توقع ألا يكون لارتفاع منسوب بحيرة فيكتوريا تأثير واضح في مصر .. وكيل أول وزارة الري: الدراسات لا تزال جارية
السبت، 02 مايو 2020 10:52 مسامي بلتاجي
نقلت وسائل إعلام عن وزير المياه والبيئة الأوغندي قوله بأن الأمطار الغزيرة التي بدأ هطولها في أغسطس 2019، رفعت منسوب المياه في بحيرة فكتوريا إلى نحو 13.4 مترا، وهو مستوى لم تشهده منذ 1964؛ وهو ما قد يؤدي إلى اقتلاع نبات البردي، وتكوين كتل ضخمة من الجزر العائمة من النبات، وهو ما يشكل خطرا على البنية التحتية لتوليد الطاقة الكهرومائية.
الحديث عن ارتفاع منسوب المياه ببحيرة فيكتوريا طرح تساؤلات حول إمكانية تأثير ذلك على المنسوب العام لمياه نهر النيل، من المنبع إلى المصب، ومدى استفادة كل من دولتي المصب، مصر والسودان، من ذلك الارتفاع.
من جانبه، قال الدكتور ضياء الدين القوصي، مستشار وزير الموارد المائية والري المصري الأسبق، ارتفاع منسوب المياه في بحيرة فيكتوريا، بالقدر المشار إليه، من شأنه أن يؤثر على مستوى مناسيب المياه على طول مجرى نهر النيل، خاصة مع التصرفات الزائدة التي ستسمح الحكومة الأوغندية بتصريفها من أمام السدود التي ارتفع أمامها المنسوب، حتى لا تمثل ضغطا على تلك السدود؛ وهي التصرفات التي يمكن أن ترفع المنسوب في النيل الأبيض وصولا إلى النيل الرئيسي.
وفي تصريح خاص لـ"صوت الأمة" أشار الدكتور ضياء القوصي إلى أن تأثير ارتفاع منسوب المياه في بحيرة فيكتوريا على بحيرة ناصر أمام السد العالي، فيتوقف على الدراسات التي ستقوم بها وزارة الموارد المائية والري، على حد قول مستشار وزير الري الأسبق.
وعلى ذلك، أكد الدكتور رجب عبد العظيم، وكيل أول وزارة الموارد المائية والري، أن الوزارة لا تزال في مرحلة الدراسة لمدى تأثير ارتفاع منسوب المياه في بحيرة فيكتوريا، على المنسوب في بحيرة ناصر، أمام السد العالي؛ وفي تصريح خاص لـ"صوت الأمة"، توقع وكيل أول وزارة الري ألا يكون لارتفاع المنسوب في بحيرة فيكتوريا تأثير واضح، خاصة وأن شهور الفيضان الموسمي لم تبدأ بعد، والتي تبدأ في يوليو وتبلغ ذروتها في أغسطس، من كل عام؛ إلا أن التأثير الحقيقي للارتفاع المشار إليه، لا يمكن تحديده على وجه الدقة، إلا من خلال نتائج الدراسات الجارية، فور الانتهاء منها، من قبل الوزارة.
وفي تصريح خاص لـ"صوت الأمة" أوضح الدكتور حسام مغازي، وزير الري المصري السابق، أن النيل الأبيض، الذي يستقبل تصرفات بحيرة فيكتوريا، يمد مصر بنحو 19% إلى 20% من إيراد الفيضان، والباقي يأتي من النيل الأزرق، ونهر عطبرة، اللذين ينحدران من الهضبة الإثيوبية؛ لافتا إلى أن أية زيادة يشهدها منسوب بحيرة فيكتوريا، كما هو الحال مؤخرا، يكون له تأثير إيجابي على إيرادات نهر النيل بوجه عام، وعلى مصر كاحدى دولتي المصب بشكل خاص، وبالتالي فزيادة نحو 1.5 متر في منسوب البحيرة، يعتبر أمر مبشر، وفقا لتصريح وزير الري السابق؛ متوقعا أن يكون موسم الفيضان المقبل، موسما فوق المتوسط بالنسبة لمناسيب المياه في نهر النيل.
ونوه الدكتور حسام مغازي إلى أن أكثر الكميات التي يتم فقدها في فترات مواسم الفيضانات على منابع نهر النيل، يتم فقدها في بحر الجبل عند جنوب السودان، في حين في بقية فترات العام يكون مستوى مياه النيل في المجرى منخفضا، مما يتيح استيعاب كميات زائدة في فترات غير فترات الفيضان، كما هو الحال في بحيرة فيكتوريا في الفترة الأخيرة.