فضح أوهام الخليفة.. ماذا قال صحفي تركي عن طموح أردوغان و "جيش الجهاديين"؟
الخميس، 30 أبريل 2020 07:00 م
ما يؤكد أن أوهام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى إقامة جيش من المتطرفين ليحقق أوهامه فى الخلافة قال صحفي تركي إن طموح تركيا بتشكيل جيش من الجهاديين في إدلب يتراجع في ظل ما شهدته المنطقة عقب اتفاق موسكو الأخير.
وهذا الأسبوع قتل الجيش التركي شخصين وأصاب نحو 15 آخرين، خلال محاولة فض اعتصام على طريق M4 الذي اتفقت أنقرة وموسكو على تسيير دوريات مشتركة عليه، بينما يرفض مسلحون في المنطقة الاتفاق، يعرقلون سير الدوريت المشتركة.
الكاتب الصحفي التركي فهمي تاشتكين الذي يسلط الضوء على التوتر الذي تشهده العلاقات التركية الروسية في إدلب من حين لآخر، قال: “ما حدث في إدلب تسبب في تراجع حلم تركيا إنشاء مظلة تجمع الجهاديين في إدلب والسيطرة على المدينة بعملية عسكريةفي المستقبل”.
وكشف فهمي تاشتكين قال إن الدوريات المشتركة بين القوات التركية والروسية التي تم الاتفاق عليها بموجب اتفاق موسكو تعطلت، مما تسبب في توتر بين الطرفين.
وأوضح أن روسيا تنتظر من تركيا إحكام السيطرة على التنظيمات الموجودة في إدلب، وأن أغلب تلك التنظيمات تحصل على دعم وحماية مباشرة من تركيا.
تاشتكين المتابع للحرب الداخلية في سوريا منذ اندلاعها، أوضح أن الجيش الوطني السوري ظهر نتيجة هذه المساعي ولكنه لم يضم تحت سقفه كافة التنظيمات المسيطرة على المنطقة، مثل هيئة تحرير الشام التي تعتبرها الأمم المتحدة تنظيمًا إرهابيًا، وأبدت رفضها الانضمام إلى الجيش الوطني.
ولفت إلى أن تركيا لم تلتزم بتعهدها المتفق عليه في المفاوضات مع روسيا بإخراج تلك التنظيمات من غدلب، وإنما تسعى لتحويلهم وجمعهم تحت سقف تنظيم واحد، مؤكدًا أن تركيا تحاول اتخاذ هذه الخطوة.
وحذر تشاتكين من أن إدلب قد تشهد عملية عسكرية جديدة للنظام وروسيا إن لم يتم التوصل لحل بشأنها، لافتًا إلى أن هناك تعزيزات عسكرية تركية كبيرة للغاية في إدلب مقارنة بالماضي.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات التركية أطلقت فجر الأحد الرصاص الحي على معتصمين على طريق حلب دمشق الدولي M4، مما أدى إلى سقوط ضحايا، خلال هجوم مباغت غرضه فتح الطريق الدولي أمام الدوريات العسكرية المشتركة مع القوات الروسية.
وقال المرصد إن قوة عسكرية من الجيش التركي أقدمت على إزالة سواتر ترابية من على طريق M4 بالقرب من بلدة النيرب شرق إدلب، كما حاولت فض الاعتصام هناك بإطلاق قنابل مسيلة للدموع، قابلها رد من العتصمين بالحجارة، عقب ذلك قامت القوات التركية باستهداف منطقة الاعتصام بالرصاص الحي، مما تسبب في مقتل شخصين قتلا، وجرح 5 أشخاص على الأقل.
ومنذ دخول اتفاق موسكو حيز التنفيذ، وحلول موعد انطلاق الدوريات المشتركة على الطريق بين القوات التركية والروسية منتصف مارس/ آذار الماضي، تحاول تركيا فض الاعتصام دون نتيجة.
وفي 13 أبريل اقتحمت القوات التركية اعتصامًا لمعارضين سوريين لاتفاق موسكو، بالقرب من قرية ترنبة شرق إدلب على طريق اللاذقية – حلب الدولي، وقاموا بهدم الخيام والاعتداء على بعضهم بالضرب، كما سمعت أصوات إطلاق نار في المنطقة.
ونص اتفاق موسكو في الخامس من مارس، بين الرئيسان رجب أردوغان وفلاديمير بوتين، على تسيير دوريات مشتركة على امتداد الطريق السريع “M4” الرابط بين حلب واللاذقية، إلا أن رفض مدنيين ومسلحي المعارضة لتفاصيل الاتفاق يحول دون إتمام الدوريات المشتركة.
ويرى المعترضين على على اتفاق موسكو أنه يحرمهم من العودة إلى المناطق التي نزحوا منها بسبب استمرار تواجد قوات الجيش الحكومي السوري بالمناطق التي وصلوا إليها، ويتيح للقوات الروسية التواجد في منطقة خارجة عن سيطرة الحكومة الروسية، كما يتهمون تركيا بخداعهم على حساب مصالحها مع الروس.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت عقب الدورية الأولى “تم منح وقت إضافي للجانب التركي لاتخاذ إجراءات خاصة بتحييد التنظيمات الإرهابية، وضمان أمن الدوريات المشتركة على طريق M4”.
ولم تنجح القوات التركية والروسيّة، في تسيير أكثر من 6 دوريات مشتركة على طريق M4، كانت آخرها أمس الثلاثاء، وأقصي مسافة بلغتها تلك الدوريات هي 5 كم فقط بسبب الاعتصامات على الطريق والسواتر الترابية.
ويخدم اتفاق موسكو الذي تم التوصل إليه في الخامس تركيا في وقف تدفق المهاجرين ومنع سقوط المزيد من القتلى من الجنود الأتراك، لكنه يعزز أيضا المكاسب الأخيرة التي حققتها القوات الحكومية السورية بينما لا تزال نقاط المراقبة التركية محاصرة، فيما يحرم سكان إدلب من العودة إلى المناطق التي نزحوا منها.
وكانت هيئة تحرير الشام أعلنت رفضها ما تم التواصل إليه بين الرئيسان التركيّ والروسي في قمّة موسكو بشأن إدلب ودعت في بيان عنوانه “اتفاقية موسكو.. سرابٌ جديد”، مسلحيها بـ “الاستمرار في خوض المعارك” ضد النظام والقوات الروسية، غير أنه يبدو أن هناك تفاهمات حاليا مع القوات التركية، حيث أن عناصر هيئة تحرير الشام أمنت مرور المعدات والآليات التركية لإعادة فتح جزء من الطريق بعد إغلاقه عقب الدورية المشتركة الأولى.