وائل السمري يكتب: رامز جلال أزمة كل عام.. بيانات وإدانات وتحذيرات ومحاضر وقضايا ثم لا شيء
الأربعاء، 29 أبريل 2020 05:01 م
في كل عام يخرج علينا الفنان الشهير رامز جلال ببرنامجه الشهير الذي يعتمد على عمل مقالب في الفنانين، وفكرة المقالب في حد ذاتها ليست جديدة على برامج رمضان، لكنها للأسف تحولت على يد رامز جلال إلى حلقات متصلة من التعذيب المباشر للمشاهد والفنان المشارك إن كان لا يعلم بها وهذا لا يحدث عادة، وفي كل عام ينتفض المجتمع المصري ضد هذا البرنامج ويصدر الجميع بيانات الإدانة والتحذيرات المشددة وقد يصل الأمر إلى القضاء، لكن للأسف تذهب كل هذه الزوبعة سدى، ولا يستفيد منها أحد سوى رامز جلال الذي يتفنن كل عام في ابتكار حيلة جديدة أشد قوة من الحيلة القديمة، ثم نعود مرة أخرى إلى البيانات والإدانات والتحذيرات والقضايا والمحاكم ولا شيء يحدث.
وعلى ما يبدو فقد ارتضى الفنان رامز جلال بأن يكون محور اهتمام الجميع خلال شهر واحد في السنة، وأن يتلقى ردود الأفعال لمدة شهر آخر أو شهرين، ثم يدخل في راحة سلبية لأشهر عديدة تشبه مواسم الخمول الصيفي أو البيات الشتوي، ليعيد بعدها الكرة مرة أخرى، ومن هنا يمكننا تلخيص دورة حياة رامز جلال على النحو التالي (خمول 9 أشهر - عمل شهر- متابعة العرض شهر- متابعة ردود الأفعال شهر- العودة للخمول) .
أصبح الأمر بالنسبة لرامز جلال ليس أكثر من تسلية كل عام، وأصبح الأمر بالنسبة لشركة الإنتاج دعاية إضافية لهذا البرنامج الشهير، والحق يقال فإن هذا البرنامج برغم ما يتعرض له كل عام من حلات مقاطعة وبرغم ما يسببه كل عام من استياء كبير عند الكثيرين فإنه يحظى بشعبية كبيرة لم يحظ بها مثيلا له، ولهذا فلابد من التفكير في وسيلة أخرى للضغط على رامز جلال وشركته الإنتاجية لا من أجل إيقاف البرنامج أو تغييره وإنما من أجل الالتزام بالحد الأدنى من العنف والحد الأدنى من الإيذاء، بدلا من تفريغ شحنات الغضب في الإدانات والمحاكم والقضايا التي أصبحت هي الأخرى فرصة للظهور الإعلامي عند الكثير من الهيئات والمؤسسات والأفراد، فكما يستغل "رامز جلال" حملات مهاجمته للترويج لبرنامجه، يستغل البعض هذا البرنامج للظهور الإعلامي أيضا، فيعود الأمر بالمنفعة على البرنامج ومهاجميه بينما يعود الضرر النفسي والاجتماعي على المجتمع كله.
هنا يجب الاعتراف بموهبة "رامز جلال" في "المقالب" لكن ما يجب الاعتراف به أيضا هو قدرته على المناورة كل عام بالبرنامج، ليفلت من المنع مرة بعد مرة، والحجة الدائمة هي أن البرنامج لا يذاع في مصر وأن القناة التي تذيعه ليست مصرية، وهو ما يجعلها خارج إطار المساءلة، ولهذا يجب أن نسلك طريقا آخر إذا ما كنا جادين في الحافظ على سلامة المجتمع نفسيا وهو إلزام رامز جلال بميثاق شرف عبر اتحاد إذاعات الدول العربية التابعة لجامعة الدول العربية، فهذا البرنامج أصبح خطرا حقيقيا على كل مشاهديه من العالم العربي وليس مصر فحسب، ولهذا يجب أن يتم الضغط عليه من خلال منصة عربية جامعة، وأن تكون هناك عقوبات رادعة إذا لم يلتزم رامز بهذا الميثاق من جميع الدول العربية، غير هذا سنكون مجرد أدوات لترويج البرنامج ومهاجميه.