الفنان هشام سليم فتح القضية مجددا.. رحلة التحول الجنسي من نقابة الأطباء إلى العملية
الثلاثاء، 05 مايو 2020 02:24 مإيمان محجوب
تجدد طرح قضية التحول الجنسي في مصر والمشاكل التي تواجه المتحولين من جنس لأخر، بعد ما كشفه الفنان هشام سليم في تصريحات تليفزيونية عن إجراء ابنته لعملية تحول جنسي وأصبحت ذكرا بعد أن كانت أنثى واسمها الآن نور، قائلًا: "بنتي نورا بقت ابنى نور وربنا اللي عايز كده وهي بتتحول جنسيًا حاليًا، وأنا مستغربتش أبدا أنها تتحول جنسيًا لأنها من ساعة ما اتولدت وأنا كنت شايف إن جسمها ولد وكنت علطول بشك في الحكاية دي".
كما تحدث الفنان هشام سليم عن المشاكل التي تواجه ابنه نور مثل عدم موافقة مصلحة الاحوال المدنية تجديد البطاقة له لانه مدون فيةالسجلات انثي باسم نورا وفي الشكل رجل، إضافة إلى مشاكل المجتمع في تقبله بعد التحول وكذلك الاضطربات النفسية التي يعاني منها.
لكن كيف تبدأ عمليات التحول الجنسي في مصر وكيفية إجراؤها ومن أين تبدأ الرحلة؟
بدأ الاعتراف بعمليات التحول الجنسي بعد إعلان منظمة الصحة العالمية، في يونيو 2018، أن التحول الجنسي ليس اضطرابا عقليا، بل حالة صحية جنسية تصيب الجسد والنفس على حدٍ سواء.
وبعدما كانت عمليات التحول الجنسي في مصر مرفوضة تماما، أجازتها نقابة الأطباء، وسمحت بفتح غرف عمليات المستشفيات الحكومية لها، ولكن بعد اجراء العديد من الفحوصات الطبية، مثل تحليل هرمونات وغدد والكشف بالسونار علي منطقة الحوض والتي من شأنها أن تحسم مدى أهميه اجراء العملية من عدمه.
وتبدأ رحلة التحول جنسيا من نقابة الأطباء، تحديدًا لجنة تصحيح الجنس، التي تخضع الشخص الذي يريد التحول للعديد من الفحوصات الطبية، ثم تعرضه على طبيب مسالك وأمراض تناسلية، وصولًا إلى العلاج النفسي، الذي يستغرق عامين على الأقل.
وخلال تلك الفترة، إذا لم تتحسن حالة المريض، توافق اللجنة على إخضاعه للعملية الجراحية، بعد إجماع 7 أعضاء، هم "وكيل اللجنة، وأستاذ جينات ووراثة، وطبيب غدد صماء، وأستاذ ذكورة، واثنين من الأطباء النفسيين، وأستاذ فقه وشريعة"
وعن القضية، يقول الدكتور محمد عبد الرسول، أستاذ جراحة المسالك البولية والتناسلية بالقصر العيني، إن عملية التحول الجنسي تجرى لتصحيح الجنس، ويتم إجرائها في حالتين فقط: الجنس البيني، واضطراب الهوية الجنسية.
الجنس البيني يبدأ منذ الولادة
ويولد الطفل بأعضاء تناسلية ما بين الذكر والأنثى، كولادته بأعضاء ذكرية خارجية واحتواء جسمه من الداخل على أعضاء أنثوية كالرحم أو المبايض، لهذا يختلط على المحيطين تحديد جنسه.
وفي هذه الحالة لا بد من عرض الطفل على طبيب مسالك أطفال أو جراحة أطفال للخضوع للفحص الدقيق ثم يحول جنسيا بحسب ما هو متعارف عليه، وهذه الحالات يتم اكتشافها مبكرًا في السنوات الأولى من عمر الطفل حتى أن العملية التي يخضع لها تتم في تلك الفترة.
أوضح أستاذ التناسلية أن بعض الأهالي لا ينتبهون إلى اختلاف الأعضاء ويعتمدون على الشكل الخارجي فقط في تحديد النوع، ويدخل الطفل في دوامة التعرف على جنسه عندما تظهر عليه علامات البلوغ فيبدو عليه علامات الأنوثة، كنعومة الصوت ونمو الثديين، والعكس.. فإذا تم تحديدها كأنثى يظهر عليها عند البلوغ خشونة الصوت وغزارة نمو الشعر، وهؤلاء مرضهم عضوي ويحتاجون إلى عملية جراحية لتصحيح الجنس.
اضطراب الهوية الجنسية بسبب الأم
وهي الحالة الثانية التي يتم بسببها الخضوع لعملية التحول الجنسي وهي حالة مرضية يكون فيها المريض شكله الخارجي وتركيبه الداخلي ينتمي لجنس، ولكن مخه المسئول عن تحديد الهوية ينتمي لجنس آخر.
أوضح عبد الرسول أن التفسير العلمي لهذه الحالات ظهر من فترة قريبة، أي من حوالي 10: 15 سنة، ليكشف أن ذلك حدث نتيجة تناول الأم أثناء الحمل بذكر هرمونات أنوثة، أو العكس وصلت إلى الجنين من خلال المشيمة موضحا أن المخ المسئول عن تحديد الهوية الجنسية لدى الشخص هو آخر عضو يتم تكوينه في الجنين أي في أخر 3 شهور.
تظهر على المريض الأعراض واضحة عند البلوغ فيكون غير متقبل لشكل جسمه على الإطلاق، فضلا عن اضطراب مشاعره وانفعالاته التي تلائم جنسه.
هؤلاء المرضى يحتاجون إلى علاج نفسي لمدة عامين ليساعد المريض على ضبط مخه مع جسمه، وهنا يؤكد الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي أن هناك حالات تستجيب لذلك العلاج وتتقبل نفسها.
وأوضح عبد الرسول أن هناك حالات لا تتقبل نفسها على الإطلاق طوال العامين، لذا يتم اخبارهم بالعملية ومخاطرها لأن اجرائها يحرم المريض من الإنجاب كما أنه لا يتيح للشخص الرجوع إلى ما كان عليه من قبل وفي حال تقبله ينتظر عامين آخرين ليرى مدى تقبل المجتمع له، ومدى تقبله للوضع قبل إجراء العملية.