نائب الرئيس له خبرة سياسية تسمح له بأن يصبح رئيس فى حال أصبح غير قادر على القيام بمهامه. وقال بايدن إن الأمر الأكثر أهمية وقد تحدث مع باراك بشأنه هو أن يكون هناك شخص يكون مستعدا بعد اختياره لكى يكون رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية لو حدث شيئا ما.
وبدون ذكر أسماء، قال بايدن للمانحين إن فريق يدرس على الأقل سبع سيدات. وعملية الاختيار التى وصفها مسئولو الحملة لقناة NBC News، بانها قوية وستبدأ فى غضون أسابيع.
وكان بايدن قد قال فى آخر مناظرة مع ساندرز فى مارس إنه يخطط لاختيار امرأة للترشح لمنصب نائب الرئيس فى حال أصبح هو المرشح الديمقراطى. وقال بايدن: "يجب أن يكونوا مستعدين".
وقال بايدن إنه يحتاج شخص يكون متوافقا معه فى السياسة ولا يريد شخص لديه رؤية مقيدة للولايات المتحدة ونفوذها المطلوب فى العالم، ويريد أن يتأكد أن اختياره ليس متناقضا بأى طريقة مع اتجاهه فى الرعاية الصحية أو التعليم.
ومن ضمن النساء التى ذكرهن بايدن كاختيارات محتملة للترشيح لمنصب نائب الرئيس، المرشحة السابقة لمنصب حاكم جورجيا ستاسى أبرامز وسيناتور ماسوشستس اليزابيث وارن، وأمى كلوبتشار سيناتور مينسوتا، وكامالا هاريس سيناتور كاليفورنيا، وكانت كل من هارس ووارت وكلوبتشار مرشحات فى السباق الديقمراطى قبل إعلان انسحابهن.