خسائر الشركات تتواصل.. كورونا يضرب الطيران العالمي في مقتل
الأحد، 03 مايو 2020 11:00 م
وسط استمرار القيود التى فرضتها دول العالم، وحظر حركة الطيران بين الدول، واصل قطاع الطيران حول العالم تأثره، بأزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، إذ تسببت التداعيات المتزايدة للفيروس فى تسجيل أكبر انخفاض لحركة المسافرين وخسائر فادحة لشركات الطيران.
وبحسب تقارير الاتحاد الدولى للنقل الجوى «إياتا»، فإن أزمة فيروس كورونا (كوفيد-19) قد تكبد شركات الطيران خسائر فى الإيرادات تصل إلى 314 مليار دولار فى العام الجاري، أو بمعدل 55% انخفاض بالمقارنة مع العام الماضى، وكشفت التقارير عن بيانات حركة المسافرين جواً لشهر مارس، والتى أظهرت انخفاضاً فى الطلب بنسبة 52.9% مقارنةً مع نفس الفترة من العام الماضي، مسجلاً أكبر انخفاض فى تاريخ القطاع، وذلك نتيجة إلى الإجراءات الحكومية المتخذة للحد من انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19).
وأكد التقرير أن حركة المسافرين الدوليين سجلت انخفاضاً بنسبة 55.8% قياساً بالنتائج المسجلة فى مارس 2019، وهى نتائج أسوء من تلك المسجلة فى فبراير بنسبة 10.3% على أساس سنوي، حيث سجلت جميع المناطق انخفاضاً فى نسب حركة المسافرين بواقع رقمين عشريين، وانخفضت السعة 42.8%، وعامل الحمولة بواقع 18.4 نقطة مئوية ليبلغ 62.5%.
كما سجلت شركات الطيران فى الشرق الأوسط انخفاضاً فى حركة المسافرين بنسبة 45.9%، وذلك بعد النمو المسجل فى فبراير والذى بلغ 1.6%، وانخفضت السعة بنسبة 33.5% وعامل الحمولة بواقع 13.7 نقطة مئوية ليبلغ 59.9%.
وكانت شركات الطيران فى منطقة أسيا والمحيط الهندى قد سجلت أكبر انخفاض فى شهر مارس وبواقع 65.5% على أساس سنوى فى حركة الركاب، وهى أكثر من ضعف الانخفاض المسجل فى فبراير والذى بلغ 30.7%. وانخفضت السعة بنسبة 51.4% وعامل الحمولة بواقع 23.4 نقطة مئوية ليبلغ 57.1%.
وانخفضت حركة المسافرين فى أوروبا إلى 54.3% على أساس سنوى فى شهر مارس، مع العلم أن حركة المسافرين فى فبراير سجلت استقراراً بالمقارنة مع العام الماضي، وانخفضت السعة بنسبة 42.9% وعامل الحمولة بواقع 16.8 نقطة مئوية ليبلغ 67.6%.
انخفضت حركة المسافرين لدى شركات الطيران فى أفريقيا إلى 42.8% على أساس سنوى خلال شهر مارس، وهو انخفاض كبير بالمقارنة مع النمو المحقق فى فبراير والذى بلغ 1.1%. وانخفضت السعة بنسبة 32.9% وعامل الحمولة بواقع 10.5 نقطة مئوية ليبلغ 60.8%.
وتوقع الاتحاد أن تنخفض إيرادات شركات الطيران خلال مارس الماضى حوالى 252 مليار دولار جراء التشديدات الكبيرة على السفر خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، أو ما يعادل 44% أقل بالمقارنة مع العام 2019. وأكد الاتحاد أن الأرقام الصادرة مؤخراً تعكس الآثار الكبيرة التى لحقت بالقطاع جراء الأزمة والتى جاءت نتيجة، القيود المشددة على الرحلات المحلية التى ستمتد خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، والتأثر العالمى للقطاع من بينها منطقة أفريقيا وأمريكيا اللاتينية (التى لم ينتشر فيها الفيروس بشكل كبير بالمقارنة مع غيرها من المناطق والتى من المتوقع أن تسجل معدلات أقل فى تحليلات شهر مارس) .
ومن المتوقع أن يسجل الطلب السنوى (المحلى والدولي) انخفاضاً بنسبة 48% بالمقارنة مع العام الماضي، بسبب ما يشهده العالم فى الوقت الراهن حالة من الركود الاقتصادى العالمي، إذ أن جائحة كورونا سيكون لها تأثيرات كبيرة خاصة فى الربع الثانى من العام حيث من المتوقع أن ينخفض الناتج المحلى العالمى بنسبة 6% علماً أنه انخفض بمعدل 2% فقط فى ذروة الأزمة الاقتصادية العالمية.
كما يؤثر معدل طلب المسافرين على الناتج المحلى الإجمالى مما يؤثر على انخفاض النشاط الاقتصادى فى الربع الثانى الذى بدوره سيخفض طلب المسافرين نسبة 8% فى الربع الثالث. وأكد التقرير زيادة قيود السفر المفروضة من آثار الركود الطلب على السفر، وأن الربع الثانى سيجل أكبر نسبة من هذا التأثير، ومع بداية شهر أبريل، سجلت عدد الرحلات على المستوى العالم انخفاضاً بنسبة 80% بالمقارنة مع 2019، وذلك بسبب قيود السفر المفروضة من الحكومات للتصدى إلى تفشى الفيروس، ويمكن أن تشهد الرحلات المحلية عودة جزئية فى بداية الربع الثالث عند رفع القيود بشكل أولي، إلا أن الرحلات العالمية ستكون معدلات عودتها أبطأ بسبب مواصلة الحكومات على فرض هذه القيود.
وبحسب التقرير، عادت حركة المسافرين فى الأسواق العالمية والمعدلة موسمياً إلى نفس المستويات المسجلة فى عام 2006، وانخفضت سعة شهر مارس (التى تُقاس بعدد المقاعد المتاحة فى الكيلومتر الواحد) بنسبة 36.2%، وانخفض عامل الحمولة بواقع 21.4 نقطة مئوية ليبلغ 60.6%.
و قال ألكساندر دو جونياك المدير العام والرئيس التنفيذى للاتحاد الدولى للنقل الجوى أن شهر مارس الماضى كان شهراً كارثياً لشركات الطيران التى كانت تتأثر بالتداعيات المتزايدة لفيروس كورونا (كوفيد-19) نظراً لإغلاق الحدود والقيود المفروضة على السفر، بما فى ذلك فى الأسواق المحلية، مؤكدا أن القطاع يملك حالياً حجم أسطول وموظفين مضاعف، والأسوأ من ذلك أننا نعلم بأن الوضع سيكون أكثر سوءاً فى أبريل وأن معظم الدلائل تشير إلى انتعاش بطيء.