فرض انتشار فيروس كورونا على العالم عادات اجتماعية جديدة لم يعتادوها، بعد أن أصبح وباءً اجتاح العالم، ولم يرحم كورونا حتي الجنازات ووداع الأهل لأحبائهم قبل الذهاب إلى مثواهم الأخير.
وفى إيطاليا أكثر البلدان المتأثرة بفيروس كورونا، تغيرت التقاليد المعتادة للجنازات، حيث تخلت العائلات الإيطالية في بلدة ريفيلو عن تقليدها بالمرور أمام التوابيت المفتوحة لإلقاء الوداع الأخير على المتوفى خلال مراسم الجنازة، وأصبحت التوابيت تغلق مباشرة في مشرحة أحد المستشفيات قرب هذه البلدة الصغيرة الواقعة على الحدود الفرنسية.
وقال جانبييرو بالميرو، صاحب مكتب يقدم خدمات دفن الموتى في ريفيلو، لوكالة فرانس برس "الأمر أصعب من الناحية العاطفية.. نحن نعيش في أوقات غير طبيعية. هناك طلب متزايد على خدماتنا".
وأوضح بالميرو أن "الجثث ملفوفة في كفن. نضع الجثة في التوابيت ونغلقها فورًا.. وتعني ترتيبات الجنازة السريعة أن العائلات المحزونة لا تملك الوقت الكافي لتوديع أحبتها".
ولوحظ تطبيق تدابير التباعد الاجتماعي في محرقة الجثث حيث يسمح بدخول شخص واحد فقط في كل مرة.
أما المشهد الأصعب كان لأم الطفل إسماعيل محمد عبد الوهاب، 13 عاما، أصغر ضحية للفيروس كورونا فى بريطانيا ، حيث ظهر حاملو النعش يرتدون بدلات واقية وأقنعة وقفازات، بينما حضرت والدته وأشقاؤه الستة الجنازة عبر هواتفهم لأنهم يجب أن يبقوا في عزلة ذاتية بالمنزل.
وأُجبرت والدة إسماعيل وأشقاء الستة على مشاهدة جنازته في بث مباشر على الإنترنت، حيث يعانى اثنان في الأسرة من أعراض فيروس كورونا، موضحًا أن والد إسماعيل توفى بعد معركة مع السرطان منذ حوالي خمس سنوات.
بينما قام المشيعون بما في ذلك الأعمام وأبناء العم ، بارتداء الملابس الواقية، كما التزموا بترك مسافة مترين لمراعاة قواعد الإبعاد الاجتماعي أثناء الصلاة بعد عملية الدفن.
و وفقًا للشعائر الدين الإسلامي، لابد أن يُنقل الجثمان إلى المسجد أولاً للصلاة عليه الجنازة، ولكن نظرًا لأن جميع أماكن العبادة مغلقة حاليًا ، دفن على الفور إلى المقبرة من مشرحة في جنوب لندن قبل دفنه ووصفت عائلة "إسماعيل"، الذي لم تكن لديه ظروف صحية، وكان صبي "لطيف" وصاحب ابتسامة "دافئة".
وفي إسبانيا تتوقف سيارات الموتى كل 15 دقيقة أمام محرقة الجثث فى مقبرة لا ألمودينا الكبيرة فى العاصمة الإسبانية، مدريد، لحرق جثث ضحايا فيروس كورونا، وفقا لشبكة " سى إن إن" على نسختها الإسبانية.
وأصبح الأسبان يودعون أقاربهم بجنائز السيارات التى لا تتعدى مدتها 5 دقائق ويحضر بها 5 أشخاص أو أقل، والجميع يرتدون الكمامات ويحافظون على المسافات الآمنة، فى الوقت الذى أغلقت إسبانيا جميع الكنائس فى أنحاء البلاد.
وأوضحت أن مقبرة ألمودينا تحتوى على 40% من وفيات فيروس كورونافى إسبانيا، ويجرى فيها الأب إدوار مراسم سريعة قبل إحراق الجثث.
أما في السعودية ومع تشديد السلطات إجراءاتها لمحاصرة «كوفيد - 19» بفرض منع التجول على جميع المناطق، فقد اقتصرت الكثير من الجنائز على التعزية في المقابر أو على نطاق ضيق في المنازل، أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي في الوقت الذي أجلت فيه كثير من العائلات حفلات الزواج إلى ما بعد الانتهاء من جائحة كورونا.
وفي إحدى المدن اضطرت عائلة إلى وضع منشور أمام المنزل تعتذر فيه عن تقبل العزاء بسبب الإجراءات المتخذة هناك بمنع التجول والتجمع تحت طائلة القانون.