من آرثر عاشق "فيرجينا" إلى رئيس جمعية الحمير.. محطات في حياة زكي طليمات
الأربعاء، 29 أبريل 2020 08:00 مهبة جعفر
"زكي طليمات" اسم قد يجهله الكثيرون ولكن لا يمكن أن ينسى أحد الممثل القدير الذي قام بدور الملك أرثر عاشق فيرجينا جميلة الجميلات ومقالته الشهيرة "في ليلة أقل جمالًا من ليلتنا هذه ستأتين راكعة إلى خيمتي"، في الفيلم التاريخي الناصر صلاح الدين، جسد طليمات الشخصية بكل تفاصيلها المخيفة فهو صاحب المؤمرات وخادع الجميع.
لم يكن طليمات ممثلا عاديا ولكنه كان صاحب بصمة قوي في عالم الفن بخاصة المسرح وأطلق عليه عميد ورائد فن المسرح في زمانه حيث ساهم بشكل كبير في تطوير الفنون الشعبية، وقد دفعته خبرته لتأسيس معهد السينما ليكن النواة الأولى لإخراج فنانين أصحاب خبرة وتعلم إلى جانب الموهبة وتولي رئاسته لفترة ولكنه عاد بعد ذلك طالبا بإغلاقه لكثرة عدد الخريجين منه ولكنهم لا يجدوا ما يعلموا فقد أصبح هناك فيض من الوجوه لم يسعهم المجال الفني فاتجهوا للعمل في الأعمال الإدارية.
كان إنشاء معهد لفنون المسرح أحد أحلام زكى طليمات، وجاءته الفرصة عام 1928 عندما طلبت منه وزارة المعارف كتابة تقرير عن أحوال فن التمثيل "الحركة المسرحية" فكتب عن "تعليم" المسرح وتنظيمه الإداري والمالى قبل ان يكتب عن أى جانب "ذاتى" أو شخصى آخر، وطالب بإنشاء معهد لفنون المسرح، وإدارة للمسرح المدرسى تتبع وزارة المعارف وإنشاء فرقة حكومية قومية مستقلة الإدارة لا يعين فيها إلا من يجتازون اختبارات علمية تكنيكية وثقافية معينة لكى يتقاضوا مرتبات تضمن لهم حياة كريمة، وقال إن تربية ذوق الجمهور وتعويده على الفرجة المسرحية الراقية مسألة تقتضى تضافر أجهزة التعليم والصحافة.
وأنشئ المعهد عام 1930 وأسسه زكى طليمات وتولى إدارته ولكن حكومة صدقى أغلقته بعد سبعة شهور، فخرج زكى طليمات إلى الحركة المسرحية الحية من جديد، وشارك فى تأسيس فرقة اتحاد الممثلين، وفى أعمال عدة فرق أخرى إلى أن استدعى للعمل مخرجا فى أول فرقة حكومية كونتها وزارة المعارف عام 1935 الفرقة المصرية بعد تجديد مسرح الأزبكية الذى صار مقرا لجمعية أنصار التمثيل، وكان مديرها الشاعر الكبير خليل مطران فاقتنع برأى زكى طليمات أن يكون الافتتاح مصريا خالصا، وأخرج مسرحية أهل الكهف لـ توفيق الحكيم، كما أخرج زكي 12 عملًا مسرحيا وعمل على ترجمة عدد من الأعمال المسرحية العالمية، منها: "مسرحية "الجلف" لتشيكوف، ومسرحية "الوطن" لسارود، ومسرحية "المعركة" لفروندى.
كما قدم الراحل أكثر من 350 عرضًا مسرحيًا، من بينها: "تاجر البندقية، وغادة الكاميليا"، بجانب مشاركته في حوالي 12 فيلمًا سينمائيًا، من بينها: "يوم من عمري، الناصر صلاح الدين، ومن أجل امرأة، نشيد الأمل مع أم كلثوم، مغامرات عنتر وعبلة".
كانت السلطة دائما ما تسعي للبطش بطليمات لأرائه المعارضة لها مما دفع الملك فاروق في فترة إلى إغلاق المسرح الذي اسسه طليمات لمنع تسجيد ادوار تعارضه ليقم طليمات بتأسيس" جمعية الحمير " بمشاركة من كبار الكتاب والفنانين امثالطه حسين والحكيم والعقاد وأحمد رجب والسيد بدير.
رشح زكي طليمات الفنان حسين فهمي، لأداء دوره فى شبابه، لتمتعه بيقظة وإحساس عميق فى أدائه التمثيلى وتجسيد قصة حياته فى فيلم، لأنه لا يخشى أى مواقف حرجة بها، ورغم حبه الشديد ليوسف وهبي ولكنه كان غريمه علي قلب روزاليوسف الذي تزوجها وخطف قلبها من وهبي وأحب الراقصة امتثال فوزى، إلا أن القدر حال بينه وبينها بعد مقتلها على يد أحد البلطجية خلف مسرحها برمسيس.
ولد طليمات بحي عابدين في القاهرة، والده من أصول سورية حيث كان جده من أسرة معروفة بالوجاهة في حمص بسوريا، كان قد سافر إلى القاهرة بقصد التجارة وأقام بها وأم مصرية من أصول شركسية. توفي عام 1982.
حصل على البكالوريا من الخديوية الثانوية، والتحق بمعهد التربية ثم أوفد في بعثة إلى فرنسا لدراسة فن التمثيل في باريس في مسرح الكوميدى فرانسيز والأوديون، وعاد حاملًا دبلومًا في الإلقاء والأداء وشهادة في الإخراج.