حكاية خناقة بين شكوكو وعباس العقاد.. بطلتها كانت راقصة
الجمعة، 01 مايو 2020 09:32 م
لا تزال الكثير من مونولوجاته باقية حتى الأن لدرجة أن شركة مصر للطيران خصصت إحدى قنواتها الإذاعية على متن رحلاتها ذات مرة لمونولوجاته إنه الفنان المصري محمود شكوكو الذي يحل اليوم الـأول من مايو ذكرى ميلاده حيث ولد في عام 1912،في إحدى حواري حىّ الجمالية الشعبى بالقاهرة.
وفي بداية حياة شكوكو الفنية نال كثير من الضرب من والده، لأنه كان يعمل طوال اليوم في ورشة النجارة وفي الليل يغني في الأفراح والملاهي، وكان في المرحلة الأولى يقلد الفنانين ويغني لمحمد عبد الوهاب ومحمد عبد المطلب ولم يجد استجابة فأدرك بفطرته أنه ليس مطرباً، ولو اتجه إلى فن المونولوج سيكون أفضل كثيراً.
حياته الفنية
ومثل محود شكوكو في الكثير من أفلام الأبيض والأسود وارتبط بإسماعيل ياسين[2]، حيث اشترك معه كثنائي مونولوجست، وكون فرقة خاصة به [3]، كان محمود شكوكو هو الفنان المصري الوحيد الذي صنع له دمى صغيرة على شكله بالجلباب البلدي والقبعة المميزة التي كان يرتديها، توفي سنة 1985.
ويؤكد الناقد الفني طارق الشناوي في مقال سابق أنه محمود شكوكو عند مختلف الأجيال، يعتبر واحد من أصدق وأعمق الضحكات الصافية المستقرة في الضمير الجمعى المصرى، كما شكوكو كفنان انتقل بالأراجوز من الشارع إلى خشبة المسرح، وهو ما تنبهت إليه منظمة اليونسكو مؤخراً، وسجلته كأحد أهم الفنون العالمية، "شكوكو لم يكن فناناً ارتبط تواجده بسنوات بقائه على الأرض، بدليل أن جوجل يحتفل بذكراه بين عدد محدود جدا من الفنانين العرب، بعد ما يقرب من 34 عاما على الرحيل، فهو لا يزال حاضرا وبقوة"..حسبما يؤكد الشناوي.
خناقته مع العقاد
وفي خمسينيات القرن الماضي حدث مشادة غريبة بين محمود شكوكو وبين أهم أدباء القرن الماضي عباس محمود العقاد، بدأت الحكاية عندما سأل أحد الصحفيين العقاد سؤالاً " من منكما أكثر شهرة، أنت أم محمود ﺷﻜﻮﻛو؟، وقتها رد العقاد باستغراب قائلاً: مين شكوكو؟، وعندما وصلت القصة لـ شكوكو عن طريق الصحفي ذاته، قال له شكوكو: " قول لصاحبك العقاد ينزل ميدان التحرير ويقف على أحد الأرصفة وسأقف على رصيف مقابل ونشوف الناس هتتجمع على مين".
بعدها رد العقاد على الصحفي قائلاً: قول لشكوكو ينزل ميدان التحرير ويقف على رصيف ويخلي "رقاصة" تقف على الصيف التاني ويشوف الناس هتتلم على مين أكثر، عبارة العقاد هذه برغم قسوتها كانت تحمل رسالة بليغة عن المستوى العلمي والعمق الشخصي الشعبي العام، مفادها أن القيمة لا تُقاس بالجماهيرية أو بالشهرة.